بحث وفدان من حركتي “فتح” و”حماس”، مساء الخميس، في العاصمة المصرية القاهرة، تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، في إطار الجهود الرامية لتثبيت الهدنة ومناقشة ترتيبات ما بعد الحرب.
وقالت قناة “القاهرة الإخبارية” إن “وفد حركة حماس برئاسة خليل الحية يلتقي في القاهرة وفد حركة فتح برئاسة حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية”.
وأضافت أن “القاهرة تستضيف حاليا مباحثات بين الفصائل الفلسطينية، ضمن جهود المرحلة الثانية من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة”.
وأشارت القناة إلى أن اللقاء تناول المشهد الوطني الفلسطيني العام، إلى جانب ترتيبات ما بعد وقف الحرب على غزة.
حماس: مُقبِلون على حوار وطني بقلوب مفتوحة
وبالتزامن مع لقاءات الفصائل في القاهرة، أكدت حركة “حماس”، مساء الخميس، أنها مقبلة على حوار وطني فلسطيني بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة لجميع القوى الفلسطينية، وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم حماس “مقبلون على حوار وطني بقلوب مفتوحة وأيد ممدودة للسلطة الفلسطينية، وغيرها من العناوين الوطنية”.
وتعاني الساحة الفلسطينية انقساما سياسيا وجغرافيا منذ عام 2007، حيث تسيطر “حماس” وحكومة شكلتها على غزة، في حين تدير الضفة الغربية حكومة شكلتها حركة “فتح”.
وأكد قاسم على أن السلطة الفلسطينية “أحد العناوين الفلسطينية التي لا يمكن تجاوزها”.
ودعا السلطة الفلسطينية إلى أن “تنحاز إلى حالة الإجماع الوطني الموجودة في غزة، وأن تأتي إلى الحوار بقلب مفتوح”.
وقال قاسم: “هذا وقت توافق وطني، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة”.
وأضاف: “الوقت خطير ليس على حماس فقط، بل على الشعب الفلسطيني بأكمله في غزة والضفة الغربية”.
وفي سياق متصل، التقى حسين الشيخ، الخميس، رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، بحضور رئيس المخابرات الفلسطينية ماجد فرج، حيث جرى الاتفاق على “مواصلة دعم تنفيذ اتفاق وقف النار في قطاع غزة”، بحسب القناة ذاتها.
وكانت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس قد دخلت حيز التنفيذ في 10 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي طرحتها بلاده لإنهاء الحرب في غزة وتبادل الأسرى.
وتتضمن المرحلة الثانية من الخطة نشر قوة دولية لحفظ السلام في القطاع، وانسحاب الجيش الإسرائيلي، ونزع سلاح حركة حماس، وإنشاء جهاز إدارة مؤقت يسمى “مجلس السلام” تشرف عليه هيئة انتقالية دولية جديدة برئاسة ترامب، ويشارك فيها قادة دوليون بينهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير.
وتنص الخطة على أن قطاع غزة سيخضع خلال المرحلة الانتقالية لإدارة لجنة فلسطينية مستقلة من التكنوقراط، مسؤولة عن الخدمات العامة وإعادة الإعمار، تحت إشراف الهيئة الدولية المذكورة إلى حين استكمال السلطة الفلسطينية إصلاحاتها واستعادتها السيطرة على القطاع.
وكانت الحرب الإسرائيلية على غزة، التي بدأت في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قد أسفرت عن استشهاد 68 ألفا و280 فلسطينيا وإصابة 170 ألفا و375 آخرين، قبل أن ينتهي القتال باتفاق الهدنة الحالي.
وتسعى مصر حاليا إلى تفعيل خطة أقرّتها جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في مارس/ آذار الماضي لإعادة إعمار غزة، بتكلفة تقدَّر بنحو 53 مليار دولار وعلى مدى خمس سنوات، على أن تستضيف القاهرة مؤتمرا دوليا للإعمار في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل.

تعليقات الزوار
لا تعليقات