شارك مئات التونسيين، في وقفة احتجاجية أمام المسرح البلدي وسط العاصمة تونس، تنديدا بالاعتداء على أسطول الصمود العالمي لكسر حصار غزة، بطائرات مسيّرة.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن “أسطول الصمود” العالمي المتجه إلى قطاع غزة لكسر الحصار الإسرائيلي عن الفلسطينيين، وقوع 12 انفجارا في 9 سفن تابعة له، جراء استهدافها بواسطة طائرات مسيّرة.
ولم يتطرق الأسطول إلى توقيتات هذه الهجمات ولا الجهة المسؤولة عنها، فيما تلتزم إسرائيل الصمت، وهي التي هدّدت مرارا بمنع الأسطول من الوصول إلى غزة.
لكن سبق أن مارست إسرائيل، القوة القائمة باحتلال فلسطين، القرصنة ضد سفن سابقة أبحرت فرادى نحو غزة، إذ استولت عليها، ورحّلت الناشطين الذين كانوا على متنها.
ودعت إلى الوقفة الاحتجاجية الشبكة التونسية للتصدي لمنظومة التطبيع (مستقلة). وقال عضو الشبكة فتحي عبازة “إن “هذه الوقفة الطارئة جاءت على خلفية الاعتداء الهمجي على سفن أسطول الصمود في عرض البحر”.
وفي حديثه الذي جاء على هامش الوقفة، أكد عبازة، أن “هذا (الاعتداء) ليس بغريب على الكيان الصهيوني الذي يرتكب مجازر وحشية، وتجاوز كل حدود العقل والمنطق (في وحشيته)”.
وأضاف: “نحن كشعب تونس نزلنا إلى الشارع في وقفة احتجاجية للتنديد بهذا السطو المسلح على أسطول مدني سلمي إنساني لكسر الحصار عن غزة”.
ومضى عبازة، قائلا: “نُحمّل الدولة التونسية مسؤوليتها السياسية والقانونية والدستورية في حماية مواطنيها التونسيين أينما كانوا”، في إشارة إلى من هم على متن الأسطول.
وحذّر من أن “الوضع خطير وينبئ بتطورات خطيرة”.
وطالب عبازة، “وزارة الخارجية التونسية بإصدار بيان يدين فيه هذه الهجمة المتوحشة، وتشكيل خلية أزمة لمواكبة تطور الأوضاع في أسطول الصمود”.
ولفت إلى أن “كل السيناريوهات واردة، وننتظر ربما مخاطر كبيرة على أبنائنا (…) ونحن بكل فخر واعتزاز نعبّر عن دعمنا ومساندتنا ووقوفنا إلى جانب الأسطول، وتنديدنا بالمجازر في غزة”.
وعقب الاستهداف، كشف ممثل اتحاد المحامين العرب بأسطول الصمود عبد الحق بنقادي، في تصريح صحافي، أن الفريق القانوني والحقوقي التابع للأسطول يعتزم التوجّه إلى المحكمة الجنائية الدولية، بسبب الاعتداءات بطائرات مسيّرة.
ومنذ أيام، تبحر عشرات السفن ضمن أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار نحو قطاع غزة، وهي تحمل مساعدات إنسانية، لاسيما المستلزمات الطبية.
وتُعدّ هذه أول مرة يبحر فيها هذا العدد من السفن (نحو 50) مجتمعة نحو قطاع غزة، الذي يعيش فيه نحو 2.4 مليون فلسطيني، وتحاصره إسرائيل منذ 18 سنة.
وبدعم أمريكي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلّفت 65 ألفا و419 شهيدا و167 ألفا و160 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 442 فلسطينيا بينهم 147 طفلا.
تعليقات الزوار
لا تعليقات