لم تمضِ سوى ساعات قليلة على إعلان إسرائيل اغتيال رائد سعد، القيادي البارز في «كتائب الشهيد عز الدين القسّام»، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، حتى أُعلن عن اغتيال ضابط كبير في أحد الأجهزة الأمنية التابعة للحركة، وذلك ضمن عمليات تصفية حذّر منها «أمن المقاومة»، مطالبًا قادة المقاومة باتباع أقصى درجات الحيطة والحذر.
وقالت «كتائب القسّام» في بيان إن الاحتلال «قد تجاوز كل الخطوط الحمراء، وهو يضرب بعرض الحائط «خطة ترامب»، وعلى ترامب والوسطاء تحمّل مسؤولية هذه التجاوزات الخطيرة».
وأكدت أن «حقنا في الرد على عدوان الاحتلال مكفول، ومن حقنا الدفاع عن أنفسنا بشتى الوسائل».
وأعلنت أن «قيادة القسّام قد كلفت قائداً جديداً للقيام بالمهام التي كان يشغلها شيخنا الشهيد أبو معاذ، ونؤكد أن مسيرة جهادنا لن تتوقف وأن اغتيال القادة لن يفت في عضدنا».
وكانت وزارة الداخلية في غزة، التي تديرها حركة «حماس»، أعلنت اغتيال ضابط في جهاز الأمن الداخلي، المقدم أحمد زمزم، بعد إطلاق النار عليه من قبل عملاء للاحتلال في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، حسب بيانها.
وكانت «القدس العربي» قد كشفت، الأسبوع الماضي، عن شروع قادة المقاومة في قطاع غزة بتطبيق «إجراءات أمنية مشددة»، وفق خطة جرى إعدادها وتعميمها مؤخرًا، تحسّبًا لعمليات اغتيال، وفي مقدمتها ما يُعرف بـ«الاغتيال الصامت» .
ورأت حركة «حماس» في الاغتيال تهديدا لاتفاق وقف إطلاق النار، وجددت دعوتها الوسطاء للتدخل لوقف الاحتلال عن مواصلة خروقه التي أودت حتى الآن بحياة نحو 400 فلسطيني فضلا عن الحصار الإنساني المستمر.
وفي بيان في ذكرى تأسيسها، أكدت «حماس» أن سلاح المقاومة حق مشروع كفلته القوانين الدولية، مع استعداد الحركة لدراسة أي مقترحات تحافظ على هذا الحق ضمن إطار إقامة الدولة الفلسطينية وتقرير المصير.
وفي السياق نفسه، حذرت مصر من أي إجراءات من شأنها تكريس الانفصال بين قطاع غزة والضفة الغربية أو تقويض حل الدولتين. وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في اتصال مع نظيرته البريطانية إيفيت كوبر، ضرورة استدامة وقف إطلاق النار وتنفيذ المرحلة الثانية من الخطة الأمريكية، إلى جانب تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 ونشر قوة استقرار دولية لحماية المدنيين وتمكين القوات الفلسطينية من أداء مهامها.
كما شدد عبد العاطي على ضرورة عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وتجسيد الدولة الفلسطينية وفق المرجعيات الدولية، ورفض التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، داعيًا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته لوقف التصعيد والانتهاكات الإسرائيلية.
كما قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن لدى إسرائيل خطة تهدف إلى إفراغ قطاع غزة من سكانه الفلسطينيين، ورأى أن السبيل الوحيد لمنع ذلك هو نشر قوة دولية تعمل على ضمان أمن الطرفين وترسيخ حالة من الهدوء.
مسلسل اغتيالات إسرائيلية في غزة يطال قادة «القسّام» و«حماس»

تعليقات الزوار
لا تعليقات