وقعت تونس والجزائر حزمة من الاتفاقيات لتعزيز التعاون في عدة قطاعات، في أعقاب اللجنة الكبرى المشتركة بالتزامن مع الزيارة التي بدأها الخميس سيفي غريب رئيس الحكومة الجزائرية إلى تونس على رأس وفد رفيعي.
وعقدت اللجنة اليوم بالعاصمة تونس بإشراف رئيسة الحكومة سارة الزعفراني، ونظيرها الجزائري، وحضور وفدين رفيعي المستوى من البلدين، وفق وكالة الأنباء التونسية.
ووقع البلدان 3 مذكرات تفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية الدولية بتونس والمعهد الدبلوماسي والعلاقات الدولية بالجزائر، وبين مؤسسة التلفزة التونسية والمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري، وبين وكالتي الأبناء بالبلدين، بالإضافة إلى توأمة بين الإذاعة الوطنية التونسية والمؤسسة الجزائرية العمومية للإذاعة المسموعة.
وفي مجال الاقتصاد، وقعت وزارتا الفلاحة والموارد المائية بتونس والري بالجزائر اتفاقية تعاون، وكذلك في المجال المهني حيث وُقعت مذكرة تفاهم بين المركز الوطني لتكوين المكونين وهندسة التكوين بتونس، والمعهد الوطني للتكوين والتعليم المهنيين بالجزائر.
كما تم توقيع اتفاقيات تتعلق بالتعاون الثقافي والصحي والطاقة المتجددة. وفي المجال الأمني، وقع الطرفان اتفاقية تعاون في مجالات مكافحة تبييض الأموال، وتمويل الإرهاب، وتمويل انتشار أسلحة الدمار الشامل.
كما تم توقيع برنامج تنفيذي لاتفاقية التعاون في مجال النهوض بالمرأة والأسرة والطفولة وكبار السن للفترة 2026-2028.
ويمثل التعاون الأمني المشترك ضد الجماعات الإرهابية والتهريب عبر الحدود الطويلة (أكثر من 1000 كم) حاجة أمنية قصوى لكلا البلدين، كما تعد الجزائر المزود رئيسي لتونس بالغاز الطبيعي عبر خط أنابيب عابر للحدود ويضمن تمتين يضمن استقرار إمدادات الطاقة التونسية.
وتتطلع الجزائر إلى زيادة التبادل التجاري والاستثمار البيني ما يمنحها نفوذاً اقتصادياً مباشراً في تونس، ويخفف من اعتماد الحكومة التونسية على شركاء أوروبيين آخرين قد تكون لهم أجندات مختلفة.
وأكد الرئيس التونسي قيس سعيّد الخميس حرص بلاده والجزائر على تذليل كل العقبات وتسريع تنفيذ كافة المشاريع المشتركة، بمناسبة انعقاد الدورة الـ23 للجنة العليا المشتركة التونسية الجزائرية.
وأشار إلى أن "العالم اليوم متغيّر ومتقلّب بسرعة غير مسبوقة ولا يمكن أن نواجه كافّة التحدّيات إلاّ بالعمل المشترك ومزيد خلق الثروة في البلدين سواء في القطاع العام أو في القطاع الخاص".
واستحضر الرئيس التونسي محطات بارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين، لاسيما خلال فترات التحرير الوطني، مؤكدا أهمية مواصلة التنسيق والتشاور لمجابهة التحديات وضمان العدل والأمن والاستقرار.
من جهته، أكد سيفي غريب ضرورة اغتنام فرصة التئام اللجنة من أجل تعزيز الأطر القانونية والمؤسساتية للتعاون بين البلدين وتهيئة الظروف المناسبة لتطوير الشراكة بينهما خدمة للمصالح المشتركة للبلدين.
وناقتشت اللجنة ، أيضا، سبل تعزيز التعاون الحدودي وتنمية المناطق المشتركة بما يسهم في تحقيق التنمية المحلية ورفع مستوى الخدمات الموجهة للسكان على جانبي الحدود بين البلدين.
وكانت الدورة الـ22 للجنة الكبرى المشتركة الجزائرية التونسية عقدت بالجزائر العاصمة في 4 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووقع الطرفان حينها 26 اتفاقية تعاون.

تعليقات الزوار
لا تعليقات