أخبار عاجلة

القضاء الإسرائيلي يصنف المجاهد الفلسطيني على أرضه "إرهابي" والمستوطن الغاصب "بطل دولة"

ظاهراً، جميل أن تعترف محافل الأمن بأن جولة عمليات الأفراد الأخيرة كانت إخفاقاً عملياتياً. في عصف الخواطر (وشكراً للإعلام الذي اشتم الدم وجن جنونه) اتهمت محافل الشرطة والجيش جهاز “الشاباك”. لماذا وهو الجهاز الذي يتطلع إلى إحباط النوايا والتهديدات بنسبة 100 في المئة.

تصفية الخلية في جنين حسنت صورة “الشاباك”. فقد كانت النية، هكذا يخيل لي وفقاً لوصف الحدث– اعتقالهم أحياء كي تنتزع منهم معلومات تتعلق بإمكانات التنظيم، والشركاء وتشخيص مسار السلاح والذخيرة. يعربد مستوطنو التلال –عفواً السكان الشبان– على مدى السنين في قرى فلسطينية، يضربون، يفرضون الرعب، يخربون السيارات، الممتلكات، الكروم والبيوت – ولا شيء. عندما يتم التحقيق معهم ويصلون إلى المحاكم، يقفون أحياناً أمام قضاة رحماء أبناء رحماء، من نوع تعيينات شكيد وايفي نافيه، يمنحونهم مداعبة ويبقونهم على التلال، لأنهم أبطال الشعب. وماذا في ذلك؟ أفلا يأتي انتحاريون فلسطينيون غاضبون كي يقارنوا؟ وماذا في ذلك؟ ألن يخرج “الشاباك” مصمماً على فعل كل شيء كي يعتقلهم؟

من الصعب مطالبة المواطن المهموم في الشارع، ويتبين أنه غير قليل كهؤلاء، وأن يحسب برباطة جأش ميزان الغضب والتحريض والثأر مع عصف روح شخصي. أصعب من ذلك أن نطالب ذاك المواطن إياه أن يزن عناصر سياسية وأمنية وقومية. من يفترض به فعل هذا هم قادة أجهزة الأمن، بخاصة “الشاباك” والجيش الإسرائيلي. فهم ملزمون أن يفهموا بأن كل حدث يتشكل من عناصر كثيرة متفرعة قابلة للتفجر – من عناصر اجتماعية وحتى دينية، واقتصادية، وإنسانية وأخرى متعلقة بالعلاقات العامة؛ بمعنى المظهر ورد فعل الجمهور والعالم.

الشيخ جراح هو نوع من العبوات الناسفة المركبة التي تضم كل عناصر النزاع التي عددت آنفاً، وهي إمكانية كامنة لغضب متفجر. من ناحية رئيس “الشاباك” السابق، يورام كوهن: “لم يكن هناك شيء. كان هناك قرار بإخلاء أحد ما من البيت. لم يكن هناك عنف ولا قتل ولا ضم، ولم يكن هناك غزو ولا إحباط مركز”. يعد هذا قولاً أسوأ من التجاهل. دون الدخول في التفاصيل المعروفة، هذه برأيي دعاية يمينية صرفة تستند إلى تفسير إشكالي للقانون.

ولفهمي المحدود، لا يفترض برئيس “الشاباك” أن يحلل حدثاً فيه مؤشرات غضب كفيلة بأن تتفجر كإرهاب، فيما يمنح إسناداً دولياً لأحقية ادعاءات السكان المحليين. الاستنتاجات العملياتية التي يفترض برئيس “الشاباك” أن يستخلصها أن يعنى بمواضيع متفجرة في الميدان مثل أحداث الشيخ جراح وما يشبهها مما يحصل في الضفة كل يوم وساعة. وهذا يفترض أن يحصل حتى قبل حملة “كاسر الأمواج”، التي يفترض أن تهدئ الخواطر وتعزز الأمن الشخصي (ظاهرياً بالطبع). على فرض أن الحملة ستؤدي إلى بضعة أيام أو أسابيع من الهدوء (المؤقت بالطبع)، السؤال هو: ما الذي يفترض بالحكومة أن تفعله لتسوية تؤدي إلى هدوء يكون أكثر بقليل من الهدوء.
بقلم: ران أدليست

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات