عاد الحديث في الجزائر عن شبهات الفساد الكبرى والتحويلات المالية من الإمارات، على خلفية قضية شرف الدين عمارة رئيس اتحاد كرة القدم السابق والرئيس السابق لمجمع مدار العمومي الذي كان شريكا في مؤسسة “ستايم” للتبغ المملوكة للإماراتيين.
وفي تطورات القضية، أمر قاضي التحقيق لدى الغرفة الثانية بالقطب الجزائي الاقتصادي والمالي في محكمة سيدي أمحمد، الأحد، بإيداع شرف الدين عمارة الحبس المؤقت، بعد استكمال الإجراءات القانونية، وذلك في إطار التحقيقات الجارية في ملف فساد يرتبط بالشراكة الجزائرية بين الشركة الوطنية للتبغ وشركة إماراتية مختصة في صناعة التبغ والكبريت تحمل اسم “ستايم”.
وحسب صحف جزائرية تشير المعطيات المتوفرة حول الملف إلى وجود شبهات تتعلق بتحويل أموال إلى الخارج بطرق غير قانونية، وتهريب رؤوس أموال نحو دولة الإمارات، إلى جانب تبييض الأموال واقتناء ممتلكات وعقارات في أحياء راقية في العاصمة الجزائرية خارج الأطر القانونية. وكان قاضي التحقيق قد أمر بإيداع مسير الشركة الإماراتية “ستايم”، رفقة عدد من المتهمين الآخرين، الحبس المؤقت، لمتابعتهم في الوقائع نفسها، حسب ما نقله موقع “الشروق”.
وتعود جذور القضية، إلى 13 نوفمبر الماضي، حيث باشرت المصلحة المركزية لمكافحة الجريمة المنظمة في الجزائر العاصمة تحقيقات معمقة في الملف، قبل تقديم المشتبه فيهم أمام نيابة القطب الجزائي الاقتصادي والمالي. وبعد تحويلهم على التحقيق، وُجّهت لهم تهم ثقيلة منصوص عليها في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته، من بينها تبييض الأموال، ومخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وجنحة الإثراء غير المشروع، إضافة إلى تعارض المصالح.
ولا تتوقف المتابعات القضائية لشرف الدين عمارة عند هذا الملف، إذ يُنتظر أن يمثل أمام قاضي التحقيق بالغرفة الثالثة لدى القطب الجزائي الاقتصادي والمالي في سيدي أمحمد، في قضية فساد أخرى مرتبطة برجل أعمال. ويتعلق هذا الملف بإبرام صفقات مشبوهة في قطاع تحويل خام الحديد، يتابع فيها نجل وزير في الحكومة السابقة، إلى جانب المدير العام لمؤسسة “فوندال”، والرئيس المدير العام لمركب “سيدار” الحجار، ومتهمين آخرين. وكان عمارة خاضعا لإجراء الرقابة القضائية في هذه القضية قبل قرار إيداعه الحبس المؤقت في ملف “التبغ”.
ملف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم
كما يواجه المعني متابعة قضائية إضافية على مستوى الجهة القضائية نفسها، في ملف يتعلق بتسيير الاتحاد الجزائري لكرة القدم، وهي القضية التي يتابع فيها أيضا الرئيس السابق لنفس الهيئة الكروية خير الدين زطشي، الموجود حاليا رهن الحبس المؤقت. وتتمحور هذه المتابعة حول عدم فسخ عقود وُصفت بالمشبوهة أُبرمت خلال فترة زطشي، وعدم التبليغ عنها، رغم استمرار سريانها ومخالفتها للإجراءات الداخلية لإبرام الصفقات.
وعلى الصعيد الإداري، كان مجمع “مدار” العمومي قد استبق هذه القضية في 15 تشرين الاول/أكتوبر الماضي، بإعلان إنهاء مهام شرف الدين عمارة من منصبه كرئيس مدير عام للمجمع، وتعيين لطفي بوعرارة خلفا له بالنيابة، وهو الذي كان يشغل منصب مدير عام شركة “غلوبال أغري فود”، إحدى الشركات التابعة للمجمع.
وأوضح المجمع، في بيان رسمي، أن هذا التغيير يندرج ضمن مساعيه لتجديد أساليب التسيير وتحسين أداء فروعه المختلفة، تماشيا مع التحولات التي يشهدها القطاع الصناعي في البلاد. يُذكر أن مجمع “مدار” العمومي ينشط في عدة قطاعات استراتيجية، ويمتلك حصصا معتبرة في شركات مختلطة تعمل في مجالي التبغ وصناعة السيارات، إلى جانب إشرافه على ثمانية فروع أخرى تنشط في مجالات متنوعة، من بينها الصناعة الغذائية، النقل البحري، وقطاع كرة القدم عبر نادي شباب بلوزداد، وهو ما يضفي على قضية شرف الدين عمارة أبعادا اقتصادية ورياضية وحتى سياسية.

تعليقات الزوار
لا تعليقات