أخبار عاجلة

زهرة ظريف بيطاط تدعم فرضية اغتيال الرئيس بومدين وتكشف أسرارا سفير دولة كبيرة

قالت المجاهدة في الثورة الجزائرية، زهرة ضريف وزوجة رئيس البرلمان الجزائري الأسبق رابح بيطاط نهاية السبعينات، إن الرئيس الراحل هواري بومدين لم يمت ميتة طبيعية وإنما “قُتل” بعد أن زُرع بداخله مرض نادر.

وأوضحت ضريف وهي من أبرز سيدات الثورة اللاتي مازلن على قيد الحياة، في شهادة لها على قناة “وان تي في” الجزائرية مع الصحافي خالد درارني، أنها ما تزال تحتفظ في ذاكرتها بمشهد ندوة صحافية من إحدى الزيارات الرسمية التي قام بها بومدين إلى الشرق الأوسط، وتحديداً إلى دمشق.

وروت قائلة: «لم أنسَ أبداً. كان يلقي كلمته مساءً تحت الأضواء، وفجأة انبعث ضوء قوي من فلاش ووجّه نحوه مباشرة». وأضافت: «أنا متأكدة أن المرض زرع فيه بهذه الطريقة، لأنه كان رجلاً لا يشرب ولا يسرف، يعيش ببساطة، يقتات بـ”الكسرة” (خبز تقليدي جزائري) و”اللبن”.

وفي حديثها عن السياق السياسي الذي صاحب وفاته، ذكّرت زهرة ضريف بالدور البارز الذي لعبه بومدين على الساحة الدولية، خاصة في الأمم المتحدة عام 1974 عندما قدّم برنامجه لإنشاء نظام اقتصادي عالمي جديد، مشيرة إلى أنه “كان من مصلحة الكثيرين قتله”.

وكشفت المجاهدة وعضو مجلس الأمة سابقا، عن تفصيل آخر ذكرت أنها ترويه لأول مرة يدعم فرضية الاغتيال، مشيرة إلى أن “مسؤولاً جزائرياً رسمياً التقى آنذاك سفير دولة كبرى، فأبلغه هذا الأخير بأن قراراً باغتيال بومدين قد اتُّخذ من قبل بعض الدول”، مؤكداً له أن المعلومة مؤكدة “بعد تدقيقها”. وأضافت: «السفير أخطر المسؤول الجزائري سراً قائلاً: نحن نبلغكم، والآن عليكم أن تتخذوا الإجراءات”.

وتعد زهرة ظريف بيطاط واحدة من أبرز الوجوه النسوية في تاريخ الجزائر المعاصر، إذ انخرطت في صفوف الثورة التحريرية وهي في ريعان شبابها، وشاركت في العمل الفدائي داخل العاصمة واشتهرت بعملية “ميلك البار” التي فجرت فيها قنبلة في مقهى يرتاده المعمرون، قبل أن تُعتقل وتُسجن لعدة سنوات. بعد الاستقلال، ارتبط اسمها بالمجاهد رابح بيطاط، أحد القادة التاريخيين للثورة ورئيس المجلس الشعبي الوطني، والذي تولى الرئاسة الانتقالية بعد وفاة بومدين قبل أن يتم تعيين الشاذلي بن جديد رئيسا للجمهورية.

ورغم مرور نحو 47 سنة عن رحيل بومدين، إلا أن وفاته ظلت محفورة في ذاكرة الجزائريين وتطرح في كل مرة أسئلة متجددة حول فرضيات الاغتيال أو التسميم، خاصة أن الرجل أصيب باضطراب دموي نادر يُعرف باسم «مرض والدنستروم» أو «ووالدنستروم ماكروغلوبولينيميا»، خضع خلاله لعلاجات في موسكو قبل أن يدخل في غيبوبة طويلة تنتهي بوفاته في نهاية كانون الأول/ديسمبر 1978.

ومع أن الموقف الرسمي لم يدعم يوما فرضية الاغتيال، إلا أن عدة روايات بديلة ترى أن وفاة بومدين لم تكن طبيعية، وأنها قد تكون ناجمة عن تسميم متعمّد أثناء رحلة خارجية أو أثناء العودة إلى الجزائر. وتشير عدة مصادر إلى أن أعراض المرض المفاجئة ظهرت على الرئيس بعد زياراته إلى دول عربية في أيلول/سبتمبر 1978.

واللافت أن صدمة وفاة بومدين بتلك الطريقة، لا تزال حاضرة إلى اليوم في المشهد الجزائري. وقد تجلت مؤخرا في وسم واسع الانتشار دعا الرئيس الجزائري الحالي عبد المجيد تبون إلى عدم حضور القمة العربية ببغداد، باستحضار حادثة وفاة بومدين التي كانت بعد جولة للمنطقة ذاتها.

ويعود تعلق كثير من الجزائريين بفترة حكم هواري بومدين الذي صعد إلى الحكم سنة 1965 بعد الإطاحة بالرئيس أحمد بن بلة، إلى شعور عام بأن تلك المرحلة مثّلت مرحلة بناء الدولة الوطنية بعد الاستقلال، حيث ارتبط اسمه بمشاريع كبرى في الصناعة والزراعة والتعليم، وبسياسات اجتماعية وفّرت مجانية الصحة والتعليم وفتحت آفاقاً واسعة للترقية الاجتماعية، حيث كان يُنظر إلى تلك المشاريع، باعتبارها خطوة عملية نحو تثبيت استقلال الجزائر اقتصادياً وسياسياً.

كما ارتبط شخص بومدين في المخيال الجماعي بصورة الزعيم القوي الحازم الذي فرض هيبة الدولة داخلياً، وسعى إلى تجسيد سيادة الجزائر خارجياً. كذلك لعبت مواقفه في السياسة الخارجية، خاصة دعمه لحركات التحرر في إفريقيا وفلسطين ومناصرته للقضايا العادلة في العالم الثالث، دوراً مهماً في ترسيخ صورته كرمز وطني يتجاوز حدود الجزائر.

ومع ذلك، هناك من ينتقد بشدة تلك الفترة، باعتبارها كرست حكم الزعيم الأوحد والحزب الواحد، ومنعت من المعارضين من التعبير والنشاط وشهدت الكثير من الاعتقالات والقمع، ناهيك عن أنها فرضت نموذجا اشتراكيا صارما عطّل حركية الاقتصاد ومنعه من التطور وجعل الجزائر دولة تعتمد بشكل شبه كامل على الريع النفطي في مداخيلها، وفق ما يقول معارضو بومدين.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

عبدالرحيم

مات ميتة الكلاب الضالة

بوخروبة مات بسبب لعنة المغاربة الذين ظلمهم يوم عيد الاضحى ويتم ابنائهم ورمل نسائهم وشرد رجالهم . دعوة لمظلوم ليس ببينها ةبين الله حجاب . ويوم القيامة تلتقي الخصوم .

أحمد العربى

الجزائر بقعة للغدر والخيانة

بوخروبة الملقب بالهواري بومدين لم يكن سوى ( السامري ) الدى مسخ البشر والحجر وهو عميل الاستعمار الغربى فعندما اخدته العزة بالاثم كان الجزاء من جنس العمل ،وبئس المصير // بعد قرون من الاحتلال ثم انشاء مزرعة للخنازير تحت اسم الجزائر ، ولازالت تقوم مقام حصان طروادة لكل زمان ومكان بسبب القابلة لذل واستكانة ...!