أخبار عاجلة

مخطط استيطاني جديد على أراضي مطار قلنديا في القدس المحتلة

استشهد طفل فلسطيني، برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام بلدة تقوع شرقي مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا» عن مدير مجلس بلدي تقوع، تيسير أبو مفرح، تأكيده «استشهاد الطفل عمار ياسر صباح (17 عاماً) برصاصة في الصدر أطلقها جنود الاحتلال».
وأوضح أبو مفرح، أن القوات الإسرائيلية اقتحمت البلدة وتمركزت في وسطها، وأطلقت الرصاص الحي بشكل عشوائي، ما أدى إلى إصابة الطفل صباح برصاصة في الصدر».
وأضاف أن الطواقم الطبية نقلت الطفل إلى مستوصف البلدة لتقديم الإسعافات الأولية له، قبل أن يتم تحويله إلى أحد المستشفيات لاستكمال العلاج، حيث أُعلن عن وفاته متأثراً بإصابته.
وبذلك، يرتفع عدد الفلسطينيين الذين استشهدوا في تصاعد اعتداءات الجيش والمستوطنين في الضفة الغربية والقدس، بالتزامن مع حرب الإبادة على غزة، إلى 1096 فلسطينياً إضافة إلى إصابة نحو 11 ألفاً آخرين، واعتقال ما يزيد على 21 ألفاً، وفق مصادر حكومية.

القدس

في سياق آخر، حذّرت محافظة القدس من «مخطط استيطاني خطير» على أراضي مطار قلنديا الدولي، يفصل شمال القدس عن امتدادها الفلسطيني، ويستهدف ضرب التواصل الجغرافي والديموغرافي الفلسطيني بين القدس ورام الله.
وقالت محافظة القدس، في بيان صحافي، إن «سلطات الاحتلال تمضي في مخطط لإقامة مستوطنة ضخمة على أراضي مطار القدس الدولي شمال القدس المحتلة، ضمن سياسة تهدف إلى فرض وقائع استيطانية جديدة، تقوّض أي أفق سياسي قائم على حل الدولتين، وتمنع تطور القدس الشرقية وأن تصبح مركزاً حضرياً وسياسياً للدولة الفلسطينية».
وأفادت المحافظة في بيانها، بأن «المخطط يهدف إلى إنشاء نحو تسعة آلاف وحدة سكنية في قلب فضاء حضري فلسطيني كثيف، يضم كفر عقب وقلنديا والرام وبيت حنينا وبير نبالا، «ما يشكّل تهديداً مباشراً للحيّز الحضري الفلسطيني المتكامل شمال القدس، ويُعمّق سياسة الفصل والعزل المفروضة على المدينة ومحيطها».
وأوضحت أن ما تُسمّى «اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء الإسرائيلية» تعتزم عقد جلسة يوم الأربعاء المقبل لبحث الدفع بالمخطط رقم 101-0764936، وقد تشمل المصادقة على المبادئ الأساسية له، بما فيها تخصيص مساحات تجارية وعامة، رغم فشل محاولات سابقة عام 2021، نتيجة اعتراضات رسمية من وزارتي حماية البيئة والصحة الإسرائيليتين، وتجميد المخطط خلال ولاية الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.
وفي هذا السياق، أشارت المحافظة إلى أن وزارة المالية الإسرائيلية طلبت خلال كانون الأول/ ديسمبر 2025 مصادقة لجنة المالية في الكنيست على تحويل 16 مليون شيكل لوزارة حماية البيئة، بذريعة «تأهيل الأراضي الملوثة»، بما يشمل مطار القدس الدولي، في خطوة تهدف عمليًا إلى إزالة العوائق البيئية وتسريع تنفيذ المشروع الاستيطاني.
وبيّنت أن غالبية أراضي المخطط مصنفة «أراضي دولة» منذ فترة الانتداب البريطاني، رغم وجود مساحات واسعة من الأراضي الخاصة الفلسطينية، التي يعتزم الاحتلال إخضاعها لإجراءات توحيد وتقسيم قسرية من دون موافقة أصحابها، في انتهاك واضح لحقوق الملكية الخاصة.
وقال مستشار محافظة القدس معروف الرفاعي إن تنفيذ المخطط «سيُنشئ جيباً استيطانياً يفصل شمال القدس عن محيطها الفلسطيني، ويُعمّق سياسة تقطيع أوصال المدينة».
وأضاف لـ «القدس العربي» أن المخطط المجمّد سابقاً عاد للظهور في ظل سعي الاحتلال لتنفيذ مشاريع استيطانية كبرى، مثل مشروع «أي 1» ومشروع القدس الكبرى.
وأوضح أن الاحتلال، بعد ضم كتل استيطانية إلى حدود بلدية القدس، يرى في شمال المدينة وجنوبها ثغرات في الحلقة الاستيطانية، مشيراً إلى أن «المشروع الجديد مخصص للمتدينين اليهود الذين يرفضون السكن في المدن الكبيرة لأسباب دينية».
ورأى أن المصادقة المتوقعة «ستؤدي إلى استكمال حلقات فصل القدس وتحويلها إلى جيب معزول، إضافة إلى مصادرة مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين»، مشيراً إلى أن المشروع يهدف إلى السيطرة التامة على مطار قلنديا، الذي شكّل حلماً فلسطينياً في إعادة تشغيله ضمن عاصمة فلسطينية في القدس.
وفي سياق متصل، حذّرت المحافظة من استمرار حكومة الاحتلال في ضخ عشرات ملايين الشواكل لمشاريع استيطانية في القدس المحتلة والضفة الغربية، في انتهاك خطير للقانون الدولي، وتقويض مباشر لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.
وأوضحت أن التحويلات المالية الجديدة، التي ستُعرض على لجنة المالية في الكنيست ضمن موازنة عام 2025، تشمل 89.25 مليون شيكل (نحو 27 مليون دولار)، لما يُسمّى «تأمين» المستوطنين داخل الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية، و31.3 مليون شيكل (9.6 مليون دولار) لما يُسمّى أنفاق حائط البراق، إضافة إلى 8 ملايين شيكل لبناء مركز لشرطة الاحتلال في جبل المكبر.

