زارت الإعلامية والمذيعة المعروفة بقناة “الجزيرة” خديجة بن قنة، مواطنتها المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد التي ارتبط اسمها بالكفاح الجزائري ضد الإحتلال الفرنسي، في النصف الثاني من القرن الماضي وأطلق عليها لقب “أيقونة الثورة الجزائرية”.

ونشرت خديجة بن قنة تغريدة على حسابها بمنصة “إكس“، أشادت فيها بجميلة بوحيرد واصفة إياها بأنها “قطعة فاخرة من الزمن وأيقونة الثورة والثوار”.

لكن الصورة التي ظهرت فيها من داخل منزل بوحيرد عرضتها لانتقادات حادة أيضا من قبل البعض، وخاصة النشطاء السوريين بسبب تأييد جميلة لنظام بشار الأسد وجرائمه.

وتابعت إعلامية “الجزيرة” كاشفة عن لقائها مع جميلة بوحيرد: “ثلاث ُساعات من العمر تساوي العمرَ كلّه برفقة أيقونة الكفاح والنضال التي استقبلت حكمَ الإعدام بضحكة دوّت في قاعة المحكمة عندما تلا رئيس المحكمة أمامها خمسة أحكام تبدأ بالسَجن عشرين عاما وتنتهي بالإعدام شنقا بالمقصلة”.

 

وتابعت بن قنة:”غزة حاضرة في البدايات والنهايات، فقد رأيتها في عيون جميلة جميلات الثورة عندما سقطت دمعة تختزل ألماً عميقا بداخلها.”

وختمت: “انتهى لقاؤنا برسالةٍ منها لأهلنا في غزة وفلسطين: لا زوال لأي احتلالٍ إلا بالقتال”.

ملهمة السوريين التي انتكست

وكانت “جميلة بوحيرد” قبل فترة البعث ملهمة للملايين من السوريين وبمثابة أيقونة للكفاح والنضال من أجل التحرر العربي ولكنها مع بدء توحش نظام الأسد وقتله لمئات الألوف من السوريين انحازت لهذا النظام، وأعلنت تأييدها له في حالة غياب ذهني ووجداني عما يحصل من مجازر وقتل وتشريد مارستها قوات النظام في طول البلاد وعرضها.

وفي أوج مأساة الشعب السوري ومعاناته من ديكتاتورية الأسد زارت جميلة بوحيرد دمشق المحتلة، وصافحت المجرم بشار الأسد وتم تقليدها ما سُمي بـ “وسام الاستحقاق السوري”!!

مما جعل صورتها تنتكس في ذاكرة ووجدان السوريين الذين كانوا يتغنون بقصيدة الشاعر” محمد الفيتوري” عنها وكانت مقررة في منهاج المرحلة الثانوية.

وسبق أن أشار الإعلامي السوري ” ماهر شرف الدين ” إلى أنه كان من الممكن تبرير ما فعلته بوحيرد في سنة 2009، بعد لقائها مع القاتل بشار الأسد من خلال محاكمة فهمها السياسي السطحي لواقع الاستبداد في سوريا، معطوفاً على الدور الأسود لبعض الإعلام العربي الشعبوي الذي كان قد رفع مَنْ هو على شاكلة بشار الأسد إلى مرتبة “الرئيس المقاوم”.

وتابع موضحا:”لكن مع اندلاع الثورات العربية، وانفضاح مستوى التوحُّش الذي مارسه نظام الأسد ضدَّ شعبه، لم يعد ممكناً تبرير موقف بوحيرد التي استمرَّت في تأييد الأسد، بل وأضافت إلى ذلك “فضيلة” أخرى ألا وهي تأييد الدكتاتور عبد الفتَّاح السيسي في مصر!”

ذاكرة السوريين

وقوبلت صورة خديجة بن قنة مع جميلة بوحيرد وإشادتها المبالغ فيها بتاريخها ردود وتعليقات انتقادية على موقع”إكس” –تويتر سابقاً- حيث علقت “شيرين”: “جميلة بوحيرد دعمت الأسد وأيدته في قتل الثُوار، وأشادت بـ جهوده في قتل الأطفال بـ البراميل وإبادة الشعب بـ الكيماوي”.

واستدركت:”عُذراً فـ إسمك تمت إزالته من ذاكرتنا قبل أن يزيلوه ثُوار سوريا من على أحد المدارس ووضعوا اسم الشهيدة البطلة سُعاد الكياري” حذاء الشهيدة بـ مليون جميلة بوحيرد.

وعقب “أحمد منصور” مخاطباً خديجة بن قنة:”للأسف لقد لوثت نفسك بالوقوف بجانب هذه الأفاكة جميلة بوحيرد التي انقلبت على نفسها وأصبحت مع الجلاد والمجرم والسفاح ولم تأبه للملايين من ضحاياه الأبرياء والبريئات”

وقال “نزار”:” الفرنسي المحتل في الجزائر أرحم ألف مرة من نظام الأسد ومع ذلك وقفت المذكورة في صفه لم تعد جميلة ولا بوحيرد”.

 

وفي ذات السياق علق “غسان ياسين” موجهاً كلامه لخديجة بن قنة: “طبعا أكيد حكتلك عن إعجابها بالأسد الكيماوي وانبهارها بصور المعتقلين المسربة من مسالخه”.