عاد المدير الفني الأسبق لمنتخب الجزائر وحيد خليلوزيتش، بالذاكرة أكثر من عقد من الزمان ليروي بعض الكواليس والأسرار التي لم يُكشف عنها من قبل بشأن رهانه الكبير على ضم الثنائي رياض محرز وإسلام سليماني إلى صفوف منتخب محاربي الصحراء، وذلك قبل أن يحدث التحول الكبير في مسيرة الاثنين، من مجرد أسماء مغمورة في دوري القسم الأول الإنكليزي والدوري المحلي إلى اثنين من أهم أساطير الخضر في العصر الحديث.
واعترف المدرب البوسني في مقابلة أجراها مؤخرا مع الإعلامي الفرنسي الهوية / الجزائري الأصل إسماعيل بوعبدالله في البودكاست الشهير “كامبو”، أنه تعرض لانتقادات لاذعة من قبل وسائل الإعلام الجزائرية، بعد قراره الجريء بضم الشاب النحيف آنذاك رياض محرز، الذي كان يلعب في صفوف ليستر سيتي الناشط في دوري تشامبيون شيب، ونفس الأمر بالنسبة لسليماني، الذي كان يستهل مشواره الاحترافي مع شباب بلوزداد، لكن المدرب كان يثق في اختياراته وفي جودة اللاعبين وقدرتهما على تقديم الإضافة التي يحتاجها خط هجوم المنتخب.
وعن قصة اكتشاف نجم مانشستر سيتي السابق والأهلي السعودي حاليا، عندما كان لاعبا مغمورا في صفوف ثعالب “كينغ باور” قبل نهائيات كأس العالم البرازيل 2014، قال المدرب خليلوزيتش “أتذكر أنني سمعت عن لاعب شاب كان يلعب في دوري الدرجة الأولى في إنكلترا، تقريبا لم يكن أحد يعرفه، لكني كنت أراقبه عن كثب في مبارياته مع فريقه، وقد لاحظت أنه لا يفقد الكرة بسهولة، والأهم كان يتمتع بذكاء فني لا يُصدق بالرغم من مشاكله البدنية، كما أن هناك فئة كبيرة نصحتني بعدم ضمه إلى المنتخب، كونه وُلد في فرنسا وكان يُنظر إليه على أنه ليس جزائريا 100%، لكن اليوم نتحدث عن رياض محرز، الذي يعتبر من أفضل لاعبي العالم، وأنا فخور بذلك لأنني كنت أثق فيه منذ اللحظة الأولى”.
كما تذكر موجة الانتقادات الأخرى التي تعرض لها بعد رهانه على إسلام سليماني، الذي كان يُنظر إليه في الجزائر قبل عام 2012، على أنه مجرد مهاجم واعد وما زال أمامه الوقت لاكتساب ما يكفي من خبرات قبل الدفع به مع المنتخب الأول، وفي هذا الصدد قال “لقد اكتشفته بالصدفة وأنا أشاهد إحدى مباريات نادي شباب بلوزداد، وكنت في تلك الفترة أبحث عن مهاجم قوي قادر يتقن الكرات الفضائية وقادر على الفوز بالصراعات الثنائية، لكن الجماهير والإعلام وحتى رئيس اتحاد الكرة في تلك الفترة، لم يتقبلوا هذا القرار وتم توجيه عدة اتهامات شخصية لي من بينها تلقي أموال من قبل اللاعبين، لكني تمسكت برأيي الذي تبين أنه كان صائبا في نهاية المطاف”.
تجدر الإشارة إلى أن رياض محرز كان قد ظهر للمرة الأولى بقميص منتخب بلاده الجزائري في مباراة ودية ضد أرمينيا انتهت بفوز ثعالب الصحراء بنتيجة 3-1 في التحضيرات الأخيرة قبل خوض نهائيات كأس العالم 2014، والآن أصبح في سجله أكثر من 100 مباراة، خرج منها بـ33 هدفا، أما شريك رحلة النجاح إسلام سليماني، فسجل حضوره الدولي الأول في ودية أمام النيجر في مايو / أيار 2012، قبل أن يتحول إلى الهداف التاريخي للمنتخب برصيد 47 هدفا من مشاركته في 102 مباراة دولية.

تعليقات الزوار
لا تعليقات