بدأ محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، زيارة إلى تونس التقى خلالها الرئيس قيس سعيّد، وبحث الطرفان العلاقات المشتركة والوضع السياسي والأمني في ليبيا.
وأكد المكتب الإعلامي للمنفي، في بيان على موقع فيسبوك، أن اللقاء مع سعيّد “شكّل فرصة لتبادل وجهات النظر حول سبل تعزيز أواصر التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، ومناقشة آليات تطوير العلاقات الاستراتيجية في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز الاستقرار والتنمية في المنطقة”.
كما تناول اللقاء مستجدات القضية الفلسطينية، حيث شدد الجانبان على موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في مواجهة الاعتداءات والانتهاكات المستمرة التي يتعرّض لها، لاسيّما في قطاع غزة، من قتل وتدمير وتهجير قسري وتجويع ممنهج.
وفي الشأن الليبي، أكد الرئيس التونسي دعم بلاده الكامل للمجلس الرئاسي الليبي، ولجهوده الهادفة إلى إنجاح العملية السياسية، وتحقيق تسوية شاملة تلبي تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والوحدة الوطنية.
كما ناقش الرئيسان أهمية تنسيق المواقف الثنائية في المحافل الإقليمية والدولية، وتوحيد الجهود لمواجهة التحديات المشتركة، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية الراهنة، وفق البيان.
وتأتي زيارة المنفي بعد أشهر من تأجيل قمّة “الترويكا المغاربية” التي كان يفترض أن تُعقد في طرابلس وتجمع بين سعيّد والمنفي والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، بعدما تم عقدها في كل من الجزائر وتونس.
وقال مصطفى عبد الكبير الباحث التونسي المتخصص في الشأن الليبي لـ”القدس العربي” إن زيارة المنفي إلى تونس فرضتها الظروف و”خاصة الوضع الحدودي غير المستقر وخاصة فيما يتعلق بالحركة ومرور السلع والتبادل التجاري في معبري رأس جدير والذهيبة، إضافة إلى الملف الداخلي الليبي المتعلق بتعثر المسار السياسي والأمني والاقتصادي، والصعوبات التي يعاني منها عدد من الشركات التونسية داخل ليبيا، فضلا عن بعض المشكلات التي يواجهها الليبيون في تونس”.
كما أشار عبد الكبير إلى أن المحادثات بين سعيّد والمنفي تناولت “الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي يُشكك بتنظيمها عام 2026، وخاصة في ظل الجدل المثار حاليا حول الانتخابات البلدية بعد تعثر إجرائها في عدد من المناطق”.
ومن بين الملفات التي يتوقع أنه تمت مناقشتها بين الطرفين- وفق عبد الكبير- موضوع الهجرة غير النظامية، وخاصة في ظل الزيارات الأخيرة لعدد من القادة الغربيين، والتي كان آخرها زيارة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى تونس، فضلا عن زيارة مسعد بولس، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إلى تونس وطرابلس.
كما لفت عبد الكبير إلى أن الزعيمين ناقشا الوضع في قطاع غزة، مع تواصل الإبادة الجماعية لقوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، مع مواصلة حصارها لقطاع غزة، حيث يعاني أكثر من ميلوني فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، المجاعة والمرض، وخاصة مع استمرار الاحتلال بقصف قوافل الطعام والمستشفيات في القطاع.
وختم عبد الكبير بقوله: “التهديدات القائمة في المنطقة تفرض المزيد من اللقاءات بين الزعماء المغاربة، وقد شهدنا في وقت سابق العديد عن اللقاءات الثنائية بين تونس وليبيا وتونس والجزائر، فضلا عن القمّة الثلاثية بين سعيّد والمنفي وتبون، والتي ناقشت عدة ملفات حساسة تتعلق بالحدود والوضع الأمني والتبادل التجاري وتراجع العملات المحلية تجاه الدولار واليورو، فضلا عن الصحراء الغربية وغيرها من القضايا”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات