أخبار عاجلة

الجزائر تؤكد دعمها لفلسطين وتندد بالتدخلات الأجنبية في إفريقيا

في اليوم السادس من المناقشة العامة للدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية الجزائري، أحمد عطاف، خطابا اليوم الإثنين، استعرض فيه الواقع الدولي المعقد والأزمات الإقليمية الملحّة، محذّرا من ضعف فعالية الأمم المتحدة وانتهاك مبادئها وقراراتها. وقال الوزير إن “منظمتنا عاجزة وصوتها مكمّم ومهمّش”، مؤكدا مسؤولية الدول الأعضاء في استعادة احترام القانون الدولي وتمكين الأمم المتحدة من استعادة دورها كقلب للنظام الدولي المبني على حكم القانون.

دعم فلسطين

تطرق الوزير إلى القضية الفلسطينية، مؤكدا أن عمرها من عمر الأمم المتحدة نفسها وجذرها القانوني في الميثاق الأممي، محذّرا من “أكبر تهديد تواجهه فلسطين اليوم، وهو التهديد بالمحو من خلال الضم والتهجير وخنق المؤسسات الشرعية، مما قد يقضي على حل الدولتين الذي كان إجماعا على القضية”. وشدد على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية “ليست خيارا، بل حق أصيل وضرورة لا منّة فيها”، داعيا إلى منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، ومجدّدا دعم الجزائر للجهود الرامية إلى إنهاء مأساة غزة كخطوة نحو التسوية النهائية للصراع الإسرائيلي- الفلسطيني.

الأزمة الليبية والساحل

تطرق عطاف إلى الأزمة الليبية، مشيرا إلى تعقّد الوضع بعد أربعة عشر عاما على اندلاع الأزمة وغياب الاهتمام الدولي، داعيا إلى إنهاء التدخلات الأجنبية لتمكين الليبيين من الوصول إلى توافق يؤدي إلى انتخابات حرة.

وبخصوص الوضع في الساحل، استنكر الوزير الهجمات الكلامية من المجلس العسكري في مالي ضد الجزائر، واصفا تصريحاتهم بأنها “قمة الدناءة والفجاجة”، وأضاف بالفرنسية موضحا معناها بالعربية: “عمق الخيانة والفظاظة والفجاجة التي بلغها هذا الشاعر الزائف لكنه متآمر حقيقي لا يعدو كونه كلاما فارغا. كلماته الدنيئة لا تستحق سوى الازدراء وتثير الاشمئزاز”. وأكد الوزير أن العلاقات التاريخية مع الشعب المالي ستظل قائمة، وأن الجزائر مستمرة في مد يدها للتعاون والصداقة.

إفريقيا والأمن الأورو- متوسطي

وأشار الوزير إلى حاجة القارة الإفريقية لإنهاء تهميشها في مراكز القرار الدولي ومنع تقليص مهام بعثات حفظ السلام، معتبرًا أن ذلك يضعف الأمن الجماعي، ومشدّدا على ضرورة استغلال فرص التكامل والتعاون بين الدول الإفريقية لتحقيق التنمية والاستقرار.

وفي الشأن الأورو- متوسطي، أكّد عطاف التزام الجزائر بالشراكة المتوازنة، مشيرًا إلى الحاجة إلى مقاربة شاملة للأمن والتنمية والهجرة غير النظامية، مع ضمان توازن العلاقات الاقتصادية بين دول الشمال والجنوب، وتعزيز الاستثمار ونقل التكنولوجيا وتوسيع آفاق الازدهار المشترك.

وختم عطاف كلمته بالإشارة إلى ولاية الجزائر كعضو غير دائم في مجلس الأمن خلال العامين الماضيين، مؤكدا أن بلاده سعت لترجمة مبادئ الميثاق الأممي إلى أفعال من خلال التنسيق مع الدول الإفريقية والعربية وشركاء آخرين، وأن غياب القدرة على معالجة بعض القضايا المصيرية في المجلس، بما فيها مأساة غزة، لم يُضعف صوت الضمير الدولي، مضيفا: “الضمير الدولي ما زال حيًّا ويقظا من خلال الأغلبية الساحقة للدول الأعضاء، ولذلك فإن الأمل ما زال قائماً لمستقبل أفضل للأمم المتحدة، وللمجتمع الدولي، وللإنسانية جمعاء”.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات