أعاد بثّ قناة "العربية" السعودية لتسريبات صوتية منسوبة للرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، تتضمن ما اعتُبر طعنا في الدور الجزائري خلال الحرب العربية الإسرائيلية، الجدل حول العلاقات التاريخية بين القاهرة والجزائر، ليتحول الأمر إلى قضية سياسية دفعت الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى مكالمة نظيره الجزائري عبد المجيد تبون، هاتفيا في خطوة حملت رسائل مباشرة وواضحة.
ففي الوقت الذي أشعلت فيه تلك التسريبات موجة تفاعل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أبدت الجزائر امتعاضها من مضمونها، معتبرة إياها محاولة للتأثير على علاقاتها مع مصر، حيث ردّت وكالة الأنباء الجزائرية بمقال رسمي، اتهمت فيه قناة العربية بمحاولة التشويش على روابط التضامن التاريخي بين الشعبين، مؤكدة أن المقاطع المنسوبة لعبد الناصر "مفبركة ومجتزأة ولا تمتّ للواقع بصلة".
ورغم أن الرئاسة المصرية لم تُشر صراحة إلى الجدل القائم، فإن الاتصال الهاتفي الذي أجراه السيسي، مع تبون بدا كأنه ردّ دبلوماسي محسوب على خلفية ما أثير إعلاميا، إذ أكّد السيسي خلال المكالمة، وفق بيان الرئاسة المصرية، أن مصر "لا تنسى الموقف البطولي للجيش الجزائري ودعمه الصادق لمصر خلال حرب أكتوبر"، مضيفًا أن هذا الموقف "يجسد بوضوح عروبة الجزائر وانحيازها الدائم للقضايا العربية".
أما بيان الرئاسة الجزائرية فاختار لهجة أكثر تحفظا، متحدثا عن تبادل وجهات النظر حول الأوضاع في المحيطين الإقليمي والدولي، مشيرا فقط إلى التوافق على عقد اللجنة العليا المشتركة قريبا في القاهرة، دون التطرق إلى الجدل الإعلامي أو التسريبات.
وكانت قناة "العربية" قد بثّت تسجيلات صوتية منسوبة لعبد الناصر، يُسمع فيها وهو يُبدي امتعاضه من "الدور الجزائري بعد نكسة 1967"، ما أثار موجة انتقادات واسعة داخل الجزائر، حيث اعتبر العديد من الإعلاميين أن تلك التسريبات تهدف إلى تشويه مرحلة مفصلية من تاريخ التضامن العربي.
تعليقات الزوار
لا تعليقات