أخبار عاجلة

صحيفة إسبانية تكشف تفاصيل فرار الجنرال الجزائري عبد القادر حداد المعروف بـ"ناصر الجن"

لا تزال واقعة فرار الجنرال الجزائري عبد القادر حداد، المعروف بلقبه "ناصر الجن"، إلى السواحل الإسبانية على متن زورق للهجرة غير النظامية، تُحدث زلزالًا أمنيا واستخباراتيًا غير مسبوق بالجزائر، فالرجل، الذي وُضع رهن الإقامة الجبرية عقب إبعاده المفاجئ عن منصب المدير العام للأمن الداخلي في ماي الماضي، يُنظر إليه اليوم كصندوق أسرار بالغ الحساسية يخشى النظام الجزائري أن يُفتح خارج حدوده.

صحيفة "إلكوفيندثيال" الإسبانية وصفت الواقعة بـ"الفرار المذهل"، مؤكدة أن الجنرال تمكن ما بين ليلة 18 وصباح 19 شتنبر من التملص من مراقبة حراسه والفرار على متن قارب سريع من السواحل الجزائرية نحو كوستا بلانكا بمقاطعة أليكانتي، في مشهد يشبه رحلات "الحراقة" التي اعتاد عليها آلاف المهاجرين السريين. 

وبحسب الصحافي الإسباني إيغناسيو سومبريرو، فإن هذه الحادثة تعكس بوضوح حجم التنافس وصراع الحسابات داخل القيادة العسكرية للجيش الجزائري، فيما ربطت صحيفة "لوموند" الفرنسية هذا التطور الأمني بانتشار واسع النطاق شهدته العاصمة الجزائر وضواحيها في اليومين نفسيهما، واصفة الوضع بـ"غير المسبوق منذ العشرية السوداء". 

وبحسب الصحيفة الفرنسية فقد أقامت السلطات الجزائرية حواجز للشرطة والجيش وأغلقت محاور طرقية رئيسية، فيما تولت عناصر بزي مدني عمليات تفتيش دقيقة للمركبات، ما تسبب في شلل مروري استمر لساعات طويلة، وترافق ذلك مع طلعات جوية لمروحيات عسكرية في مشهد أقرب إلى مطاردة لفارٍّ من العدالة.

الجنرال عبد القادر حداد، الذي تولى قيادة جهاز الاستخبارات الداخلية بين يوليوز 2024 وماي 2025، كان يُعتبر من أبرز المقربين من الرئيس عبد المجيد تبون، بل وكان أحد داعميه الرئيسيين خلال معركة الترشح لولاية ثانية في شتنبر 2024، غير أن قرار إقالته المفاجئة في ماي الماضي أثار الكثير من علامات الاستفهام بالنظر إلى موقعه الحساس وصلاته الوثيقة برأس السلطة.

وأعقب ذلك، وضعه قيد الاعتقال في السجن العسكري بالبليدة، ثم نُقل إلى بشار غرب البلاد، قبل أن يُفرض عليه حجر منزلي مشدد في فيلا بحي دالي إبراهيم بأعالي العاصمة، إلا أنه تمكن في ظروف غامضة من الإفلات من الرقابة المحكمة، ما فجّر صدمة قوية داخل أركان الدولة العميقة.

ويُعد "ناصر الجن" من أكثر الشخصيات الأمنية إثارة للجدل في الجزائر، حيث ارتبط اسمه بملفات شائكة تعود إلى "العشرية السوداء"، بما فيها عمليات اختطاف واغتيالات استهدفت معارضين في الداخل والخارج، كما ورد اسمه في تقارير تتعلق بمحاولات استهداف المعارض هشام عبود في إسبانيا، والناشط أمير بوخرص المعروف بـ"أمير دي زاد" في فرنسا، في إطار مساعي النظام لإسكات الأصوات المعارضة خارج الحدود.

وقد سبق للجنرال عبد القادر حداد أن لجأ إلى إسبانيا عقب إقالته من منصب أمني حساس قبل أن يعود لاحقًا إلى واجهة الأحداث مستعيدًا قيادة جهاز الاستخبارات الداخلية بعد وفاة رئيس الأركان الراحل أحمد قايد صالح، غير أن هروبه هذه المرة يبدو مختلفا من حيث التوقيت والظروف والدلالات، إذ يعكس حجم الانقسام والصراع الداخلي المحتدم داخل المؤسسة العسكرية الجزائرية، والذي أطاح خلال السنوات الأخيرة بعدد من كبار الجنرالات والمسؤولين الأمنيين بالجارة الشرقية .

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات