أخبار عاجلة

عبد الرزاق مقري يستغرب من تبلد مشاعر العرب والمسلمين تجاه ما يجري في غزة

تساءل السياسي الجزائري عبد الرزاق مقري المشارك في أسطول الصمود، عن تبلد مشاعر العرب والمسلمين أمام ما وصفه بالإبادة الجارية في غزة، داعيا إلى إبقاء الأعين على ما يجري في القطاع من إبادة ورفع مستوى الضغط خاصة في هذه الأيام العصيبة.

وأكد مقري وهو الرئيس السابق لحركة مجتمع السلم، في تدوينة نشرها على صفحته، أن الأسطول انطلق في ظل مشاهد “إبادة” لم ترَها البشرية من قبل، وأن هذه المشاهد تُبثّ مباشرة على أيدي “المجرمين الصهاينة” بمشاركة كاملة من الولايات المتحدة، وتحت نظر حكام العالم والمنظمات الدولية، ومن بينهم حكام العالم العربي والإسلامي.

وأضاف مقري أن ناشطين دوليين من مختلف أنحاء العالم، “لا هم عرب ولا هم مسلمون”، يتجهون لإغاثة أهل غزة المقهورين المظلومين، مشيراً إلى أن اختيار هذا التوقيت للتحدّي البحري لم يأتِ إلا ردّ فعل على تلك الإبادة، رغم أن شدة الظروف المناخية والبحرية فاقت قدرة عدد من السفن المشاركة.

وقال إن “ليلةً قضّوها كانت أخطر من التي سبقتها، ما اضطرّ سفناً من الأسطول البحري الإسباني وأساطيل مغاربية مجاورة إلى اللجوء إلى جزيرة إيطالية سمحت لها السلطات بالرسو في ملجئها البحري، في انتظار وصول بقية السفن والتشاور حول مصير الرحلة على ضوء توقعات بثلاثة أيام خطيرة جداً من الناحية الجوية”.

وخلال توقف الأسطول، لاحظ مقري مشاركة أيرلندية بكت “بالدموع” حيال وضع أهالي غزة، نقل عنها قولها: “لقد رأينا نحن الأيرلنديين القتل والتجويع مثل أهل غزة على يد الإنكليز ولهذا السبب أشارك في الأسطول”. هذا المشهد، يضيف مقري، دفعه إلى التأمل والتساؤل عن “تبلد أحاسيس” بعض العرب والمسلمين القادرين على النجدة، وخصوصاً لدى المسؤولين.

وخاطب مقري أصحاب “القلوب الحية” في العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع، داعياً إياهم إلى تحويل التعاطف مع الحملة البحرية إلى تركيز فعلي على “الإبادة الجارية” في غزة وتنظيم حملات كبرى بمختلف الوسائل للضغط على القادرين على النجدة ليفعلوا واجبهم.

ويرى السياسي الجزائري أن اللحظة “تاريخية” وأن “الفعل في الميدان هو المطلوب”، مؤكداً أهمية استمرار الحراك العملي والدعم الميداني لنصرة القضية الفلسطينية.

وكان مقري قبل أيام قد نشر ما يشبه الوصية قبيل انطلاقه على متن الأسطول، حيث حثّ أسرته ومريديه على عدم الاستسلام لليأس أمام مشاهد “الإبادة الجماعية والقتل بالقصف والجوع والعطش والأمراض وصور التشريد والإهانة والتحطيم النفسي لأهلنا في غزة”، داعيًا إلى تحويل الحزن والغضب إلى “عمل دائم وثابت ومؤثر ومستمر” نصرةً للقضية الفلسطينية.

