لا تزال قضية الصحفي الرياضي الفرنسي كريستوف غليز، تلقي بظلالها الثقيلة على العلاقات الفرنسية - الجزائرية، بعدما أصدرت محكمة في تيزي وزو بالجزائر، في وقت سابق، حكما قاسيا بسجنه سبع سنوات، في خطوة وُصفت من قبل أسرته ومنظمات دولية بأنها غير مبررة وقاسية.
ووفق ما أفاد به والدا الصحفي كريستوف غيليز، فقد سمحت السلطات الجزائرية مؤخرا، لهما، بزيارته مرتين داخل المؤسسة العقابية بتيزي وزو، خلال الفترة الممتدة بين 11 و22 غشت، حيث عبّرا عن "استيائهما العميق" من عزله التام عن العالم الخارجي ومعاملته كضحية جانبية لتوتر سياسي لا علاقة له بعمله الصحفي، رغم محاولتها طمأنة الرأي العام بكونه في "ظروف صحية جيدة".
وقالت والدته سيلفي غودار، في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية من باريس، إن ابنها حتى لو بدا متماسكا ومعنوياته مرتفعة، فإنه يشعر بعزلة خانقة وانفصال كامل عن محيطه، مشيرة إلى أن اللقاء الأول معها كان صادما من حيث مظهره، بعدما وجدته حليق الرأس، وهو ما لم تعهده من قبل.
وأضافت والدة غيليز، أن كريستوف يحاول الحفاظ على صلابته من خلال ممارسة الرياضة بانتظام، داخل السجن، لكن ما زاد من مرارتها أن وقت الزيارة لم يتجاوز نصف ساعة، قضته في إيصال رسائل العائلة والأصدقاء ولجنة التعبئة التي أطلقتها منظمة مراسلون بلا حدود للمطالبة بالإفراج عنه.
أما والده فرانسيس غودار، فقد اعتبر أن الاتهامات الموجهة لابنه عبثية ومبالغ فيها إلى درجة يصعب تفسيرها، مشيرا إلى أنها انعكاس مباشر للأزمة السياسية الراهنة بين باريس والجزائر، حيث أكد أن كريستوف لا يجب أن يُستعمل كورقة ضغط أو أداة لتصفية الحسابات قائلا : "كريستوف بات رهينة لصراع دبلوماسي لا ناقة له فيه ولا جمل".
واعتُقل الصحفي الفرنسي كريستوف غيليز في 28 ماي 2024 أثناء تغطيته لأنشطة نادي شبيبة القبائل، حيث وُجّهت إليه تهم وُصفت بالثقيلة من قبيل "الترويج للإرهاب" وحيازة منشورات تعتبرها السلطات الجزائرية "مضرة بالمصلحة الوطنية".
غير أن هذه المتابعات لقيت رفضا واسعا داخل فرنسا وأثارت انتقادات قوية من منظمات حقوقية دولية، التي اعتبرت أن الأمر يدخل في خانة التضييق على حرية الصحافة، ينضاف إليه قضية اعتقال الكاتب بوعلام صنصال، الذي جعل التوتر بين الجزائر وباريس يتفاقم إلى مستويات غير مسبوقة، وصلت حد القطيعة الدبلوماسية شبه التامة بين البلدين.
تعليقات الزوار
لا تعليقات