في الإحاطة اليومية التي قدّمها المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، والتي تناولت عددًا من الملفات الدولية، ركز على آخر التطورات المتعلقة بالأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، حيث تؤكد الأمم المتحدة أن الاحتياجات الإنسانية ما زالت تفوق بكثير قدرة وكالات الإغاثة على تلبيتها بسبب القيود المستمرة المفروضة على العمل الإنساني.
وأوضح دوجاريك أن فرق الإغاثة تواجه تحديات كبيرة، تشمل انعدام الأمن، وصعوبات التخليص الجمركي، وتأخير دخول الشحنات عبر المعابر أو رفضها، إضافة إلى محدودية الطرق المتاحة لنقل المساعدات داخل غزة. وأشار إلى أن هذه العوائق تعرقل بشكل مباشر توفير المأوى ومواد الشتاء والمياه والصرف الصحي والإمدادات الأساسية، في ظل ارتفاع الحاجة إليها مع انخفاض درجات الحرارة.
وذكر أن الجهات الشريكة العاملة في مجال حماية الأطفال وزّعت ملابس شتوية على أكثر من 217 ألف طفل منذ أكتوبر/ تشرين الأول. كما تعمل 30 منظمة صحية في شمال غزة، أي نحو ضعف العدد الذي كان موجودًا قبل وقف إطلاق النار، إضافة إلى خطط لإنشاء نقاط صحية جديدة مع استمرار عدم القدرة على الوصول إلى مستشفى كمال عدوان. كما ارتفع عدد مواقع التطعيم الروتيني من 22 إلى 33 موقعًا عبر القطاع.
وفي قطاع المياه والصرف الصحي، تواصل الفرق الفنية إصلاح الشبكات، بينما تعمل 11 مجموعة على تفريغ مصارف مياه الأمطار في المناطق المعرّضة للفيضانات. ومنذ بداية الشهر، تمكنت المنظمات الإنسانية من الوصول إلى 100 ألف شخص إضافي عبر توزيع حصص غذائية تشمل الدقيق والمواد الأساسية.
أما على صعيد التعليم، فأشار دوجاريك إلى الانتهاء من ترميم 65 فصلًا دراسيًا، مع اقتراب الانتهاء من 18 فصلًا آخر، تمهيدًا لاستئناف العملية التعليمية بعد انقطاع طال أكثر من عامين.
وحذّر المتحدث الرسمي من استمرار القيود على حركة العاملين الإنسانيين داخل غزة، إذ رُفضت الموافقة على دخول 295 متعاقدًا و28 موظفًا و21 عاملًا صحيًا في الفترة بين 13 أكتوبر/ تشرين الأول وحتى نهاية الأسبوع الماضي، ما يؤدي إلى تعطيل المهام الميدانية وإلغائها عند عدم توفر بدائل.
وأكد دوجاريك أن الأمم المتحدة تواصل مطالبة جميع الأطراف برفع القيود والسماح بوصول غير معوّق للمساعدات.
وكان موضوع اقتحام الأونروا قضية رئيسية في الإحاطة اليومية. فقد قرأ دوجاريك في بداية الإحاطة البيان الذي أصدره الأمين العام أنطونيو غوتيريش، والذي أدان فيه بشدة دخول السلطات الإسرائيلية الإثنين دون تصريح إلى مجمّع الأمم المتحدة في الشيخ جراح، الذي تشغله وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في القدس الشرقية المحتلة.
وجاء في بيانه: “يظل هذا المجمّع مقرًا للأمم المتحدة، وهو مصون ومحصن ضد أي شكل آخر من أشكال التدخل. وكما أكدت محكمة العدل الدولية مؤخرًا، فإن أي إجراء تنفيذي أو إداري أو قضائي أو تشريعي ضد ممتلكات وأصول الأمم المتحدة محظور بموجب اتفاقية امتيازات وحصانات الأمم المتحدة”.
ودعا الأمين العام إسرائيل إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة فورًا لاستعادة حرمة مباني الأونروا والحفاظ عليها ودعمها، والامتناع عن اتخاذ أي إجراء آخر بشأن مباني الأونروا، بما يتماشى مع التزاماتها بموجب ميثاق الأمم المتحدة والتزاماتها الأخرى بموجب القانون الدولي، بما في ذلك تلك المتعلقة بامتيازات الأمم المتحدة وحصاناتها.
وسألت “القدس العربي” عن حادثة اقتحام مقر الأونروا في القدس ورفع العلم الإسرائيلي فوقه، وما إذا كان ذلك مرتبطًا بقرار الجمعية العامة الأخير بتمديد ولاية الوكالة ثلاث سنوات بغالبية 15 صوتًا. وردّ دوجاريك بأنه لا يملك معلومات حول دوافع الحادثة، ولا يمكن للأمم المتحدة التكهن بما دفع الأطراف إلى هذا التصرف. وعن سبب اكتفاء بيان المفوض العام للأونروا بوصف الحادثة دون إصدار إدانة صريحة، قال دوجاريك إن موقف الأمم المتحدة عبّر عنه الأمين العام بوضوح في بيانه، باعتباره المرجعية الأعلى داخل الأمانة العامة.
وسألت “القدس العربي” أيضًا عن التقارير التي أشارت إلى استشهاد فلسطينيَّين في قلقيلية اليوم، فأوضح دوجاريك أنه لم يطّلع عليها بعد.
وفي سؤال آخر حول الخطوات المتاحة للأمم المتحدة لمعالجة حادثة اقتحام مقر الأونروا، أكد دوجاريك أن الخيارات المتاحة قانونية وإدارية، وأن المكاتب الأممية في القدس أثارت الموضوع مع السلطات الإسرائيلية. وأضاف أن مكتب الشؤون القانونية في نيويورك سيتواصل مع البعثة الإسرائيلية لمعالجة الوضع، مؤكدًا أن على الدول الأعضاء احترام الاتفاقيات التي تكفل حماية مباني الأمم المتحدة وأموالها.

تعليقات الزوار
لا تعليقات