وأكد السياسي الإسلامي أن حملات كسر الحصار تُعد من أعظم أصناف النصرة، فهي ليست تهوّرًا بل جهاد في سبيل الله ومنفعة عظيمة للقضية. مضيفا أنه متفائل بأن “الطوفان حالة سنّية” سينتهي بالنصر لصالح تحرير فلسطين وأن الله قادر على تحقيق ذلك بطرق قد لا تُدرَك من قبل البشر، وأن من ينخرط في مثل هذه الحملات قد يلقى شرف الأسر أو الشهادة لكنهما في الحالتين يُعدّان مكرمة في سبيل القضية الأسمى.

وذكر مقري أن أصناف النصرة متعددة، وأن الصادقين يتنقلون بينها بحسب فرصهم واستطاعتهم، وأن من شأن رحلة الأسطول أن تكون نبأً عظيماً يفرح المظلومين ويظهر بقايا الضمير الإنساني، كما وصف أن مواجهة الصهاينة في كل الأحوال ورغم اختلاف النتائج تبقى انتصارًا معنويًا يفضح الوجه القبيح للكيان ويكشف تواطؤ بعض النخب والحكومات، وأن المشاركين إن وصلوا أو لم يصلوا فإنهم يسجلون موقفًا أخلاقيًا وسياسياً يُحسب للتاريخ.

ويسجّل الجزائريون حضوراً لافتاً في أسطول الصمود نحو قطاع غزة، حيث أبحرت أربع سفن متعاقبة محمّلةً بنواب وناشطين وأطباء وصحافيين وممثلين عن منظمات المجتمع المدني، انطلاقا من موانئ تونسية، في دعم للجهد العالمي الذي يهدف إلى كسر الحصار وإيصال رسائل تضامن قوية مع الفلسطينيين.

وانطلقت سفينة “أمستردام سلطان” من ميناء بنزرت، تلتها “مالي دير ياسين” من سيدي بوسعيد، ثم أبحرت “الغوث آسيا” فجر الثلاثاء وعلى متنها حوالي خمسة عشر مشاركاً جزائرياً، تلا ذلك سفينة رابعة. وحملت السفن تجهيزات تقنية وإدارية ومستلزمات للرحلة من وقود وأجهزة اتصال وإنترنت ومواد تموينية، إلى جانب مشاركين من دول أخرى بينها تونس وأمريكا، فيما عبّر الوفد الجزائري عن امتنانه للشعب التونسي على دعمه واستضافته.

ورصدت التغطيات الإعلامية لحظات التحضير والتهيؤ داخل السفن وما رافقها من مشاعر متباينة بين القلق والأمل. وفي تدوينة له على فيسبوك، نقل الصحافي مهدي مخلوفي أحد قلائل الصحافيين المشاركين، تجربة قريبة وحميمية من داخل سفينة “سلطان” قبل الانطلاق، قائلا: “نَبيت داخل السفينة الراسية في ميناء بنزرت تحسبًا للانطلاق، والمراحل التي سبقت ذلك كانت “صعبة ومرهقة” على المشاركين الجزائريين ومسؤولي التنسيقية الشعبية لنصرة فلسطين”.

كما أظهرت المشاركة تنوعاً واضحاً في أطياف الفاعلين الجزائريين، فإلى جانب النواب والناشطين الإسلاميين والمستقلين، شارك عناصر من حزب العمال ذي التوجه اليساري. وذكرت زبيدة خرباش النائبة السابقة عن هذا الحزب في تصريحاتها المتداولة على مواقع التواصل، أنها نجحت في إقناع أفراد أسرتها بالانضمام إلى المبادرة لأنها لا ترى بديلاً لإغاثة أطفال غزة سوى هذه التحركات السلمية التي تستهدف كسر الحصار عن قطاع محاصر ومجوع.

ويظهر المشاركون ثباتا وإيمانا بالقضية، حيث أعلنوا قبول احتمال الاعتراض أو الاعتقال أو حتى الاستشهاد، فيما ظلّ الرهان الأكبر على أن تصل السفن وتنقل ما أمكن من مساعدات وتضع بصمة واضحة في مسار التضامن الدولي مع القطاع المحاصر والمجوّع.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات