شهدت الأجواء الجزائرية تحركات جوية مكثفة نحو الجنوب، خاصة في اتجاه تندوف، وفق ما أظهرته بيانات تتبع الرحلات الجوية الداخلية، حيث أثارت هذه الرحلات الليلية المتكررة من مطاري الجزائر العاصمة ووهران اهتمام المتابعين، خصوصا أنها تزامنت مع النقاش الدولي حول مشروع القرار الأمريكي الداعم للمغرب وسيادته الكاملة على أقاليمه الجنوبية.
وأظهرت المعطيات المسجلة نشاطا غير معتاد في توقيت متأخر من الليل، ما يفتح باب التساؤلات حول طبيعة هذه التنقلات المفاجئة والجهة المستفيدة منها، حيث اعتبر مراقبون أن توقيت هذه الرحلات لا ينفصل عن حالة الترقب التي يعيشها النظام الجزائري قبيل اعتماد مشروع القرار داخل مجلس الأمن، خاصة مع تزايد الدعم الدولي للموقف المغربي القائم على مبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد وواقعي للنزاع المفتعل حول الصحراء.
وتشير التحليلات إلى أن الجزائر تسعى إلى خلق تحركات داخلية أو ميدانية في تندوف لإرسال إشارات سياسية موجهة للخارج، تعكس رفضها للمسار الأممي الجديد الذي بات أكثر وضوحا في دعم الوحدة الترابية للمملكة المغربية، إذ ورغم غياب أي تعليق رسمي من السلطات الجزائرية، فإن تواتر الرحلات في نفس الاتجاه وفي فترات زمنية متقاربة يثير تساؤلات مشروعة حول ما يجري في الكواليس.
ويواصل المغرب في المقابل تعزيز موقعه الدبلوماسي على المستوى الدولي، حيث بات الموقف الأمريكي والأوروبي أكثر انسجاما مع مقاربته الواقعية والبراغماتية في معالجة ملف الصحراء، ما جعل خصومه الإقليميين في وضع ارتباك واضح أمام دينامية لم تعد قابلة للرجوع إلى الوراء.


تعليقات الزوار
لا تعليقات