أخبار عاجلة

الأمم المتحدة: معظم سكان غزة يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي

في الإحاطة اليومية للأمم المتحدة، حذّر المتحدث باسم الأمين العام، ستيفان دوجاريك من خطورة الوضع المتوقع أن يزداد في قطاع غزة بسبب سوء الأوضاع الجوية. وأبرز دوجاريك نتائج أحدث تقرير من برنامج التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، موضحًا أن حوالي 1.6 مليون شخص في غزة يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف أبريل/ نيسان من العام المقبل.

وتشمل هذه الفئة نحو 100 ألف شخص معرّضين للجوع الكارثي (المرحلة الخامسة من التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي IPC)، وأكثر من 570 ألف شخص يواجهون مستويات الطوارئ (المرحلة الرابعة). كما سيحتاج أكثر من 100 ألف طفل دون الخامسة و37 ألف امرأة حامل أو مرضعة إلى علاج لسوء التغذية الحاد.

وأكد التقرير أن لا طفل في غزة يحقق الحدّ الأدنى لمعايير تنوع الغذاء، فيما يعاني ثلثا الأطفال من فقر غذائي شديد، وأن الشتاء والأمراض المرتبطة به، إلى جانب سوء النظافة والوصول المحدود إلى الأغذية المتنوعة، يزيد من التعرّض لسوء التغذية.

وأشار دوجاريك إلى جهود الأمم المتحدة المستمرة، والتي تشمل توزيع أكثر من 1.5 مليون وجبة ساخنة يوميًا، ودعم المخابز، وإعادة تأهيل المستشفيات، وتطعيم الأطفال، وإزالة الركام، وترميم شبكات المياه، وتوفير خيام، وملابس، وغطاءات. لكنه شدد على أن هذه الجهود تبقى هشة أمام حجم الاحتياجات المتزايد، وأن استمرار هدنة دائمة يمثل الحلّ الوحيد لضمان استقرار الوضع الإنساني.

وقال دوجاريك ردّا على سؤال “القدس العربي” عن مدى تأثير الظروف الميدانية الحالية في غزة – من فيضانات، وبرد شديد، وخيام غير متينة – على مؤشرات التنمية المستدامة في غزة (SDGs)، التي تشمل الصحة والتعليم والغذاء وحقوق الإنسان والبنية التحتية والخدمات الأساسية والكيفية التي تأخذ بها الأمم المتحدة هذه الانتكاسات المتكررة بعين الاعتبار ضمن تخطيطها طويل الأمد لتحقيق هذه الأهداف في غزة، قال دوجاريك إن الأمين العام شدد على خطورة هذه الظروف، موضحًا أن نحو 1.6 مليون شخص، أي أكثر من 75% من سكان غزة، ما زالوا يواجهون مستويات شديدة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية الحاد، مع توقع تفاقم الوضع بفعل العواصف الشتوية التي تؤثر على المستشفيات والمخابز وشبكات المياه والصرف الصحي.

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تعمل على تقديم وجبات ساخنة يوميًا، ودعم إعادة تأهيل المستشفيات، وتوزيع الخيام والبطانيات والملابس، إلا أن حجم الحاجة يتجاوز قدرة الإمداد الحالية، ما يجعل استمرار هدنة مستقرة الحلّ الوحيد لتحقيق استقرار مستدام.

وتابعت “القدس العربي” بسؤال استند إلى شهادات ميدانية وتقارير مصوّرة تظهر آباءً يقضون الليل واقفين مع أطفالهم داخل خيام غمرتها مياه ملوثة، وأطفالًا بملابس مبللة من دون أي ملابس بديلة، في ظل خيام غير صالحة لمواجهة الفيضانات والعواصف.

ونقلت الصحيفة شهادة أحد الآباء الذي قال إنه يقضي الليل داخل خيمة مغمورة بالمياه القذرة مع أطفاله، متسائلًا: “إذا كنتُ أنا كشخص بالغ لا أستطيع تحمّل هذه الظروف، فكيف يمكن لأطفالي أن يتحمّلونها”، “فهل هناك خطط أممية للانتقال من الخيام الحالية إلى مساكن أكثر متانة، مثل الوحدات السكنية المتنقلة”، فردّ المتحدث الأممي بأن الأمم المتحدة تبذل جهودًا متواصلة لإدخال الملابس الشتوية وتوفير المأوى، غير أن الكميات المتاحة من الخيام ومواد الإيواء لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات الفعلية.

وأضاف أن الانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار وبناء مساكن أكثر متانة يظل هدفًا قائمًا، لكنه غير ممكن في الوقت الراهن. وعند سؤال “القدس العربي” عن طبيعة العوائق، أوضح دوجاريك أن القيود المفروضة على إدخال المساعدات تشكّل عاملًا رئيسيًا يحدّ من القدرة على الاستجابة بالحجم المطلوب.

وحول ما إذا كانت هناك أي زيادة ملحوظة في دخول مواد الإيواء المؤقتة إلى غزة خلال الأسبوع الماضي، في ظل الأمطار والبرد، أوضح دوجاريك أنه لا توجد بيانات دقيقة متوفرة حاليًا، وينبغي الرجوع إلى الموقع الرسمي للأمم المتحدة لمزيد من التفاصيل، مؤكدًا استمرار التحديات على الأرض بسبب القيود اللوجستية والقيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات