اتهمت الناشطة اليهودية الأمريكية ميديا بنجامين، في مقال نشرته العديد من المنصات التقدمية من بينها “كومن دريمز” المجتمع الدولي بالعجز أمام ما وصفته بـ”إرهاب الدولة الإسرائيلي”، مؤكدة أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على العاصمة القطرية الدوحة يمثل دليلًا جديدًا على إفلات تل أبيب من أي مساءلة.
وقالت بنجامين، وهي مؤسسة مشاركة لحركة “كود بنك”، إن مجلس الأمن الدولي اكتفى في 10 سبتمبر/ أيلول الجاري ببيان إدانة “باهت” بعد استهداف إسرائيل لمفاوضين من حركة حماس في قطر، دون أن يذكر اسم إسرائيل صراحة، وهو ما اعتبرته دليلًا على “رد فعل دولي بائس أمام جريمة كبرى”.
وأضافت أن إسرائيل، على مدى نحو عامين، ارتكبت انتهاكات واسعة: تدمير غزة، وتوسيع الاستيطان، وضمّ الضفة الغربية، وتهديد دول عدة بينها لبنان وسوريا واليمن وإيران، إلى جانب قصف سفن الإغاثة ومخيمات اللاجئين واغتيال المفاوضين. وبرأيها، فإن “قصف الدوحة لم يستهدف أشخاصًا فحسب، بل استهدف الدبلوماسية نفسها”.
وانتقدت بنجامين الموقف الأمريكي، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس دونالد ترامب لعبت “لعبة مزدوجة”، حيث فرضت إنذارات على حماس، لكنها سمحت لإسرائيل بقصف المفاوضين الذين تستضيفهم قطر. واعتبرت أن واشنطن ليست مجرد متفرّج، بل “شريك متواطئ” في الجرائم.
وأشارت الكاتبة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاخر بما سمّاه “ضربة دقيقة” في الدوحة ضد “قادة إرهابيين”، لكنها شددت على أن العملية كانت “إرهاب دولة سافرًا” هدفه تعطيل فرص وقف إطلاق النار، مضيفة أن نتنياهو “أثبت مرارًا أنه لا يريد سلامًا، بل حربًا بلا نهاية”.
وحول ردود الفعل الدولية، ذكرت أن دولًا أوروبية حليفة لإسرائيل مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا أدانت الهجوم، وكذلك الصين وروسيا، بينما أثار الهجوم غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين اتهموا نتنياهو بالتضحية بفرص التوصل إلى اتفاق.
أما في العالم العربي، فقد وصفت قطر الهجوم بأنه “إرهاب دولة”، فيما اعتبرته السعودية “عدوانًا غير مقبول على دولة عربية”، وأكدت الأردن أنه “تصعيد خطير”، بينما أعربت الإمارات عن “قلق بالغ”. غير أن بنجامين رأت أن هذه المواقف لا تتجاوز حدود البيانات، مؤكدة أن “الكلمات بلا أفعال لن توقف العدوان”.
ودعت الكاتبة الدول العربية، خصوصًا تلك التي طبّعت مع إسرائيل بموجب “اتفاقات أبراهام”، إلى إعادة النظر في علاقاتها مع تل أبيب ووقف أي مسار للتطبيع، معتبرة أن أقل ما يمكن فعله هو “إلغاء الاتفاقات وفرض عقوبات جماعية على إسرائيل”.
كما أشارت إلى أن قطر تستعدّ لعقد قمّة عربية-إسلامية طارئة للمطالبة بردّ جماعي يتجاوز حدود الإدانات، داعية إلى حملة منسقة لقطع العلاقات التجارية وفرض عزلة سياسية على إسرائيل.
واعتبرت أن الأزمة ستنتقل قريبًا إلى أروقة الأمم المتحدة، حيث يعرقل الفيتو الأمريكي قرارات مجلس الأمن، داعية الجمعية العامة إلى تفعيل قرار “الاتحاد من أجل السلام”، بما يشمل: إرسال قوة حماية دولية لإيصال المساعدات وحماية المدنيين، فرض عقوبات شاملة وحظر توريد السلاح لإسرائيل، سحب اعتمادها في الجمعية العامة، تفعيل آلية مكافحة الفصل العنصري وإنشاء محكمة لجرائم الحرب.
وختمت بنجامين بالقول إن قصف الدوحة يجب أن يكون “النقطة الفاصلة” التي تدفع المجتمع الدولي للتحرك، مؤكدة أن “العالم يراقب، وملايين الناس يطالبون بوقف الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وعلى الأمم المتحدة أن تثبت أن القانون الدولي ليس مجرد كلمات على الورق”.
وميديا بنجامين ناشطة أمريكية بارزة في قضايا السلام وحقوق الإنسان، وهي المؤسسة المشاركة لحركة “كود بنك” (CODEPINK: Women for Peace) ومنظمة Global Exchange. أصدرت عدة مؤلفات تتناول السياسة الدولية والتدخلات العسكرية الأمريكية، من بينها: Inside Iran (2018)، Kingdom of the Unjust (2016)، وDrone Warfare (2013)، إلى جانب كتاب War in Ukraine: Making Sense of a Senseless Conflict (2022) الذي شاركت في تأليفه مع نيكولاس ديفيز. وتُعرف بنجامين بمواقفها النقدية تجاه السياسات الأمريكية والإسرائيلية، ودفاعها عن العدالة والسلام.
تعليقات الزوار
لا تعليقات