وجَّهَ وزير النفط والغاز الليبي، خليفة عبدالصادق، الي دعوة إلى المنتجين الأفارقة في قطاع الطاقة للعمل في ليبيا باعتبارها مركزاً وجسراً لتصدير الغاز إلى أوروبا، قائلاً إن موقع ليبيا يمنحها مسؤولية وفرصة لتصبح مركز تدفقات الغاز الأفريقية في المستقبل.
وقال خلال كلمته أمس الأول في افتتاح «منتدى ليبيا – أفريقيا الدولي للغاز» في نسخته الأولى في طرابلس إن ليبيا تقف من الناحية الجيوسياسية «عند أحد أكثر التقاطعات الإستراتيجية في العالم بين أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وهذا الموقع له أهمية اقتصادية وتجارية وعملية عميقة».
ومضى يقول «رسالتنا إلى أشقائنا الأفارقة: اتحدوا معنا، تواصلوا معنا، واستخدموا ليبيا كمسار لتصدير غازكم إلى أوروبا، وما بعدها»، موضحاً أن الشركات الليبية المحلية جاهزة لمثل هذه الشراكات.
وقال أيضاً «نحن في قلب التقاء الطلب العالمي، والإمداد الإقليمي، ومسارات التجارة الإستراتيجية. شركاؤنا وجيراننا في أوروبا في أمَسّ الحاجة إلى الغاز لتلبية متطلبات أمن الطاقة لديهم.» وقال عبدالصادق إن ليبيا مستعدة «للتنسيق والتجميع والمعالجة وتصدير الجزيئات من الغاز الأفريقي ذات القيمة العالية عبر المتوسط». وأوضح أن هذا الجهد يحتاج إلى تمويل أكثر ذكاءً، وتكنولوجيا ونقل خبرات حقيقية وأطر تنظيمية وبنية تحتية لربط الأقطار الأفريقية بليبيا.
وتمتلك ليبيا مشروع خط أنابيب «غرين ستريم» المشترك بين «المؤسسة الوطنية للنفط» وشركة «إيني» الإيطالية لنقل الغاز الطبيعي إلى إيطاليا بقدرة تبلغ حوالي 11 مليار متر مكعب سنوياً.
وكانت ليبيا، وهي ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا وعضو منظمة البلدان المصدرة للنفط «أوبك»، تنتج 1.6 مليون برميل يومياً قبل الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي عام 2011. ووفقا للوزير، تنتج البلاد حالياً قرابة 1.4 مليون برميل نفط يومياً، وحــــوالي 2.5 مليار قدم مكعب من الغاز.
وقال عبدالصادق إن ليبيــــا تمتلك نحو 200 تريليون قدم مكعب من الغاز المحتمل، وسبعين تريليون قدم مكعب احتياطيات مـــؤكدة، و129 مصدراً غير تقليدي للغاز.
وقال عضو مجلس إدارة «المؤسسة الوطنية للنفط» حسين صافار إن المنتدى يشكل نقطة تحول في الطريقة التي تطور بها ليبيا مواردها من الغاز وفي مستوى تعاون الدول الأفريقية عبر الحدود لاستغلال ممراتها التصديرية إلى أقصى طاقة.
وأضاف أن ليبيا «تمتلك واحداً من أكبر موارد الغاز في أفريقيا بالإضافة إلى أحد أهم ممرات التصدير الإستراتيجية، وفي الوقت نفسه ما زال الجزء الأكبر من هذه الموارد غير مستغل وغير مستكشف». وكانت «المؤسسة الوطنية للنــــفط» قد أعلنت في مارس/آذار الماضي عن جولة عطاءات هي الأولى منذ أكثر من 17 عاماً تغـــطي 22 منطقة نفطية للتنقيب والتطوير منها 11 بحرية و11 برية.
وتأتي الجولة في وقت تسعى فيه ليبيا إلى زيادة إنتاجها النفطي حيث تسعى للوصول إلى إنــــتاج مليوني برميل يومياً خلال السنوات المقبلة.
وفي الشهر الماضي قالت المؤسســة أن فتح مظاريف العطاءات سيتم في فبراير/شبــــاط المقـــبل مضيفة أن نحو 40 شركة أبدت اهتمامها بالمـــشاركة في الجولة.
ليبيا تدعو المنتجين الأفارقة للاستفادة من موقعها لتصدير غازهم إلى أوروبا

تعليقات الزوار
لا تعليقات