تلقى قائد منتخب الجزائر رياض محرز، رسالة دافئة من والدته مغربية الأصل، متمنية كل التوفيق والنجاح لنجلها ورفاقه في كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في وطنها الأم، وذلك بعد قرارها بالحضور إلى المغرب من أجل مشاهدة مباريات محاربي الصحراء في البطولة، كنوع من أنواع الدعم لابنها البار قبل أن يستهل مشواره في “الكان” بمواجهة منتخب السودان مساء اليوم الأربعاء.
وسافر محرز إلى وطن أخواله، رافعا شعار “لا بديل عن مصالحة الجماهير الجزائرية”، وذلك ليس فقط لاحتمال أن تكون مشاركته الأخيرة مع منتخبه في كأس “الماما أفريكا”، بل أيضا من أجل تعويض خيبة أمل الخروج من الدور الأول في آخر نسختين تحت قيادة المدرب السابق جمال بلماضي، وهو ما دفع الوالدة لمساندته هو وزملائه في حملة البحث عن اللقب القاري الثالث في تاريخ البلاد.
وقالت السيدة حليمة لوسائل الإعلام الجزائرية التي تغطي “الكان” من الأراضي المغربية: “لا أتكلم عن ابني فقط، أتمنى النجاح لكل لاعبي منتخب الجزائر وأدعو لهم بالنجاح جميعا، وابني دائما أدعو له بالخير في صلاتي حتى يكتب الله له النجاح. هل ستحضري المباريات؟ نعم كل المباريات ولن أضيع مباراة”، معربة عن أملها أن تكون البداية موفقة بالفوز على المنتخب السوداني في اللقاء الافتتاحي لمباريات المجموعة الخامسة التي تضم كذلك بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية.
وعندما طُلب منها توجيه رسالة خاصة لنجلها قبل مشاركته في البطولة الأفريقية التي تأتي بالتزامن مع احتفاله باستقبال ابنه الأصغر بعد ما كان يُلقب بـ”أبو الثلاث بنات”، قالت: “أتمنى لك النجاح ولكل زملائك في منتخب الجزائر. حفظك الله وسترك، وأنا سعيدة جدا (باستقبال الحفيد الأول) وإن شاء الله يخلف والده في كرة القدم ومع منتخب الجزائر”.
وفي نفس الوقت، كان محرز يُجيب على أسئلة الصحافيين على هامش مواجهة السودان، منها سؤال حول مشاعره بالمشاركة في بطولة أفريقيا التي تقام في بلد والدته، فأجاب ضاحكا: “هذا سؤال ذكي. استقبلنا المغاربة بحفاوة بالغة، ونحن سعداء للغاية للتواجد في المغرب، أما كون والدي جزائريا، ووالدتي مغربية، فهذا موضوع آخر، ولكن كما قلت نحن سعداء لتواجدها هنا للمشاركة في البطولة، سنبذل قصارى جهدنا لتحقيق إنجاز عظيم، هذا هو الأمر الأكثر أهمية”.
ومعروف أن نجم مانشستر سيتي سابقا وأهلي جدة حاليا، يرتبط بعلاقة استثنائية مع والدته، وذلك باعترافه في العديد من المقابلات الصحافية السابقة، ومن خلال مواقفه الإنسانية مع الوالدة في المناسبات الخاصة جدا في مسيرته الاحترافية، على غرار إصراره على تواجدها معه لحظة التقاط صور التوقيع على عقد تحقيق الأحلام مع المان سيتي في عام 2018، وقبلها اصطحبها أمام وسائل الإعلام العالمية في احتفاله بالتتويج بلقب البريميرليغ مع ليستر سيتي، والأهم في مباراته الأخيرة مع السيتي التي ختمها بالفوز بكأس دوري أبطال أوروبا، معتقدا أن يقدمه ما هو إلا جزء بسيط من الديون القديمة، منها أول 160 يورو احتاجها لتوفير تكاليف سفره لإجراء اختبارات في نادي كامبير شمال غرب فرنسا عام 2009، في وقت كانت تعمل فيه بمهنة التنظيف بعد انفصالها عن والده الذي توفي لاحقا.

تعليقات الزوار
لا تعليقات