قال خليل الحية، رئيس حركة حماس في قطاع غزة وعضو مكتبها السياسي، الأحد، إنه لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع لأطفالنا ونسائنا وأهلنا في قطاع غزة.
ودعا الحية، الشعوب العربية والإسلامية للزحف نحو فلسطين وحصار السفارات الإسرائيلية لكسر الحصار عن القطاع.
جاء ذلك في كلمة مصورة، بثتها الحركة الفلسطينية عبر حسابها على منصة “تلغرام”، مساء الأحد، وجّه فيها الحية نداء للعلماء والشعوب العربية والإسلامية “بألا يتركوا غزة تموت جوعا”.
ودعا الحية، دول ومكونات الأمة العربية والإسلامية إلى “قطع كافة أشكال العلاقات السياسية والدبلوماسية والتجارية” مع إسرائيل.
كما طالب جماهير الأمة بـ”التعبير عن الغضب بكل الوسائل”، داعياً شعوب الدول المجاورة لفلسطين إلى “الزحف نحو غزة براً وبحراً، ومحاصرة السفارات الإسرائيلية، وتفعيل المقاطعة الاقتصادية والسياحية”.
وخصّ الحية، علماء الأمة بنداء مباشر قال فيه: “إن الأمانة في أعناقكم عظيمة، وحرائر غزة يستنجدن بكم”، داعيا إياهم “لأخذ دورهم الحقيقي في قيادة الجماهير لمواجهة هذا العدو المجرم”.
وعن المفاوضات بشأن غزة، أكد الحية، أن “حركة المقاومة (حماس) أبدت أقصى درجات المرونة خلال 22 شهرًا من العدوان، وتجاوبت مع الوسطاء، لكن الاحتلال تراجع وانسحب من الجولة الأخيرة، مدفوعًا بدعم أمريكي مكشوف، في محاولة لحرق الوقت واستنزاف غزة”.
“حكومة غزة”: شهدنا 3 عمليات إنزال جوي بمناطق خطرة لا تعادل شاحنتين
من جهتها، قالت “حكومة غزة”، مساء الأحد، إن القطاع شهد “3 عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وسقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء خطرة، وفق خرائط الاحتلال، يُمنع على المدنيين الوصول إليها”.
جاء ذلك في بيان للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ردا على ما تداولته وسائل إعلام في اليومين الأخيرين، بخصوص “أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة”.
البيان يأتي بعد ساعات من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي “سماحه” بإسقاط جوي لكميات محدودة من المساعدات على غزة، وبدء ما أسماه “تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية” في مناطق محددة بالقطاع للسماح بمرور المساعدات.
هذه الخطوة الإسرائيلية، عدتها هيئات ومنظمات دولية تروّج لوهم الإغاثة، بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.
وأكد المكتب الحكومي أن “الواقع فاضح.. دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع”.
وأضاف أن “ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها دونالد ترامب حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية”.
وأشارت إلى أن “الحل الجذري يتمثل فقط بفتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط وكسر الحصار الظالم وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية”.
وتابع البيان: “بكل إدانة واستنكار، نعبّر عن رفضنا الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة”.
وحملت الحكومة “الاحتلال الإسرائيلي وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية، الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا، المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم”.
وطالبت “الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين”.
ووفق البيان، يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب.
وفي وقت سابق الأحد، انتقدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” الإنزال الجوي الإسرائيلي للمساعدات في غزة، مؤكدة أنه “لن ينهي” المجاعة المتفاقمة، وفق ما صرحت به جولييت توما، مديرة الإعلام والتواصل في الوكالة لصحيفة نيويورك تايمز، ونشرتها صفحة الأونروا على “إكس”.
فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، الأحد، إنّ استئناف عمليات إنزال المساعدات جوا، بعد أشهر من التجويع الشامل، يروّج لوهم الإغاثة بينما تواصل الآلة الإسرائيلية استخدام الجوع سلاحا ضد المدنيين.
ومطلع مارس/آذار الماضي، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق نار وتبادل أسرى مع حماس، بدأ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، واستأنفت الإبادة، ومنذ ذلك الحين ترفض جميع المبادرات والمطالبات الدولية والأممية لوقف إطلاق النار.
وتعيش غزة أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخها، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، بدعم أمريكي، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ورغم التحذيرات الدولية والأممية والفلسطينية من تداعيات المجاعة بغزة، تواصل إسرائيل إغلاق معابر القطاع بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية منذ 2 مارس/ آذار الماضي، في تصعيد لسياسة التجويع التي ترتكبها منذ بدء الحرب.
وحسب أحدث حصيلة لوزارة الصحة بغزة، صباح الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.
ومنذ 7 أكتوبر 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
تعليقات الزوار
لا تعليقات