أخبار عاجلة

تبون يسعى الى تهدئة التوتر مع روسيا حول ملف منطقة الساحل الأفريقي

سعى الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون خلال أول لقاءاته مع وسائل الإعلام بعد مباشرة عهدته الثانية، إلى استعراض عراقة العلاقات بين بلاده وروسيا، في وقت تجمع فيه العديد من التقارير الدولية على أن التوتر يلقي بظلاله بين موسكو والجزائر على خلفية عدد من الملفات يتصدرها التعاطي الجزائري مع الأوضاع في منطقة الساحل الأفريقي.

وقال تبون إن "الجزائر لا يُمكن أن تسبب أي ضرر أو أذى لروسيا"، مضيفا أن "الباقي "هو مجرد تكهنات من هنا وهناك"، فيما يبدو أن الرئيس الجزائري يفنّد صحة التقارير التي سلطت الضوء على ما أسمته بـ"التصادم" المحتمل بين البلدين، في ظل تضارب المصالح في منطقة الساحل.

وتابع أن "العلاقات التي تجمع بين البلدين هي علاقة صداقة"، مشيرا إلى "وقوف روسيا مع الجزائر إبان حرب التحرير ضد الاستعمار الفرنسي".

ويرى محللون أن روسيا باتت تنظر إلى الجزائر كمعرقل لمساعي توسيع نفوذها في منطقة الساحل الأفريقي، لا سيما بعد أن سعت خلال الآونة الأخيرة إلى تهويل الأوضاع في المنطقة معتمدة على نظرية المؤامرة، في وقت تواجه فيه عزلة متنامية في محيطها.

ووجهت الجزائر في نهاية أغسطس/آب الماضي اتهاما مبطنا إلى روسيا تضمن تحذيرا من المرتزقة في مالي، في إشارة إلى قوات "فاغنر" الروسية الخاصة، بعد تجدد المواجهات بين الجيش المالي والمتمردين الطوارق قرب الحدود الجزائرية.

وتقاتل قوات الفاغنر إلى جانب الجيش المالي وتوفر له الإسناد والدعم وذلك بعد تعزيز التعاون بين موسكو والمجلس العسكري المالي.

ونقل موقع "الصحيفة" المغربي عن المحلل السياسي محمد شقير قوله إن "تصريح تبون الأخير هو فقط للاستهلاك الداخلي"، معتبرا أنه "يسعى إلى التخفيف من حدة التوتر الذي بلغته العلاقات بين الجزائر وموسكو والذي تمحور حول الاصطدام بين قوات فاغنر وحركة أزواد التي أسفر هجومها عن سقوط ضحايا في صفوف المجموعة الروسية، الأمر الذي لم تستسغه روسيا التي ترى في ذلك انحرافات عن علاقات التحالف التقليدية التي تجمع بين البلدين".

وتعمقت القطيعة بين الجزائر ومالي بعد أن اتهمت باماكو الأسبوع الماضي السلطات الجزائرية بـ"إيواء إرهابيين" والتدخل في شؤونها إثر تفاوضها مع وفد عن الانفصاليين الطوارق دون إشراكها، بينما ردّ وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف على هذا الاتهام بحدة واصفا التصريح الذي أدلى به عبدالله مايغا المتحدث الرسمي باسم الحكومة المالية في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة بـ"الكلام الوضيع".

وينظر إلى الجزائر على أنها لا تزال تحت وقع الصدمة التي أثارها إنهاء باماكو لاتفاق السلام الذي رعته بين الجيش المالي والانفصاليين والمبرم في العام 2015، بعد أن فشل في تحقيق أي نتائج على الميدان.

واعتبر شقير أن "روسيا تأخذ على الجزائر ميلها إلى المعسكر الغربي في الحرب على أوكرانيا"، سواء من خلال تزويد الغرب بالطاقة أو تباحثها مع الإدارة الأميركية بهدف إرساء تعاون بين البلدين، فضلا عن تجنبها مساندة الموقف الروسي في المنتظم الأممي.

وأثارت الزيارة التي أداها تبون إلى موسكو العام الماضي مخاوف الغرب من دور جزائري يمهد الطريق للتمدد الروسي في مناطق حيوية للغرب والولايات المتحدة، لكن الجزائر تتوجس بدورها من فقدان مصالحها في وقت تسعى فيه إلى تقديم نفسها كمزود لأوروبا بالنفط والغاز.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات