دعت الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ إلى إدراج الإبادة الجماعية في غزة ضمن المناهج التعليمية للأطفال، مؤكدة أن تجاهل الحقائق أو تشويهها في المدارس يساهم في تكرار المآسي التاريخية.
وفي تصريحات نقلتها مراسلة صحيفة التايمز جورجيا لامبيرت، حثّت تونبرغ المؤسسات التعليمية على التوقف عن تدريس “الروايات الخاطئة” التي تتغاضى عن وقائع الإبادة، وقالت: “علينا أن نسلّط الضوء على علامات الإنذار المبكر بالإبادة الجماعية، مثل الهولوكوست، وتطبيقها على ما نشهده اليوم لضمان عدم تكرارها”. وأضافت: “يجب أن نعلّم الأطفال منذ الصغر أن هذا منزلق خطير للغاية. فهم واقع عالمنا أمر أساسي إذا أردنا تغييره”.
وأكدت أن أنظمة التعليم الحالية “فشلت تماماً” في تعليم الأجيال فهم اللحظة التاريخية التي يعيشونها، أو استخلاص الدروس من الماضي لتفادي تكرار المآسي.
وجاءت تصريحات تونبرغ قبل أيام من استهداف سفينتين من أسطول الصمود العالمي بغارة جوية مسيّرة أثناء رسوهما في ميناء تونسي، يُعتقد أن إحداهما كانت ترفع العلم البريطاني.
وفي إنكلترا، يُعد تدريس الهولوكوست إلزامياً في المرحلة الأساسية الثالثة. ويجري حزب العمال مراجعة للمناهج والتقييم بهدف ضمان تعليم واسع وشامل للشباب. أما وزارة التعليم فتؤكد أن المدارس قادرة على تدريس قضايا متنوعة، بما فيها المثيرة للجدل، شرط الالتزام الصارم بقواعد التوازن السياسي والنزاهة.
وتحيي المدارس البريطانية “يوم ذكرى الهولوكوست” في 27 كانون الثاني/يناير من كل عام، وهو يوم تحرير معسكر “أوشفيتز-بيركيناو” النازي، ويُخصص لإحياء ذكرى ملايين الضحايا في الهولوكوست وضحايا الإبادات اللاحقة في كمبوديا ورواندا والبوسنة ودارفور.
وقالت تونبرغ، التي اشتهرت في سن الخامسة عشرة بإضرابها المدرسي احتجاجاً على تقاعس الحكومة السويدية في مواجهة أزمة المناخ: “لقد استلهمت من التعبئة الضخمة التي تشهدها المملكة المتحدة تضامناً مع شعب فلسطين، وأعتقد أننا نستطيع أن نتعلم منها الكثير”.
وأضافت: “الناس من جميع الأعمار يشاركون، ليس فقط طلاب المخيمات، بل أيضاً أولئك الشجعان الذين قد يواجهون تهم الإرهاب لمجرد قولهم إنهم يدعمون بالستاين أكشن. إن حكومة المملكة المتحدة عار على كل ما نعرفه”.
وتابعت: “لم أتعلم في المدرسة شيئاً عمّا يحدث في فلسطين، فقد كان يُصوَّر دائماً على أنه صراع. لكن حين تكتشف أنه إبادة جماعية واحتلال وفصل عنصري وتطهير عرقي، تدرك أن ما درسناه لم يكن يعكس الحقيقة إطلاقاً”.
وتُعرّف “الإبادة الجماعية” في القانون الدولي بأنها أفعال تُرتكب بقصد تدمير جماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية كلياً أو جزئياً. وبينما ترفض الحكومة البريطانية توصيف ما يحدث في غزة بأنه إبادة جماعية، خلصت لجنة أممية خاصة إلى أن أفعال إسرائيل هناك “تتفق مع سمات الإبادة”. وأكدت تونبرغ أنه “لا يمكن إنكار” وقوعها.
كما تحدثت عن معاناتها الشخصية من القلق والاكتئاب بسبب أزمة المناخ، قائلة: “لقد تعلمنا أن الحل يكمن في توفير الورق أو إطفاء الأنوار لتوفير الطاقة، لكن ذلك كان بمثابة تلطيف مفرط للوضع. كان واضحاً أننا لا نسيطر على شيء”.
وأوضحت أنها اتبعت نصائح مدرستها في البداية، ثم أصبحت نباتية، وتخلت عن السفر الجوي وقلّلت استهلاكها قبل أن تنخرط في النشاط السياسي. وقالت: “أفضل علاج للقلق والشعور بالإرهاق هو اتخاذ إجراء ملموس حيال ذلك”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات