أخبار عاجلة

ترامب: ضمّ الضفة لن يحدث أعطيت كلمتي للعرب

أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مواقف «مثيرة» تناول فيها الوضع في فلسطين المحتلة، ومسار اتفاق غزة، ووضع القيادة الفلسطينية، إضافة إلى ملفات التطبيع في الشرق الأوسط والملف النووي الإيراني.
وفي مقابلته الهاتفية مع صحيفة «تايم» الأمريكية، جدّد ترامب إعلانه رفض أي ضم إسرائيلي للضفة الغربية المحتلة، مشيرًا إلى أنه وعد الدول العربية بذلك.
كما فصل ترامب بعض ملامح سياسته الخارجية في ملفات إيران وغيرها، ملقيا باللائمة على سياسات الرئيسين السابقين باراك أوباما وجو بايدن.
وردًا على سؤال حول عواقب إعلان إسرائيل مثل هذه الخطوة، قال ترامب: «لن يحدث لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية. لا يمكنك فعل ذلك الآن. لدينا دعم عربي رائع. لن يحدث ذلك لأنني أعطيت كلمتي للدول العربية. لن يحدث ذلك. ستفقد إسرائيل كل دعمها من الولايات المتحدة إذا حدث ذلك».
وفي ملف غزة، سُئل ترامب عن عواقب عدم التزام حركة المقاومة الإسلامية «حماس» بالاتفاق، فقال: «سيكونون في ورطة كبيرة»، وتابع معلّقًا على سؤال محاوره عن أعمال قتل مزعومة تقوم بها الحركة في القطاع: «إنهم الآن يقتلون العصابات التي بدأنا نكتشفها. ولكن، كما تعلم، في أي نقطة تتحول هذه العصابات إلى معارضين سياسيين، أليس كذلك؟».
ثم سُئل ترامب كيف سيجعل «حماس» تتخلى عن السلاح؟ فأجاب مشيرًا إلى أن الحركة وافقت على الاتفاق، وتحدث عن ضغوط مارسها على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لوقف الحرب، مشيرًا إلى أن نتنياهو كان سيستمر في حربه سنوات لولا ذلك.

كما تطرّق إلى العدوان الإسرائيلي على قطر، فوصفه أنه «الخطأ التكتيكي الوحيد»، وقال: «كان ذلك فظيعًا»، مشيرًا إلى أنه أبلغ ذلك للأمير (أمير قطر).
وفي معرض حديثه عن الضغوط التي مارسها على نتنياهو، قال ترامب إن استمرار الحرب كان سيجعل إسرائيل تفقد تعاطف العالم.
وسُئل عما إذا كان ينوي زيارة غزة، فقال إنه سيفعل ذلك، ثم قال لمحاوره: «كما تعلم، لدينا مجلس السلام الذي أُنشئ، وطلبوا مني أن أكون رئيسًا له. لم يكن ذلك شيئًا أريده، صدقني، لكن مجلس السلام سيكون مجموعة قوية جدًا من الناس، وسيكون له نفوذ كبير فيما يتعلق بالشرق الأوسط».

«شرق أوسط موحد»

وأضاف: «لم يتم توحيد الشرق الأوسط من قبل، لقد أصبح موحدًا الآن، باستثناء حماس، التي هي جماعة هامشية، وحتى حماس من الناحية النظرية انضمت أيضًا، فقد وقعت على الوثيقة. كما تعلم، وافقوا على كل هذه الأمور. الآن يمكنهم أن يخالفوها، لا بأس، ولن يمانع أحد إذا تدخلنا ضدهم»، في استعادة لتهديداته الموجهة للحركة.
كما سُئل ترامب عما دار بينه وبين الرئيس محمود عباس عندما التقاه في قمة شرم الشيخ في وقت سابق من هذا الشهر، فأشاد به وقال إنه كان لطيفًا.

لكن محاوره سأله: هل ترى أن عباس قد يقود «السلطة الفلسطينية المعاد تشكيلها» في غزة ما بعد الحرب؟ فقال: «لطالما انسجمت معه، وجدته دائمًا رجلًا معقولًا، لكنه على الأرجح لن يكون كذلك».
وعن رأيه فيمن يقود الفلسطينيين في المرحلة الحالية، قال ترامب: «ليس لديهم قائد حاليًا، على الأقل قائد ظاهر، ولا يريدون فعلًا ذلك، لأن كل واحد من أولئك القادة قُتل بالرصاص. إنها ليست وظيفة مغرية».
ثم سُئل تحديدًا عن القائد الفلسطيني الأسير مروان البرغوثي، وقال محاوره إن الأخير يُنظر إليه من قبل كثيرين على أنه الشخصية التي يمكن أن توحّد الفلسطينيين خلف حل الدولتين، وإنه يتصدر معظم استطلاعات الرأي بين الفلسطينيين بشأن من سيصوّتون له في انتخابات رئاسية.
وسأله المحاور أن رون لاودر، أحد داعمي ترامب الكبار، شجع إسرائيل مؤخرًا على إطلاق سراحه، «فهل تعتقد أن على إسرائيل إطلاق سراحه؟».
فأجاب ترامب: «لقد واجهت هذا السؤال حرفيًا قبل نحو 15 دقيقة من اتصالك، كان ذلك هو السؤال، كان سؤالي لهذا اليوم، لذلك سأصدر قرارًا قريبًا».

ضغوط جدية؟

وسألت «القدس العربي» السفير الأمريكي السابق مارك غينسبرغ بشأن جدية إدارة ترامب في الضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لمتابعة تنفيذ اتفاق غزة، فقال إن الرئيس «أظهر بالفعل استعداده للضغط على نتنياهو وكذلك على حركة «حماس،» لضمان ألا تنهار المرحلة الأولى بسبب تبادل الاتهامات»، مشيرًا إلى إرساله نائب الرئيس جاي دي فانس للقاء نتنياهو وحلفاء عرب آخرين لضمان أن لا تتسبب المشاكل في فشل إنجاز المرحلة الأولى.
لكن غينسبرغ، الذي شغل مناصب رفيعة في الإدارة الأمريكية، من بينها نائب كبير مستشاري الرئيس الأسبق جيمي كارتر لشؤون الشرق الأوسط، وجّه انتقادات لاذعة للسفير الأمريكي في إسرائيل مايك هاكابي، وذلك ردًا على سؤال حول جدية إدارة ترامب في معارضة ضم الضفة.
وقال في المقابلة الهاتفية مع «القدس العربي»: «من المثير للاهتمام أن السفير الأمريكي في إسرائيل، هاكابي، صرّح بأنه لا يرى سببًا لضرورة وجود حل الدولتين، وقد شوهد بوضوح وهو يشجع على مزيد من الضم. ثم جاء الرئيس ترامب، رئيسه، ليعلن بشكل لا لبس فيه أن الولايات المتحدة لن تقبل أي جهود إضافية من قبل إسرائيل لضم الضفة الغربية، لأن الرئيس يعلم أن أي محاولات أخرى، بما في ذلك التشريع الأخير الذي يجري تمريره في الكنيست، ستقوض أي أمل في إتمام خطة السلام، ناهيك عن توسيع اتفاقيات أبراهام».

وحول موقف إدارة ترامب تجاه السلطة الفلسطينية والمرحلة الانتقالية في إدارة قطاع غزة، قال غينسبرغ إن «الأمر الأهم هو الحاجة إلى قيادة يثق بها الشعب، ولهذا السبب أنشأ الموقعون على هذا الاتفاق مركزًا تنفيذيًا لبدء تشكيل ما يشبه حكومة انتقالية وسلسلة من الخبراء التكنوقراط، بهدف البدء في التخطيط لعملية إعادة الإعمار».
وأضاف: «لا توجد أوهام لدى أحد بأن القيادة الحالية للسلطة الفلسطينية غير مقبولة من حيث قدرتها على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ السلام»، وبرأيه لا تحوز هذه القيادة على الثقة بين الفلسطينيين في الضفة الغربية، فضلًا عن غزة، ولا في قدرة الرئيس عباس أو من حوله على نيل الدعم الكافي الذي يخولهم المشاركة الفاعلة والبنّاءة في هذا الاتفاق.
وعن حديث الرئيس ترامب عن انضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، قال غينسبرغ إن ترامب «يؤمن بذلك ويحب أن يؤمن بما يقوله»، مشيرًا إلى زيارة مرتقبة لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن خلال بضعة أسابيع.
ويقول السفير الأمريكي السابق أن السعوديين أوضحوا بجلاء أنهم يحتاجون إلى ضمانات واقعية تؤكد أن الإسرائيليين لن يمضوا قدمًا في ضم الضفة الغربية، وأن الولايات المتحدة، من خلال المفاوضات الدقيقة التي شملها هذا الاتفاق، ستلتزم بتعهداتها الخاصة.

كلام لا يُعتد به

في مقابل الحديث الأمريكي عن جدية في رفض مخططات إسرائيلية لضم الضفة، يرى الباحث والمحلل السياسي في واشنطن الدكتور حسن منيمنة أن مجمل مقابلة ترامب مع «تايم» تفتقر إلى الجدية.
ويقول لـ»القدس العربي» إنها «مزيج من المغالطات والمبالغات والتفاخر»، و»لا جديد فيها ولا يوجد ما يشير إلى أن هناك اطلاعًا على ما يجري».
ويرى أن التزام ترامب بعدم السماح بضم إسرائيل للضفة يقتصر على إعلان السيادة، لكنه لا يعتقد أن الأطراف الإسرائيلية مستعدة للسماح له بذلك.
ويؤكد أن خطوات فرض السيادة الإسرائيلية جارية على قدم وساق من ضم للأراضي وتبديل طبيعتها وحصر السلطة الفلسطينية في إطار ضيق، وكل هذا يجري كما تريده إسرائيل ويريده ممولو ترامب.
وفي ما يخص حديث ترامب عن القيادة الفلسطينية، يقول منيمنة إن كلام ترامب عن الرئيس الفلسطيني محمود عباس لا يُعتد به، «فهو يتحدث من أجل الحديث»، وهذا ينطبق على حديثه عن البرغوثي، «فلولا أن رون لاودر اقترح ذلك، لما تحدث ترامب بشيء».
أما بشأن التطبيع مع السعودية، فيرى منيمنة أن موقف السعودية تجاه التمسك بحدود 1967 لم يطرأ عليه أي تعديل، ولا توجد مؤشرات على ذلك.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات