أخبار عاجلة

بعد اعتراض دول عربية وإسلامية.. توني بلير لم يعد مرشحاً لـ”مجلس السلام” لإدارة غزة

نشرت صحيفة “فايننشال تايمز” تقريرًا أعدّه أندرو إنغلاند ونيري زيبلر قالت فيه إن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير لم يعد مرشحًا لـ”مجلس السلام” الذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضمن خطته المكونة من 20 بندًا لتحقيق الاستقرار في غزة.

وقالت الصحيفة إن بلير استُبعد بعد اعتراضات من دول عربية وإسلامية، وفق مصادر مطّلعة.

وكان بلير الاسم الوحيد الذي جرى تعيينه لعضوية المجلس عندما كشف ترامب عن خطته، في أواخر أيلول/سبتمبر، لإنهاء الحرب بين إسرائيل و“حماس”، واصفًا إياه بأنه “رجل جيد جدًا”. وفي ذلك الوقت، وصف بلير خطة ترامب بأنها “جريئة وذكية”، وأبدى استعداده لعضوية المجلس الذي سيرأسه الرئيس الأمريكي. لكن بعض الدول العربية والإسلامية اعترضت على تعيينه بسبب سمعته في الشرق الأوسط المرتبطة بمشاركته في الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، إضافة إلى المخاوف من تهميش الفلسطينيين في بنية الحكم ما بعد الحرب.

وتجنّب مكتب بلير التعليق، لكن أحد حلفائه رفض القول إن سبب استبعاده يعود لاعتراض دول في المنطقة. وقال الحليف إن أعضاء المجلس “سيكونون من قادة عالميين عاملين، وستكون هناك سلطات تنفيذية قليلة تحته”، مشيرًا إلى أن بلير، بصفته رئيس وزراء سابقًا، “ليس مؤهلاً لعضوية المجلس”. وتوقّع أن يكون بلير عضوًا في اللجنة التنفيذية للمجلس إلى جانب صهر ترامب جاريد كوشنر، ومبعوثه للشرق الأوسط وروسيا ستيف ويتكوف، إضافة إلى مسؤولين بارزين من دول عربية وغربية.

وكان ترامب قد أقرّ، في تشرين الأول/أكتوبر، بوجود معارضة لتعيين بلير، قائلاً: “أحببت دائمًا توني، ولكنني أريد التأكّد من أنه الخيار المقبول للجميع”.

وبعد مغادرته 10 داونينغ ستريت عام 2007، عمل بلير، الذي قاد الرباعية الدولية لفلسطين، على إعداد خطة لما بعد الحرب في غزة بجهد فردي، مستخدمًا مركزه “معهد بلير” لصقل الأفكار. كما تعاون خلال ولاية ترامب الأولى مع كوشنر، الذي عيّنه ترامب مبعوثًا للشرق الأوسط.

وقال شخص آخر مطّلع على النقاشات إن بلير قد يضطلع بدور مستقبلي في بنية الحكم بغزة، مضيفًا: “لا يزال بإمكانه القيام بدور مختلف، وهذا يبدو مرجحًا… الأمريكيون يحبونه والإسرائيليون يحبونه”.

وقد تعثرت خطة ترامب لإنهاء الصراع في غزة إلى حدّ كبير منذ إعلانها قبل أكثر من شهرين، في ظل وقف إطلاق نار هش وتقسيم القطاع بين مناطق تسيطر عليها “حماس” وأخرى تسيطر عليها إسرائيل.

وعندما أعلن ترامب خطته، قال إن أعضاء آخرين في “مجلس السلام” سيشملون رؤساء دول، وإن تعيينهم سيتم “في الأيام القليلة المقبلة”، لكن أي تعيينات لم تُعلن حتى الآن.

ومع ذلك، قال ترامب إن تنفيذ خطته يسير “على ما يرام”، وإن الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة غزة “قريب جدًا”، ملمّحًا إلى أن الإعلان عن تشكيل المجلس قد يكون وشيكًا.

وكجزء من هيكل إدارة غزة لما بعد الحرب، سيُنشأ مجلس تنفيذي برئاسة مبعوث الأمم المتحدة السابق ووزير الدفاع البلغاري الأسبق نيكولاي ملادينوف، وفق شخصين مطّلعين على التحضيرات. ومن المتوقع أن تنسّق هذه اللجنة بين مجلس السلام ولجنة تكنوقراط فلسطينية ستُكلّف بإدارة شؤون القطاع اليومية.

ويبدو دور ملادينوف مشابهًا للمهام التي كانت موصوفة لدور بلير باعتباره “سلطة تنفيذية عليا” تشرف على المرحلة الانتقالية في غزة بعد الحرب. ويُذكر أن ملادينوف، الذي يرأس حاليًا أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية في أبوظبي، شغل منصب المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط بين 2015 و2020، وكان في كثير من الأحيان وسيطًا بين إسرائيل و”حماس”.

ولا يزال جزء كبير من خطة ما بعد الحرب في غزة غير واضح، بما في ذلك تشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية، أو قوة الاستقرار الدولية المسؤولة عن الأمن. ولم تُعلن أي حكومة التزامها العلني بالمشاركة في هذه القوة، ولا يوجد وضوح بشأن ولايتها أو حجمها أو هيكل قيادتها، وفق دبلوماسيين. كما أنه ليس واضحًا كيف سيتم نزع سلاح “حماس”، التي أشعل هجومها في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 الحرب، والتي ما تزال تقاوم أي تحركات لنزع سلاحها.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات