بينما واصلت القوات الإسرائيلية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار الهش مع حركة حماس وقتلت مزيدًا من المدنيين في قطاع غزة يوم الإثنين، جدد مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) دعوته لوقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، مستندًا إلى دراسة جديدة نُشرت في مجلة ذا لانسيت الطبية.
وقال نهاد عوض، المدير التنفيذي الوطني للمجلس، في بيان: “تُظهر هذه الدراسة الجديدة من ذا لانسيت دليلًا إضافيًا على الكارثة الإنسانية التي خلّفتها حملة الإبادة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.”
وقد نُشرت الدراسة، التي أعدّها البروفسور سامي زهران من جامعة كولورادو الحكومية والدكتور غسان أبو ستة، الجرّاح الفلسطيني البريطاني في الجامعة الأمريكية في بيروت، يوم الجمعة في المجلة البريطانية المرموقة.
واعتمد الباحثان على قائمة رسمية صادرة عن وزارة الصحة في غزة حتى نهاية يوليو/ تموز، تضمّنت بيانات عن 60,199 شهيدًا من حيث العمر والجنس، واقتصرت على الوفيات الناتجة مباشرة عن القصف الإسرائيلي، دون احتساب الوفيات غير المباشرة الناتجة عن تدمير البنية التحتية، ونقص الغذاء والماء، وانهيار النظام الصحي، وفقًا لمنصة “كومن دريمز”.
وباستخدام بيانات الأمم المتحدة حول معدلات الوفاة وتوقعات الحياة في فلسطين لعام 2022، قدّر الباحثان أن الهجوم الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أدى إلى فقدان 3,082,363 سنة من أعمار البشر في غزة.
وأوضحا أن الجزء الأكبر من هذه السنوات المفقودة يعود للمدنيين، حتى عند استخدام تعريف فضفاض لـ”المقاتل” يشمل جميع الذكور بين 15 و44 عامًا، مؤكدين أن أكثر من مليون سنة حياة فُقدت لأطفال دون الخامسة عشرة.
وقال نهاد عوض تعليقًا على النتائج: “الحديث عن 3 ملايين سنة من الحياة البشرية التي مُسحت يعني مواجهة الحجم الحقيقي لهذه الجريمة. أجيال من الأطفال والآباء والعائلات أُبيدت بالكامل. إنها محاولة متعمّدة لتدمير شعب بأكمله.”
وتواجه إسرائيل قضية إبادة جماعية أمام محكمة العدل الدولية، بينما أصدرت المحكمة الجنائية الدولية العام الماضي مذكرات توقيف بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت.
وأضاف عوض: “على الولايات المتحدة والمجتمع الدولي إنهاء تواطئهم عبر وقف المساعدات العسكرية لإسرائيل، ودعم المحاسبة الكاملة على هذه الجرائم بموجب القانون الدولي.”
وكان تقرير صادر الشهر الماضي عن معهد كوينسي ومشروع “تكلفة الحرب” في جامعة براون قد كشف أن إدارتَي بايدن وترامب قدّمتا ما لا يقل عن 21.7 مليار دولار من المساعدات العسكرية لإسرائيل منذ بداية الحرب.
وينصّ القانون الفدرالي الأمريكي على حظر تقديم المساعدات الأمنية لأي وحدة عسكرية أجنبية متهمة بشكل موثوق بانتهاكات لحقوق الإنسان. وكشفت صحيفة واشنطن بوست مؤخرًا عن وثيقة سرية لوزارة الخارجية الأمريكية تتضمّن “مئات الانتهاكات الموثقة” من قبل القوات الإسرائيلية في غزة، ستحتاج إلى “سنوات” لمراجعتها.
ومع سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، ساعدت واشنطن في التوسط لوقف إطلاق النار الحالي الذي بدأ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أكثر من عامين من الهجمات الانتقامية المدمّرة التي أعقبت هجوم حماس على جنوب إسرائيل.
وقالت وزارة الإعلام في غزة يوم الإثنين إن الجيش الإسرائيلي ارتكب 194 خرقًا للاتفاق حتى الآن. ووفقًا لآخر إحصاء للوزارة، بلغ عدد الشهداء *68,865، والجرحى **170,670، فيما تشير دراسات سابقة – بينها عدة أبحاث في *ذا لانسيت – إلى أن الأرقام الحقيقية قد تكون أعلى بكثير.

              
تعليقات الزوار
لا تعليقات