أخبار عاجلة

ظهور زوجة سعيّد للعلن يُحيي لدى التونسيين عقدة "ليلى الطرابلسي زوجة بن علي"

 أثار ظهور القاضية إشراف شبيل زوجة الرئيس التونسي قيس سعيد جدلا واسعا بين التونسيين استغله خصوم سعيد لاتهامه بالسعي لإقحام زوجته في نشاطات الدولة الرسمية على غرار ما كان يفعل الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي حين تصدرت حرمه ليلى الطرابلسي (بن علي) وأفراد من عائلتها جزءا من المشهد السياسي للبلاد.
وألقت شبيل السبت، كلمة بمناسبة احتفال تونس بعيد المرأة ، قالت فيها إنه "يحق لتونس أن تفتخر بالإنجازات التي ضمّنها دستور الجمهورية الجديدة في إطار رؤية متكاملة بتكريس حقوق الإنسان في أنبل معانيها". 
وأضافت أن "تونس هي أول دولة عربية تتولى فيها امرأة منصب رئاسة الحكومة"، في إشارة إلى نجلاء بودن التي تولت مهام منصبها في أكتوبر الماضي.

ويراقب التونسيون بحذر تحركات زوجة الرئيس حاملين معهم إرث عقود طويلة تدخلت خلالها زوجات الرؤساء السابقين في الشأن العام.
ولا ينزعج التونسيون من مجرد مشاركة "سيدة تونس الأولى" في الشأن العام بقدر ما ينزعجون من ارتباط تلك المشاركة بالانحراف بالسلطة وتغليب ممارسات المحسوبية والولاء لزوجة الرئيس، لتصبح المعايير الرئيسية في التعيينات الرسمية والمناقصات الكبرى. 
وتباينت ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص ظهور زوجة سعيد بين معجب بأدائها وأناقتها وبين منتقد لإطلالتها.
وكتب رفيق بوشلاكة وزير الخارجية الأسبق وصهر رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي تدوينة انتقد فيها ظهور شبيل قائلا إن "ما ترتديه من ملابس وأكسسوارات تتجاوز قيمته 400 ألف دينار (120 ألف دولار) في وقت يعاني فيه الشعب التونسي من وضعية مالية بائسة".
وأضاف  "تستنسخ السيدة الأولى  شخصية ليلى بن علي شكلا ومضمونا،  فتنتصب خطيبة  في الوزراء والوجهاء، وتنقل القناة البنفسجية (يقصد التلفزيون التونسي) كلمتها السحرية المليئة بالحكم والدرر النادرة  على الهواء مباشرة".
ورد عليه عدد من النشطاء بتذكيره بأنه "لو لم يكن زوج ابنة الغنوشي لما حظي يوما بمنصب وزير الخارجية".

وعاش التونسيون خلال عقود مضت قبل الثورة وبعدها تجارب مريرة تتعلق بسطوة عائلات الرئيس على الحكم وتدخل الأقارب في مقاليد الرئاسة، بدءا من عائلة الحبيب بورقيبة مرورا بعائلة زين العابدين بن علي وأصهاره ووصولا إلى عائلة الباجي قائد السبسي.
وتمتعت وسيلة بن عمار زوجة بورقيبة، الملقبة بـ"الماجدة" بسطوة كبيرة في الحكومة والرئاسة، فكانت تعين وتعزل المسؤولين وتقرر باسم الرئيس، خاصة في سنوات بورقيبة الأخيرة في الحكم عندما استفحل به المرض وطالت شيخوخته.
وتكررت تجربة وسيلة مع زوجة بن علي وعائلتها، الذين أحكموا سيطرتهم على مؤسسات الحكم، وسيطروا على دواليب الاقتصاد وأنشؤوا حولهم بطانة فاسدة.
ويُتهم الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بالعمل على تثبيت حكم ابنه حافظ وفرض وصايته على الدولة ومؤسساتها.
ورغم أن العديد من المتابعين يرون أن ظهور زوجة الرئيس في المناسبات الرسمية أمر عادي ويحصل في عدة تجارب ديمقراطية، إلا أن عقدة الماضي ومقارنة إشراف شبيل بليلى بن علي يثير الكثير من الشجون في نفوس التونسيين ولا تخدم المقارنة سعيّد وحرمه في السياق الراهن.
وهذه ليست المرة الأولى التي تثير فيها زوجة الرئيس التونسي الجدل. فقد حدث ذلك في يونيو الماضي عندما ظهرت إلى جانب سعيّد خلال الزيارة التي أداها إلى العاصمة البلجيكية بروكسيل للمشاركة في أشغال القمة الثانية تونس – الاتحاد الأوروبي.
غير أن إلقاءها كلمة بثها التلفزيون الرسمي بمناسبة عيد المرأة هو الذي سمح للمناوئين خاصة من قياديي حركة النهضة وأنصارها، بإسقاط صورة ليلى بن علي على شخصية إشراف شبيل والإيحاء للتونسيين بأن زوجة سعيد تسير على خطى زوجة بن علي التي أحكمت قبضتها على البلاد لسنوات طويلة.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات