أخبار عاجلة

تحرك جد متأخر لمواجهة التقلبات الجوية وموجات البرد القرس بالمغرب

في ظل التقلبات المناخية الحادة التي يشهدها المغرب هذا الشتاء، برز اهتمام حكومي وملكي واضح بتداعيات الفيضانات وموجات البرد القارس التي ضربت عدداً من المناطق، مخلفة خسائر بشرية ومادية واسعة. وقد سارعت السلطات إلى إطلاق تدخلات عاجلة شملت الإغاثة الميدانية والدعم الاجتماعي، في إطار مقاربة تؤكد أولوية حماية المواطنين والتخفيف من آثار الكوارث الطبيعية.

وأعلنت السلطات المغربية، الثلاثاء، بدء تقديم مساعدات طارئة لفائدة عشرات الآلاف من الأسر المتضررة عبر مختلف جهات المملكة، جراء الانخفاض الشديد في درجات الحرارة، والأمطار الغزيرة، وتساقط الثلوج. وتشمل هذه التدخلات توزيع مواد غذائية أساسية وأغطية ووسائل تدفئة، في مسعى لضمان الحد الأدنى من شروط العيش الكريم في المناطق الأكثر تضرراً.

وجاء هذا التحرك عقب فاجعة إنسانية شهدتها منطقة آسفي الساحلية، حيث أودت السيول التي أعقبت أمطاراً غزيرة بحياة 37 شخصاً، وفق حصيلة أولية، فضلاً عن إلحاق أضرار جسيمة بنحو 70 منزلاً ومتجراً في البلدة القديمة للمدينة. كما جرفت المياه سيارات وقطعت عدداً من الطرق، ما صعّب عمليات الإنقاذ وأبرز هشاشة البنية التحتية في بعض الأحياء العتيقة.

وفي استجابة سريعة، أكدت السلطات أن عملية الإغاثة ستستهدف 28 منطقة متضررة من موجات البرد والثلوج والأمطار، على أن يستفيد منها نحو 73 ألف أسرة. ويأتي هذا التدخل في سياق تنسيق بين مختلف المصالح الحكومية، والسلطات المحلية، وأجهزة الوقاية المدنية، لضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها في أقصر وقت ممكن.

وتزامناً مع ذلك، أصدرت المديرية العامة للأرصاد الجوية إنذاراً أحمر بسبب تساقط الثلوج بكثافة في جبال الأطلس الكبير، حيث بلغ سمكها نحو 80 سنتيمتراً، إضافة إلى إنذار برتقالي بهطول أمطار قوية، وصل منسوبها إلى 50 مليمتراً في معظم المناطق الوسطى والشمالية من البلاد. وقد دفعت هذه التحذيرات السلطات إلى رفع درجة اليقظة، واتخاذ إجراءات استباقية لحماية السكان، خاصة في المناطق الجبلية والمعزولة.

وفي إقليم ورزازات، على بعد نحو 500 كيلومتر جنوب شرق الرباط، سجل تساقط للثلوج بلغ ارتفاعها حوالي 50 سنتيمتراً، مع انخفاض درجات الحرارة إلى ما دون الصفر خلال ساعات الليل، ما فاقم معاناة السكان، خاصة في القرى النائية التي تعاني أصلاً من محدودية الخدمات الأساسية.

ويكتسي هذا الاهتمام الرسمي بعداً خاصاً في ظل السياق المناخي الذي تمر به المملكة، إذ يشهد المغرب تساقطات مطرية وثلجية كثيفة بعد سبع سنوات من الجفاف المتواصل، الذي أثر بشكل كبير على المخزون المائي وأنضب بعض السدود الرئيسية. وبينما تحمل هذه الأمطار آمالاً بإنعاش الموارد المائية، فإنها في المقابل تفرض تحديات كبيرة على مستوى تدبير المخاطر الطبيعية وحماية الأرواح والممتلكات.

ويعكس التحرك العاجل للتكفل بالمتضررين حرص الدولة على تعزيز التضامن الوطني والتدخل السريع في حالات الطوارئ، مع التأكيد على أهمية تطوير البنية التحتية، خاصة في المناطق الهشة، لمواجهة تداعيات التغيرات المناخية المتزايدة.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات