عقب افتتاح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ورئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، الدورة الثمانين للجمعية العامة، انطلقت الجلسة الصباحية بكلمة للرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي تبعه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب. كما ألقى كل أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، والعاهل الأردني، الملك عبد الله بن حسين كلمات ركزت على العدوان الإسرائيلي على غزة.
الرئيس البرازيلي، شدد في كلمته على أنّ ما يجري في غزة “لا يمكن تبريره من أي زاوية”، معتبراً أنّ “لا شيء يبرر الإبادة المستمرة” بحق المدنيين الفلسطينيين. وأكد أنّ “تحت ركام غزة تُدفن النساء والأطفال الأبرياء، ومعهم القانون الإنساني الدولي وأسطورة التفوق الأخلاقي للغرب”.
أما ترامب فألقى خطاباً مطولاً بدأه بالإشارة إلى ما وصفه بعودة الولايات المتحدة إلى موقع “القوة والازدهار” بعد سنوات من التراجع، واتهم الأمم المتحدة بتمويل موجات هجرة غير شرعية نحو الغرب عبر تقديم المساعدات للمهاجرين وهم في طريقهم إلى الولايات المتحدة، داعياً الدول الأعضاء إلى وقف ما وصفه بـ”الأزمة العالمية للهجرة” التي اعتبرها “أكبر قضية سياسية في عصرنا”.
أكد ترامب أنه تمكّن خلال سبعة أشهر من “إنهاء سبع حروب طويلة الأمد” في مناطق متفرقة، منتقداً الأمم المتحدة لفشلها في القيام بدور حاسم في تلك النزاعات. كما تباهى أنه رعى وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران عقب ضربات جوية أمريكية استهدفت منشآت نووية إيرانية. وطالب بالإفراج الفوري عن جميع الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة “حماس”، محذراً من أن أي اعتراف أحادي بدولة فلسطينية سيشكل “مكافأة للإرهاب”، على حد تعبيره.
وتطرق ترامب إلى الحرب في أوكرانيا قائلاً إنها “ما كانت لتندلع لو كنت رئيساً”، وحضّ أوروبا على وقف شراء الطاقة الروسية ملوحاً بفرض رسوم جمركية أمريكية جديدة إذا لم تتحقق تسوية سلمية.
وفي أكثر من موضع من خطابه وجّه ترامب انتقادات حادة إلى الأمم المتحدة، واصفاً أداءها بأنه مليء بالـ”الكلام الفارغ” وأنها “تخلق مشكلات بدلاً من حلها”.
وفي كلمته، أكد أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني على ضرورة احترام السيادة الوطنية وحماية حقوق الإنسان، واستعادة الشرعية للنظام الدولي. وأشار أمير قطر إلى العدوان الذي شنته إسرائيل في 9 أيلول/ سبتمبر على الدوحة، موضحاً أنّ هذا الاعتداء يُعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وأعمالا منسوبة إلى الإرهاب الممنهج، ويقوض أي جهود دبلوماسية لوقف المجازر في غزة، ويعيق إطلاق سراح الرهائن وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأكد الأمير تميم أنّ الحكومة الإسرائيلية تسعى من خلال تصعيدها العسكري إلى جعل قطاع غزة غير قابل للحياة وتهجير سكانه، وتوسيع المستوطنات وتغيير الوضع القانوني للمقدسات في القدس الشريف، مؤكدا أنّ هذا التصرف يمثل تهديدا خطيرا للأمن الإقليمي ويتناقض مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
وشدد الشيخ تميم على مواصلة قطر دورها الوسيط لتسهيل المفاوضات بين الأطراف الفلسطينية والإسرائيلية، بالتنسيق مع مصر والولايات المتحدة.
وركّز الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في مستهل كلمته على المأساة الجارية في غزة، عارضاً صوراً توثق المجاعة والدمار الواسع. وأكد أنّ ما يحدث هناك “ليس حرباً على الإرهاب”، بل “احتلال وتهجير وإبادة جماعية”، تُمارس بحق أكثر من 2,5 مليون إنسان يعيشون في مساحة محدودة. كما أشار أيضاً إلى أنّ “الضفة الغربية تُدمَّر رغم غياب حماس عن الحكم فيها”، متهماً إسرائيل بتوسيع هجماتها إلى سوريا وإيران واليمن ولبنان، ومحذراً من تهديدها المتزايد للاستقرار الإقليمي.
وأكّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين أنّ استمرار المأساة الفلسطينية يثير تساؤلات حول جدوى الاكتفاء بالبيانات، مشيراً إلى أنّ الصمت “يُعد قبولاً بالواقع وتنصّلاً من إنسانيتنا”. واتهم المجتمع الدولي، وخصوصاً القوى الكبرى، بـ”عقود من التباطؤ والعجز” أمام أطول صراع قائم في العالم. وأوضح أن الحرب الدائرة في غزة “تمثل إحدى أشد المراحل قتامة في تاريخ هذه المؤسسة”. وأشار إلى أنّ “الحكومة الإسرائيلية الحالية تقوّض عمداً أي أفق لحل الدولتين”.
ترامب يهاجم الأمم المتحدة في افتتاح الجمعية العامة

تعليقات الزوار
لا تعليقات