أخبار عاجلة

مستوطن يقتل طفلا فلسطينيا عقب تشييع آخر في بيت لحم

قتل مستوطن إسرائيلي طفلًا فلسطينيًا في مدينة بيت لحم، وذلك بعد ساعات من استشهاد طفل آخر من البلدة نفسها برصاص قوات جيش الاحتلال.

وقالت مصادر محلية إن الطفل الشهيد هو مهيب أحمد جبريل (16 عاما)، الذي قُتل برصاص مستوطن في بلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم، بعد ظهر اليوم الثلاثاء، وبشكل مباشر ومن دون وقوع أي مواجهات.

 

وقال رئيس بلدية تقوع، محمد البدن، إن جريمة الاستشهاد وقعت عقب الانتهاء من تشييع جثمان الشهيد الطفل عمار صباح (16 عاما)، حيث تفرّق المشيعون، وبقي عدد من الشبان في منطقة المدخل الشمالي للبلدة، قبل أن يترجّل أحد المستوطنين من مركبته ويُطلق الرصاص بشكل مباشر باتجاههم، ما أدى إلى استشهاد جبريل وإصابة آخر بجروح خطيرة.

وأشار البدن إلى أن الشهيد جبريل هو الثاني خلال أقل من 24 ساعة في البلدة، في ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه بحق المواطنين.

وتابع البدن في حديث لـ”القدس العربي”: “حالنا عبارة عن شهيد يودّع شهيدا، فالشهيد مهيب ودّع الشهيد عمار، زميله في الصف الحادي عشر، ومن ثم أصبح هو الشهيد”.

وأضاف: “كان الشهيد مهيب قرب الشارع الالتفافي الذي يقسم البلدة إلى نصفين، حيث أصيب بطلقة نارية في الرأس وسقط على الفور، وكان مطلق النار مستوطنًا إسرائيليًا”.

ووصف اليوم الذي عاشته البلدة بأنه “يوم أسود، باستشهاد طفلين بعمر الورد، وزميلين في صف واحد، من دون أن تكون هناك أي مواجهات أو أي أحداث”.

 

وحول استشهاد الطفل صباح، أكد رئيس البلدية: “كان يساعد والدته في مخبز وسط البلدة، ثم دخل لأداء صلاة المغرب، وخلال الصلاة كانت هناك دورية راجلة تطلق القنابل. وبعد ابتعاد الدورية عن اتجاه المسجد المعاكس، خرجنا جميعا من المسجد، وكان عددنا نحو 300 مواطن، فيما كانت هناك دورية راجلة أخرى قرب مدخل المسجد الثاني، فأطلق الجندي رصاصة واحدة استقرت في قلب الطفل صباح”.

وأضاف البدن: “الشارع الاستيطاني يمر وسط البلدة، ولم يكن هناك أي مبرر لإطلاق النار، ولم يكن يشكّل أي مواطن خطرا على أي مستوطن أو جندي، فيما كانت عمليات إطلاق النار مباشرة إلى مناطق قاتلة في القلب أو الرأس. هذا إعدام مباشر بكل معنى الكلمة، إذ أعطى الجندي لنفسه الحق بقتل الطفل، ثم جاء دور المستوطن”.

 

وتعاني بلدة تقوع من إغلاق وحصار كاملين عبر 13 بوابة، حيث وصف رئيس البلدية ذلك بأنه “سياسة الإغلاق التام”. وأشار البدن إلى أن البلدة تتعرض لاقتحامات شبه يومية من قوات الاحتلال، يرافقها تشديد الخناق على المواطنين عبر إغلاق البوابات الحديدية عند مداخلها الرئيسية، ما يفاقم معاناة الأهالي ويقيّد حركتهم.

وطالب البدن المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لتوفير الحماية لأبناء الشعب الفلسطيني، ووضع حد لجرائم القتل المتواصلة بحق المدنيين.

وكانت جماهير حاشدة وغاضبة قد شيّعت الطفل جبريل، حيث انطلق موكب التشييع من أحد مراكز الإسعاف في البلدة باتجاه منزل عائلة الشهيد، وألقت العائلة والمواطنون نظرة الوداع الأخيرة عليه، قبل الصلاة على جثمانه ومواراته الثرى في مقبرة البلدة.

وردد المشاركون في التشييع هتافات منددة بجرائم الاحتلال ومستوطنيه، ومطالِبة بمحاسبتهم على جرائم القتل المتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني.

 

ومنذ بدء حرب الإبادة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، أغلق الجيش الإسرائيلي برية تقوع أمام السكان ومنعهم من الوصول إلى المراعي، فيما نفذت جرافات إسرائيلية عمليات هدم لغرف زراعية وبيوت من الصفيح، بهدف تفريغ المنطقة من أي وجود فلسطيني.

كما نفذ الاحتلال والمستوطنون عمليات سرقة للأراضي وأجبروا السكان على ترك تجمعاتهم السكنية، في وقت يمر فيه شارع استيطاني يخدم مستوطنات شرقي بيت لحم باتجاه تجمع غوش عتصيون الاستيطاني الواقع بين مدينتي القدس والخليل.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات