لا تزال الخلافات قائمة بين حركتي “فتح” و”حماس” بشأن إدارة قطاع غزة بعد الحرب من دون حل، ولا سيما حول تشكيل اللجنة الإدارية وتبعيتها.
وعلمت “القدس العربي” من مصادر فلسطينية مطلعة، أنه رغم التوافقات بين الحركتين على العديد من القضايا في اجتماع القاهرة الأخير، إلا أن الخلاف لم يُحلّ بشأن طريقة تشكيل اللجنة الإدارية، والقوة الشرطية التي ستكون حاضرة في غزة لإدارة شؤون الأمن.
ووفقاً لأحد المصادر، فإن وفد حركة “فتح” أكد أن رئاسة اللجنة يجب أن تكون لأحد وزراء الحكومة الفلسطينية.
كما طلبت “فتح” أن تكون المسؤولية الأمنية في غزة موكلة إلى الأجهزة الرسمية.
في المقابل، تطلب حركة “حماس” أن تُشكل اللجنة من ضمن أسماء شخصيات مستقلة، كانت الحركة قد وضعت قائمة سابقة بأسماء كثيرة للاختيار من بينها، وأن توكل رئاسة اللجنة إلى شخصية تقيم في قطاع غزة، وهو ما أكده صراحةً خليل الحية، رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة، الذي قال مؤخراً: “لا تحفّظ لدينا على أي شخصية وطنية مقيمة في غزة لإدارة القطاع”.
وفي السياق، قال مصدر سياسي فلسطيني آخر لـ”القدس العربي” إن بيان الفصائل الفلسطينية في القاهرة بشأن إدارة غزة عكس تناغما مع موقف مصري.
وأشار المصدر إلى أن تيار القيادي المفصول من حركة “فتح” محمد دحلان، الذي يقود ما يعرف بـ “التيار الإصلاحي”، قد يبرز مرشحا محتملا لأدوار مستقبلية.
ووفق المعلومات، هناك أطراف فلسطينية رضخت لسقف منخفض من الاعترافات الدولية من العالم بدولة فلسطين وولاية واحدة للدولة الفلسطينية، وقبلت بما تتضمنه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من فصل الضفة عن غزة.
وفي غزة، قال أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة لـ”القدس العربي” إن موافقته على رئاسة اللجنة الإدارية لغزة تتطلب توافقا وطنيا فلسطينيا ودعما عربيا.
وكانت تقارير ذكرت اسم الشوا رئيسا للجنة التكنوقراط خلال المرحلة الانتقالية.
وتواجه السلطة الفلسطينية، بصفتها إحدى المؤسسات الكيانية الفلسطينية، رفضا إسرائيليا بشأن أي دور لها في القطاع، فضلا عن حملة لتقويضها.
ويجمع معظم الأحزاب والرأي العام الإسرائيلي على هذا الموقف، حسب ما أكده استطلاع لـ”معهد دراسات الأمن القومي” في جامعة تل أبيب، الذي بيّن أن أكثر من ثلثي الإسرائيليين ينظرون نظرة سلبية إلى السلطة الفلسطينية، ويعارضون تسوية الدولتين معها أو مع غيرها.
وقال أيمن عودة، عضو الكنيست ورئيس قائمة “الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير”، لـ”القدس العربي” إنه “يمكن التعامل والنقد والاختلاف والغضب مع السلطة الفلسطينية، ولكن الموضوع أعمق من ذلك. الموضوع أن نتنياهو ونواب اليمين يرون في السلطة نواة الدولة الفلسطينية” التي يرفضونها.
خلافات فلسطينية حول إدارة وأمن غزة

تعليقات الزوار
لا تعليقات