أكد سينمائيون إسبان، في بيان، أن «الفن لا يمكن أن يكون محايدا أمام الأبارتايد والإبادة».
وأضاف البيان، الصادر عن مجموعة عمل «السينما مع فلسطين: من أجل الثقافة، من أجل وضع حد للإبادة»، ووقعه أكثر من 500 سينمائي إسباني من بينهم: خابيير بارديم، بينيلوبي كروث، بيدرو ألمودوبار، أنتونيو دو لا توري، كارمن ماتشي، أن العنف الممنهج الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني يشمل جميع المجالات: الطواقم الصحية، الصحافيين، الفنانين، الرياضيين، الأكاديميين، الحقوقيين، العائلات بأكملها، والأطفال.
وأشار البيان إلى أن عالم السينما لم يسلم من هذا العنف، مستشهدا بحالة الناشط المتعاون في فيلم «لا أرض أخرى» المتوج بجائزة الأوسكار، الذي تم استهدافه وقتله لإدلاء شهادته حول ما يجري في فلسطين.
ووجّه السينمائيون نداءً إلى حكومة إقليم الباسك والحكومة الإسبانية والاتحاد الأوروبي، مطالبين بـ«الضغط على إسرائيل للوقف الفوري للإبادة وإرجاع الأراضي المنهوبة والالتزام بما صادقت عليه الشرعية الدولية».
وأضاف البيان: «نطالب بطرد إسرائيل من منظمة الأمم المتحدة بعد إخلالها بالتزاماتها، وإيقاف التبادل التجاري العسكري من طرف الدولة الإسبانية، التي سبق لها أن استوردت منذ بدء حرب الإبادة ما يفوق مليار يورو».
وأشار البيان أيضا إلى التواطؤات التي تقوم بها شركات إقليم الباسك، متهماً إياها بالمشاركة في الإبادة، مثل شركة «كاف» لصناعة القطارات، التي تعمل على إقامة خطوط سكك الحديد في القدس الشرقية لربطها بالمستوطنات التي أقيمت بعد طرد أكثر من 14 ألف فلسطيني وهدم الآلاف من المنازل.
وأضاف البيان: «نطالب حكومة إقليم الباسك، التي تملك 3% من رأسمال الشركة، بألا تنهج سياسة الأذن الصماء تجاه تقرير فرانسيسكا ألبانيس التي وصفت مشروع القطار بالتطهير الإثني». ودعا البيان الشركة إلى الاستماع إلى أصوات الآلاف من الأشخاص والمنظمات التي تدعوها قائلة: «كاف، انزلي من قطار الأبارتايد».
مسيرة حاشدة في سان سيباستيان
بعد عرض فيلم «هند رجب» للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، الذي يحكي مأساة الطفلة الغزية هند، البالغة ست سنوات، والتي علقت داخل سيارة تحت القصف الإسرائيلي في 29 يناير/كانون الثاني 2024، خرج السينمائيون الإسبان من أمام مسرح «بيكتوريا أوخينيا»، يتقدمهم وزير الثقافة إرنست أورتاسون ومدير المهرجان خوسيه لويس ريبوردينوس، في مسيرة شارك فيها الآلاف من المتضامنين وقطعت مسارا يزيد عن ألف متر.
حملت المسيرة علم فلسطين كبيرا ويافطة شعارها: «أوقفوا الإبادة، السينما مع فلسطين»، ورافقها بطلا الفيلم معتز ملحيس وسجى كيلاني، أعضاء فرقة «صول لاند» الغزية، بالإضافة إلى فنانون إسبان مثل أرتورو فالس، إيتثيار أتيينزا، فيرمين موغوروثا، إيساكي لاكويستا، إيلينا تابيرنا، إينيس باريس، دانييلا فيرمان، خوليو ميديم، إيتثيار إيتونيو وخوسي لويس غيرين.
امتدت المسيرة لساعتين خلت من أي حضور أمني، ما يعكس أنها منظمة من السينمائيين وليست تهديدا أمنيا، واختلط فيها المسؤولون الحكوميون بالفنانين واللاجئين الفلسطينيين والجمهور المتضامن.
أمام الساحة المحاذية لبلدية المدينة، قُرأ البيان الختامي لمسيرة الوفاء للشعب الفلسطيني، وتلتها فقرة غنائية لفرقة «صول لاند» الغزية، حيث أدت أغنية «أبنائي عصافير في الجنة» التي لاقت تجاوبًا كبيرًا من الجماهير.
كما قُرأ بيان الجالية الفلسطينية بإقليم الباسك، موقع من محمد فرج الله ورهف شمالي، جاء فيه: «لم تمت هند جراء انفجار فحسب، بل ماتت بسبب لامبالاة المجتمع الدولي التي أصبحت معتادة. ماتت لأن الأطفال في فلسطين محرومون من الحماية ومن الحزن عليهم بنفس الحدة التي ينالها الآخرون في سائر أنحاء العالم».
وأضاف البيان: «نشكر كل من رفع صوته في إطار مهرجان سان سيباستيان، وتحدث عن الإبادة الجماعية وطالب بالعدالة لفلسطين. كل صوت مهم، وكل كلمة تحدث فرقًا».
وتابع البيان مخاطبا الحضور: «باسمنا وباسم الشعب الفلسطيني أجمع، نقول: أنتم أملنا ونورنا وسط هذا الظلام الدامس. لا تتوقفوا، لا تكلوا، لا تستسلموا. فنحن بحاجة إليكم، لأن صوت كل واحد منكم شعاع أمل، وعندما تجتمعون من جميع أنحاء العالم، تصبحون نورًا أقوى من الشمس نفسها. هذا النور يمنحنا القوة لمواصلة النضال من أجل الحرية التي انتظرناها ثمانين عامًا».
تعليقات الزوار
لا تعليقات