اقتحامات وإخلاءات قسرية

اقتحم مئات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى في القدس ومدينة الخليل، ونفّذوا اقتحامات واسعة في نابلس، بمناسبة ما يُعرف بعيد «الحانوكاه» اليهودي. وأفادت مصادر مقدسية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى وأدّوا طقوساً تلمودية تحت حماية قوات الاحتلال، فيما نصب مستوطن شمعدان العيد عند باب القطّانين.
وفي نابلس، اقتحم مستوطنون مقامات دينية إسلامية في بلدة عورتا، بعد أن أجبرت قوات الاحتلال أصحاب المحال التجارية على إغلاقها. وفي الخليل، نظّم مستوطنون مسيرة استفزازية انطلقت من مستوطنة «كريات أربع» نحو أحياء شرقي المدينة، تزامناً مع تشديد الحصار على البلدة القديمة ومحيط الحرم الإبراهيمي.
وفي سلوان، اضطرت ثلاث عائلات مقدسية إلى إخلاء منازلها قسراً في حي بطن الهوى، لصالح جمعية «عطيرت كوهنيم». وشمل الإخلاء عائلة أم ناصر الرجبي وأبناءها، حيث جرى نقل نجلها عوض ناصر (29 عاماً)، الذي يرقد في غيبوبة كاملة، خلال عملية الإخلاء.
وقال زهير الرجبي، مسؤول لجنة حي بطن الهوى، لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا» إن الاحتلال نفّذ منذ حزيران / يونيو 2024 عمليات إخلاء طالت 13 منزلاً، وتتهدد قرارات مماثلة 26 منزلاً يقطنها نحو 250 فردا، في إطار سياسة تهجير قسري متواصلة تستهدف الحي، الواقع على بُعد 400 متر من المسجد الأقصى.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات