أخبار عاجلة

الجزائر تدعو لإقامة دولة فلسطينية بعد نهاية الحرب

حذّرت الجزائر من العودة إلى الوضع القائم قبل السابع من أكتوبر 2023 إثر توقف الحرب في قطاع غزة، مطالبة بقيام الدولة الفلسطينية، في إطار تسوية عادلة تقود إلى سلام دائم يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

ودعت الجزائر، في كلمة لممثلها الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، بنيويورك إلى إطلاق عملية سلام “جدية وذات مصداقية” تؤدي دون أي تعطيل إلى إقامة دولة فلسطين، مبرزة الحاجة إلى تعبئة المجتمع الدولي من أجل إعادة إعمار قطاع غزة أمام حجم الدمار الذي لحق به والذي “يتعدى الخيال”.

وأكد ممثل الجزائر أن “العودة إلى الوضع القائم ما قبل السابع من أكتوبر، والعودة إلى الحصار وحرمان الفلسطينيين من حقوقهم والإفلات من العقاب وعدم الاكتراث بالقانون الدولي، أمور كلها مرفوضة”، مضيفاً أن “العدالة والحرية والسلام والكرامة لشعب فلسطين ليست مجرد ضرورة، بل هو حاصل لا محالة”.

وقال بن جامع إن أبناء غزة، وبعد عامين من القصف دون هوادة والتجويع وخطر التطهير العرقي وعدوان يهدف إلى الإبادة، بدأوا يرون بصيص أمل للشعور بالراحة، واصفاً هذه اللحظة بـ”الحساسة”، لكنها “تحمل بذرة أمل بحياة كريمة وبمستقبل مبني على العدالة وتحقيق الحق المشروع في قيام دولتهم”.

وأعرب عن ترحيب الجزائر بـ”الجهود الدؤوبة التي بذلتها الدول الوسيطة، الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا، التي ساهمت بإخلاصها في تحقيق وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى الفلسطينيين”، مجدداً دعم الجزائر لهذه الجهود “للحفاظ على وقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى كل ركن في غزة دون تأجيل أو عراقيل”.

ودعا بن جامع كل الأطراف إلى تنفيذ التزاماتها بالحفاظ على وقف إطلاق النار واحترامه وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عراقيل، بمشاركة الجهات الفاعلة الإنسانية ذات المصداقية، بما في ذلك وكالة “الأونروا” التي تعتبر، كما قال، “أساسية في إطار جهود الأمم المتحدة”، مذكّراً بـ”واجب إسرائيل – السلطة القائمة بالاحتلال – كما أكد عليه الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية بالأمس”.

وأضاف أن “شعب غزة بحاجة إلى وقت للتعافي وإعادة بناء الديار وفتح المدارس والعودة إلى الحياة الطبيعية”، مشيراً إلى أن حجم الدمار “يتعدى الخيال” وأن “الثمن الاجتماعي والبشري باهظ جداً، فمئات الآلاف شُرّدوا، والأطفال بلا فصول دراسية، والبطالة في مستويات غير مسبوقة”.

وأكد أن إعادة إعمار غزة يجب أن “تصبح مهمة جماعية تتطلب تعبئة كاملة للمجتمع الدولي تستلهم التضامن والرؤية لإقامة العدل”، مشدداً على أن “الجزائر ستتحمل حصتها من هذا الجهد”، موضحاً أن “إعادة إعمار غزة لا يجب أن تتوقف عند الإسمنت والحجارة، بل عليها أن تفتح آفاقاً سياسية تؤدي إلى إحلال سلام عادل ودائم يجسد في إقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة”.

وأشار بن جامع إلى أنه “مع كون التركيز منصباً على غزة، وعلى وجه حق، إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل التطورات في الضفة الغربية”، مؤكداً أن “التصويت في الكنيست الإسرائيلي أمس على مشروع قانون يهدف إلى ضم الضفة الغربية يكشف مرة أخرى طبيعة الاحتلال الاستعمارية”.

واعتبر أن “ذلك يشكل محاولة صريحة لإضفاء الشرعية على المستوطنات في انتهاك صارخ للقانون الدولي ولقرارات مجلس الأمن ذات الصلة”، معرباً عن تنديد الجزائر “بأشد العبارات بهذه الأفعال”، داعياً المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، إلى “تحمل مسؤولياته في صون آفاق حل الدولتين، حلٍّ يكون عادلاً وقابلاً للبقاء”.

وختم بن جامع بالتأكيد على أن “التوسع المستمر في المستوطنات وعنف المستوطنين وتدابير الضم تهدد جهود السلام وتهز أساس الدولة الفلسطينية المنشودة، وتضرب بالقانون الدولي عرض الحائط”، مشيراً إلى أن هذه الممارسات “تتنافى مع إرادة المجتمع الدولي الذي أكد بوضوح دعمه لقيام دولة فلسطينية عبر موجة عارمة من الاعترافات بها”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات