أثار إعلان وقف الحرب على قطاع غزة ردود فعل مرحبة في الجزائر، حيث عبّرت السلطات الرسمية والأحزاب السياسية عن مواقفها المؤيدة للشعب الفلسطيني ومقاومته، والداعمة لحقه في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف.
وسجّلت الجزائر، في بيان صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، ما تم التوصل إليه من اتفاق بخصوص بدء تنفيذ المرحلة الأولى من خطة الرئيس دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة، باعتبارها خطوة أولى نحو إنهاء العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
ورحّبت الجزائر بالوقف الفوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة بصفة مستعجلة، وهما المطلبان اللذان لطالما نادت بهما الجزائر والمجتمع الدولي بإلحاح وثبات لرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني.
وأعربت الجزائر عن أملها في أن تمهد هذه الخطوة لحل سلمي دائم ونهائي للقضية الفلسطينية، يكفل للشعب الفلسطيني كافة حقوقه الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها الحق في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما أقرّته الأمم المتحدة وأكد عليه المجتمع الدولي من خلال توالي الاعترافات بالدولة الفلسطينية.
وفي تفاعلها مع التطورات، قدمت حركة البناء الوطني التهاني إلى الشعب الفلسطيني المجاهد على صموده الأسطوري، وإلى المقاومة الفلسطينية على بطولاتها التي أعادت للأمة كرامتها وأثبتت أن إرادة الشعوب أقوى من آلة الحرب والدمار.
وثمّنت الحركة الموالية للرئيس، عاليًا الاحتضان الشعبي الفلسطيني للمقاومة في أصعب الظروف، مشيدة بجهود الوسطاء والدول العربية والإسلامية التي سعت بإخلاص لوقف العدوان وحقن الدماء، وفي مقدمتها الجزائر، مؤكدة أن يقظة ووعي الأمة كانا السند المكمّل لخيار المقاومة.
ودعت الحركة التي يقودها عبد القادر بن قرينة، الأمة الإسلامية إلى الاحتفاء بهذا الانتصار واعتباره محطة لإحياء مشروع التحرير والوحدة وإعطاء فلسطين مكانتها أمام الرأي العالمي والضمير الإنساني الحر، مجددة التأكيد على ضرورة تعزيز الدعم السياسي والإنساني للمقاومة ولأهل غزة في مرحلة الإعمار والتثبيت.
وأكدت أن ما تحقق في غزة هو انتصار سياسي ومعنوي للأمة كلها، معتبرة أن مشروع التحرير باقٍ وماضٍ وأن الاحتلال الصهيوني يعيش أزمته الوجودية العميقة.
أما حركة مجتمع السلم، فقد ذكرت أنها تابعت ببالغ الاهتمام التطورات المرتبطة بالقضية الفلسطينية وما تعلق بنتائج المفاوضات الأخيرة التي أفضت إلى إعلان وقف الحرب على غزة بعد عدوان دموي دام سنتين كاملتين.
وباركت الحركة التي تتخذ خطا معارضا في البرلمان، للشعب الفلسطيني ولمقاومته الباسلة نجاح مفاوضات وقف إطلاق النار بعد صمود أسطوري، موجهة التهنئة للفصائل الفلسطينية على هذا الإنجاز، ومؤكدة أن إرادة الشعوب الحرة لا تُقهر.
وتوجهت الحركة بالتقدير إلى كل الأحرار والشعوب والهيئات الدولية والإنسانية والإعلامية التي جعلت من غزة قضيتهم ومن فلسطين مشروعهم التحرري، ووقفت إلى جانب الحق الفلسطيني في وجه آلة الاحتلال والدمار.
كما قدّمت التحية إلى الأسرى الفلسطينيين الذين سيتنفسون الحرية بعد سنوات من الاعتقال والمعاناة، واعتبرتهم رموزًا للبطولة والصمود ووجهًا ناصعًا للمقاومة التي لم تنكسر رغم القهر والسجون.
ودعت حركة مجتمع السلم، الجهات الضامنة الدولية والإقليمية والدول المعترفة بالدولة الفلسطينية إلى تكثيف الضغط على الكيان الصهيوني من أجل احترام وإنفاذ بنود الاتفاق كاملة، ومنعها من التنصل والتهرب مما تم التوافق عليه.
كما جددت رفضها لأي تسوية أو خطة تُفرّط في الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، ودعت إلى مواصلة تحميل الكيان الصهيوني كامل المسؤولية عن جرائم الحرب المرتكبة في غزة، وعن استمرار الحصار والإبادة والتهجير القسري، وإنفاذ متابعات العدالة الدولية وإخضاع مجرمي الحرب أمام المحاكم المختصة. كما طالبت الشعب الجزائري والأمة الإسلامية وأحرار العالم بالاستمرار في التضامن الفاعل مع غزة عبر كل الوسائل القانونية والإعلامية والإنسانية.
من جهتها، أكدت حركة النهضة متابعتها لمجريات عملية التفاوض في شرم الشيخ بين الفصائل الفلسطينية والوسطاء العرب والإسلاميين وممثلين عن الإدارة الأمريكية وبين المحتل الصهيوني، الذي أمعن حسبها “في القتل والإبادة الجماعية والتجويع الممنهج ومحاولة التهجير القسري زهاء عامين كاملين دون انقطاع”.
وأكدت الحركة أنها تقف بكل اعتزاز أمام الشعب الفلسطيني الذي أبطل مخططات العدو الصهيوني والمتعاونين معه، والرامية إلى التهجير وتصفية قضيته العادلة بصمود وتضحيات جسام أمام آلة القتل والدمار.
وشددت على أن المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها كانت وستبقى الحافظ للحق الفلسطيني، وحقها مشروع يكفله القانون، وقد فرضت معادلة الردع رغم فارق القوة والعتاد وأجبرت العدو على التفاوض، وأبدت حنكة وذكاء سياسيا في معركة لا تقل عن معركة السلاح.
ودعت الحركة الوسطاء إلى متابعة تنفيذ الاتفاق بجدية وضمان الالتزام بالضمانات المقدمة، كما دعت أبناء الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى مزيد من التحرك والدعم السياسي والإعلامي والإنساني للشعب الفلسطيني حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
تعليقات الزوار
لا تعليقات