أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، اتفاقا تاريخيا على المرحلة الأولى من تهدئة في غزة، ترتكز على خطة الرئيس الأمريكي وخريطته لإنهاء الحرب في القطاع الذي يتعرض لحرب إبادة إسرائيلية منذ نشرين الأول / أكتوبر عام 2023.
وجاء هذا الاتفاق ثمرة جهود حثيثة بذلها الوسطاء، ولا سيما قطر ومصر منذ اندلاع الحرب، كانت تجابه في كل مرة بتعنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ومراوغته وانقلاباته على الالتزامات.
وبدأت إسرائيل بدراسة الاتفاق، فعقدت اجتماعا للمجلس الوزاري الأمني المصغر، على أن يليه اجتماع للحكومة للمصادقة على الاتفاق، وسط معارضة من بعض أكثر الوزراء تطرفا في ائتلافه أمثال بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير.
وحسب وسائل إعلام عبرية، فإن تصويت سموتريتش وبن غفير ضد اتفاق غزة لن يؤثر على مصادقة الكابينت والحكومة على الاتفاق.
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن زعيم حزب «شاس» أرييه درعي وصل إلى الاجتماع في محاولة لدفع أعضاء الكابينت إلى التصويت لصالح الاتفاق.
في الأثناء، قالت الهيئة أيضا إن الجيش الإسرائيلي بدأ التحضير لانسحابه من بعض مناطق غزة، وفقًا للمرحلة الأولى من الاتفاق، بينما أكدت مصادر مطلعة على المفاوضات أن المحادثات حول «اليوم التالي» في غزة لم تبدأ بعد.
وكانت مسألة قوائم المعتقلين من النقاط الحساسة في المفاوضات، إذ تشمل أسماء تطالب «حماس» بالإفراج عنها في المرحلة الأولى من الهدنة.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية إن القيادي الفلسطيني مروان البرغوثي لن يكون مشمولًا بالصفقة.
كما أفاد مصدر إسرائيلي مطّلع على المفاوضات لشبكة «سي أن أن» بأن إسرائيل لن تُسلّم جثامين يحيى ومحمد السنوار ضمن صفقة تبادل الأسرى. وأكد أن «الفرق تعمل على قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيُفرج عنهم»، مشيرًا إلى أن «حماس تطالب بإطلاق سراح أسرى ترفض إسرائيل الإفراج عنهم حتى الآن».
وفي كلمة مصورة بثت مساء أمس، قال رئيس حركة «حماس» في غزة ورئيس وفدها المفاوض خليل الحية، إن حركته تلقت ضمانات بتنفيذ الاتفاق. وحيا أهالي قطاع غزة الذين «خاضوا حربا لم يشهد لها العالم مثيلا، وتصدوا لطغيان العدو وبطش جيشه ومجازره».
وكان الناطق باسم حركة «حماس» في قطاع غزة حازم قاسم، حدد في مقابلة مع قناة «الجزيرة»، وزّعت الحركة مقتطفات منها، أبرز الخطوات المقبلة التي سيتضمنها تنفيذ الاتفاق.
وفي مقابلته مع «الجزيرة» قال قاسم: «هناك جداول زمنية وكشوفات للأسرى وفق المعايير التي تم التوافق عليها، ونحن ندعو الوسطاء والدول الضامنة لإلزام الاحتلال بهذه الجداول».
واتهم قاسم الاحتلال بأنه «ما زال في إطار المراوغة في هذا الأمر، سواء في موضوع الانسحاب أو الرد على قوائم الأسرى».
وفي غزة، عبر الفلسطينيون عن فرحة عارمة بقرب انتهاء الحرب رغم مواصلة جيش الاحتلال عدوانه.
وكان أحمد صالح من بين أولئك الذين خرجوا فجر أمس الخميس إلى شوارع غزة. وقال لـ «القدس العربي»: «خبر وقف الحرب خلانا ننسى كل إشي». وتابع: «المهم نحسّ بالأمان، الموت طول فترة الحرب كان يلاحقنا في كل مكان».
وقد لاقى اتفاق وقف إطلاق النار ترحيبًا فلسطينيًا واسعًا.
وشددت الرئاسة الفلسطينية على ضرورة أن يكون هذا الاتفاق مقدمةً لحلٍّ سياسي ينهي الاحتلال، فيما أكدت فصائل المقاومة أنه جاء ثمرةً للتضحيات الكبيرة التي قُدّمت على مدار العدوان. وقالت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» إنه يجري العمل على عقد لقاء وطني لبناء استراتيجية موحدة.
وفي الضفة الغربية، ردد مواطنون تحدثت معهم «القدس العربي» عبارات مثل: «يا جماعة خلونا نفرح بغزة بانتهاء الحرب عليها… خلونا نفرح بعودة أهلنا للحياة بخير… وبعدها سنتحدث عما سيحل بالضفة».
وكأنهم يقولون: «يجب أن نعيش لحظة الفرح، ونتلمّس الجراح، فقد مرّ عامان ويومان من دون فرح حقيقي ملموس».
غزة تبدأ المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار

تعليقات الزوار
لا تعليقات