تُنتج الجزائر أكثر من 82% من احتياجاتها محليًا من الأدوية، مما يعكس تطورًا ملحوظًا في قطاع الصحة الوطني ويعزز مكانتها على الساحة الأفريقية.
وتعدّ صناعة الأدوية من القطاعات الحيوية والاستراتيجيةـ لأنها – وفق الخبراء في المجال- تمثل العمود الفقري للأمن الصحي الوطني ورافدًا رئيسيًا للاقتصاد الوطني والتكامل الإقليمي.
وفي ظل الطلب المتزايد على الأدوية الجزائرية في الأسواق الإفريقية، تتجه البلاد بقوة نحو تعزيز التعاون الصحي والتكامل الاقتصادي مع دول القارة، مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وقدراتها الإنتاجية المتنامية.
وبينما تسعى الجزائر للحصول على "شهادة النضج 3 " من منظمة الصحة العالمية، تبرز فرص ضخمة لتوسيع صادرات الأدوية وتطوير شراكات صناعية قارية.
إنتاج محلي للأدوية
وأكد وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد الحق سايحي، أن الجزائر حققت تقدماً كبيراً في مجال صناعة الأدوية، حيث تلبي اليوم أكثر من 82 بالمائة من احتياجات الأدوية من خلال الإنتاج المحلي.
وأكد الوزير على جهود الجزائر لأجل "تعزيز السيادة الصحية ودعم مسار التكامل الاقتصادي والصحي بين الدول الأفريقية."
وشدد الوزير في تصريح صحفي بمناسبة تنظيم الطبعة الرابعة لمعرض التجارة البينية الأفريقية التي تستمر إلى غاية 10 أيلول/ سبتمبر الحالي، على أن قطاع الصحة يحتل مكانة بارزة في استراتيجية الجزائر للتكامل الأفريقي.
وأبرز استعداد الجزائر لتقديم الدعم الفني والدوائي للدول الأفريقية، لا سيما في مجال صناعة وتوريد الأدوية.
ولفت في السياق إلى أنّ هذا الإنجاز يعكس التطور الكبير الذي يعرفه قطاع الصحة في الجزائر، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية مع الدول الأفريقية، مثل كوت ديفوار، تشهد تعاونا متزايداً في مجال الأدوية، مما يعزز من فرص التكامل ويدعم الأمن الصحي للقارة.
كما اعتبر وزير الصحة أنّ معرض التجارة البينية الأفريقية يشكل منصة مهمة لتفعيل التعاون الاقتصادي بين الدول الأفريقية، ويمثل فرصة لتطوير قطاع الصحة وتعزيز صناعة الأدوية.
الطلب الأفريقي على الأدوية الجزائرية
تزايد الطلب على الأدوية الجزائرية في عدة دول أفريقية، نظرًا لجودة المنتج المحلي وأسعاره التنافسية.
وتعمل الجزائر على استثمار هذا الطلب من خلال تعزيز قدراتها الإنتاجية وتطوير شراكات صحية على المستوى القاري.
ويُعد الحصول على "شهادة النضج 3" من منظمة الصحة العالمية خطوة استراتيجية لتسهيل تصدير الأدوية إلى الأسواق الأفريقية.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة الصحة في 2 أيلول / سبتمبر الحالي عن "تقييم النظام الوطني للتنظيم الصيدلاني"، بهدف الحصول على "شهادة النضج 3" من منظمة الصحة العالمية، ما من شأنه تعزيز تنافسية الأدوية الجزائرية دوليًا.
وتأتي هذه الخطوة بالتنسيق بين وزارتي الصحة و الصناعة الصيدلانية في الجزائر يسمح هذا التصنيف "ولوج المنتجات المحلية إلى الأسواق الخارجية عبر تبسيط إجراءات التسجيل والتبادل حيث بلغت الصادرات في مجالات الصناعة الصيدلانية أزيد من 17 مليون دولار"، وفقا لبيان الوزارة.
وبشأن ذلك؛ أوضح وزير الصحة أنّ "الجُهود مستمرة لاستكمال المتطلبات القانونية والتقنية، خاصة في ظل الطلب الأفريقي المتزايد على الأدوية الجزائرية".
بالرغم من المعطيات الرسمية بخصوص التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال صناعة الأدوية، خاصة في تحقيق تغطية تفوق 82% من احتياجاتها من خلال الإنتاج المحلي، إلا أن هذا القطاع لا يزال يواجه مجموعة من التحديات.
وفي هذا الإطار؛ دعا الخبراء إلى أهمية الاستثمار في مجالات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، وهو ما ينعكس سلبًا على قدرة الصناعة الدوائية الجزائرية على الابتكار، وتطوير أدوية جديدة تستجيب للمعايير العالمية وتتنافس في الأسواق الخارجية.
كما يتطلع المختصون في مجال الصناعة الدوائية إلى أهمية التقليل من استيراد المواد الخام من قبل وحدات
الإنتاج الدوائي.
ولهذا فإن تشجيع الاستثمار المحلي تحسين مناخ الأعمال في القطاع الدوائي عبر تقديم حوافز للمستثمرين، سيرفع من قدرات الجزائر في إنجاز مشاريع خاصة بهذا القطاع.
وعليه تُمكّن القدرات الإنتاجية المحلية في صناعة الأدوية، الجزائر من التوسع في الأسواق الأفريقية المجاورة، وتعزيز صادرات الأدوية وبناء شراكات صناعية وتجارية مستدامة داخل القارة.
وفي هذا الإطار من المهم وضع سياسات دعم واضحة وتعاون إقليمي، يمكن للجزائر أن تتحول إلى فاعل أساسي في السوق الدوائية الأفريقية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات