أخبار عاجلة

رشيد بوجدرة يطعن في مصداقية جائزة نوبل للآداب بسبب احتمال فوز صنصال بالجائزة

طعن الروائي الجزائري المعروف رشيد بوجدرة في مصداقية جائزة نوبل للآداب، معتبراً أنها جائزة ذات خلفية سياسية وإيديولوجية، ولا تُمنح -حسب رأيه- إلا لمن يقدم “خدمات” تتوافق مع الرؤية الغربية، متوقعا في السياق ذاته أن يفوز الكاتب الجزائري بوعلام صنصال بالجائزة مستقبلا.

وفي حوار له على برنامج “يمين وسار” على قناة “الخبر تي في المحلية”، قال بوجدرة إنه لم يتحصل طيلة مسيرته الأدبية على أي جائزة فرنسية كبرى، مثل “غونكور” أو “رونودو”، معتبراً أن ذلك يعود إلى مواقفه الفكرية الواضحة وإيديولوجيته اليسارية الصلبة، التي تتعارض حسبه مع التوجهات السائدة لدى المؤسسات الثقافية الغربية.

وأوضح بوجدرة أن بوعلام صنصال “يمكن جداً” أن يفوز بجائزة نوبل، مرجعا ذلك إلى ما وصفه بـ“الخدمات” التي قدمها. وأشار إلى أن الاختلاف بينهما إيديولوجي بالأساس، حيث قال: “أنا يساري وهم يمينيون، وأنا أقول الحقيقة كما أراها”.

وبوعلام صنصال وهو كاتب جزائري معروف بمواقفه المنحازة للرواية اليمينية في نقد الإسلام، كان قد واجه السجن في الجزائر مؤخرا، بسبب تصريحات له اعتبرت “مساسا بالوحدة الوطنية” قبل أن يصدر الرئيس الجزائري عفوا عنه.

ويرى بوجدرة الذي استقبل من قبل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قبل أسابيع، أن سجن صنصال أعطاه حضورا أكبر في الخارج وأغدق عليه بالجوائز، معتبرا أن العفو عنه كان موفقا لنزع الذرائع التي يستعملها الإعلام الفرنسي والساسة هناك لمهاجمة الجزائر وتصويرها كبلد معاد للحريات.

وعموما، يرى بوجدرة أن جائزة نوبل رغم وهجها الكبير ليست استثناء في عالم الجوائز، فهي “لا تُمنح بناء على القيمة الأدبية فقط، بل على اعتبارات سياسية بالدرجة الأولى”. وعاد هنا، إلى منح الجائزة للروائي المصري الراحل نجيب محفوظ، معتبراً أنه لم يكن يستحقها من الناحية الأدبية، حيث وصفه بـ“الكاتب البسيط والمتوسط والشعبي”، بل وذهب إلى حد القول إنه “كاتب للمراهقين”. وأضاف أن محفوظ لم يقدم، في نظره، تجديداً تقنيا أو نفسيا في الرواية، مؤكدا أن أعماله تفتقر إلى العمق الذي أدخله هو نفسه على الرواية من خلال التحليل النفسي وتناول مواضيع الجنس والتحديث التقني في الكتابة.

وربط بوجدرة حصول نجيب محفوظ على نوبل بالسياق السياسي، معتبرا أن الجائزة جاءت بعد اتفاقيات كامب ديفيد، في إطار ما وصفه بـ“تزكية سياسية”.

وتثار هذه الفرضية منذ مدة طويلة حول نجيب محفوظ، لكن التباعد بين اتفاقية كامب ديفيد ونيله جائزة نوبل، يجعل حسب كثيرين هذا الادعاء غير مؤسس.

وبحسب الروائي الجزائري، فإن الساحة العربية والعالمية تزخر بكتاب كبار لم ينالوا نوبل رغم استحقاقهم، مشيراً إلى أسماء عالمية تأثر بها شخصياً ولم تحظَ بالجائزة. وذكر أن الكاتب المصري الراحل جمال الغيطاني كان من بين الأسماء العربية التي تستحق نوبل “لكنه لم ينلها”.

وشدد بوجدرة على أن جائزة نوبل “غربية بامتياز”، تُمنح لمن ينسجم مع المنظومة الغربية أو يخدمها، مؤكداً أنه في أعماله الروائية ينتقد الغرب كما ينتقد الجزائر والعقليات المتخلفة، ولا يساير أي إيديولوجيا مهيمنة. وقال في هذا السياق: “أنا إنسان سياسي ومنظّر، لا أتاجر بمواقفي”.

وحول تأثير مواقفه السياسية، خاصة من القضية الفلسطينية، على حظوظه في نيل الجوائز العالمية، أقر بوجدرة بأن ذلك قد يعقّد الأمور، لكنه شدد على أنه لا يساوم على قناعاته، مؤكداً في الوقت ذاته أنه حقق عيشاً مريحاً نسبياً من خلال مبيعات كتبه وترجمتها الواسعة في الغرب وخارجه.

وتحدث في هذا السياق مطولا عن جائزة الغونكور التي حصل عليها العام الماضي الكاتب الجزائري كمال داود، معتبرا أن روايته “حوريات” لا تستحقها. وذكر أن داود يوظف حسبه من دوائر فرنسية للإساءة للجزائر، واصفا إياه بأنه يعاني من “عقدة المستعمر” بسبب مواقفه وكتاباته الغارقة حسبه في “جلد الذات”.

وفي رده على سؤال بشأن الكاتب الجزائري ياسمينة خضرا، الذي يُعد من أكثر الكتاب ترجمة وانتشارا، قال بوجدرة إن خضرا يتمتع بأسلوب وتقنية مختلفة تماما عن أسلوبه، معترفاً بنجاحه التجاري الكبير، وواصفا إياه بالكاتب الذي “يعرف كيف يلعب” في علاقته مع الغرب، لكنه في الوقت نفسه “وطني وغيور” على بلده، خاصة في ما يتعلق بالعلاقات مع فرنسا والغرب عموماً.

وفي نفس السياق، انتقد بوجدرة ممارسات بعض دور النشر الفرنسية، حيث أن دار “غراسيي” التي يتعامل معها امتنعت عن نشر كتابه “زناة التاريخ” في سياق قطيعة تعود، حسبه، إلى مواقفه السياسية والفكرية المعروفة. وكان سبب عدم النشر ما أورده بوجدرة عن الكاتب الفرنسي ألبير كامو الحاصل على جائزة نوبل والذي كان من المعمرين في فترة الاستعمار الفرنسي، وهو ما لم يرق للدار.

وهاجم الكاتب المثير للجدل بشدة ما وصفه بازدواجية المعايير لدى بعض دور النشر الفرنسية، معتبراً أنها تتعامل أحياناً “بمكاييل مختلفة”، ولا تخلو ممارساتها من العنصرية والاحتقار، إلى جانب استغلال الكتاب عندما يخدمون توجهاتها، والامتناع عن نشر أعمالهم عندما يخرجون عن الخط المرسوم.

ويعد رشيد بوجدرة أبرز أعمدة الرواية الجزائرية، وهو يكتب باللغتين العربية والفرنسية. مزجت أعماله التي من أشهرها “التطليق” و”الحلزون العنيد” بين النقد الاجتماعي والسياسي للمجتمع وكسر الطابوهات. عرف مؤخرا بكتابة “زناة التاريخ” الذي هاجم فيه بشدة ظاهرة الكتاب الجزائريين الذين يصفهم بالمستلبين لفرنسا.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات