أثارت قناة عبرية جدلا واسعا في تونس بعد حديثها عن مفاوضات لنقل قادة حماس إلى تونس.
وزعمت قناة “آي 24 نيوز” العبرية في نسختها الفرنسية، وجود مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وتل أبيب من جهة، وطهران من جهة أخرى لنقل قادة حماس إلى تونس.
وقال ماتياس عنبار، المراسل العسكري للقناة: “نؤكد، وفقًا لمصادر غربية، أن هناك نقاشات للإسرائيليين والولايات المتحدة، مع دول ثالثة، بما في ذلك إيران، لإجبار كوادر حماس (الأكثر تطرفًا) في قطاع غزة والذين يريدون المغادرة بمفردهم، وإرسالهم إلى تونس. تماما كما حدث في عهد عرفات، مع فارق بسيط هو أن عناصر منظمة التحرير الفلسطينية في عهد عرفات لم يكونوا إسلاميين”، وفق تعبيره.
وأضاف: “تونس اليوم (رسميا وشعبيا) تتبنى القضية الفلسطينية، لكنها لا تتبنى بالضرورة قضية حماس. وهذا ما يسبب القلق لدى بعض الأطراف داخل الطبقة السياسية والشارع التونسي حول ما إذا كانت السلطات التونسية ستوافق على وساطة طهران لاستضافة عناصر حماس”.
وأثارت مزاعم عنبار جدلا سياسا في تونس، فبينما فند البعض هذه “الشائعات الكاذبة”، رحب آخرون باستضافة قيادات المقاومة الفلسطينية، في حين حذر طرف ثالث من قيام دولة الاحتلال باستهدافهم، وخاصة أن إسرائيل سبق ونفذت عدة عمليات اغتيال (نجح بعضها) ضد قيادات فلسطينية في تونس.
ودونت البرلمانية فاطمة المسدي: “بانتشار الإشاعات والمصادر المشبوهة، أقول لكم إن تونس ليست منفى لأحد، ولا نقبل أن تتحول بلادنا إلى ساحة لتفريغ البشر أو لإخفاء عناصر خطرين، قبل المساءلة، نطالب الحكومة بالحقيقة”.
ودون الناشط يوسف بالقاسم: “استقبال تونس لقيادة حماس هو خبر عار من الصحة. وهو يدخل ضمن الإشاعات التي يبدو أن الهدف منها التمهيد لاعتداء صهيوني على تونس”.
وأضاف: “مصر عرضت على كل قيادات المقاومة استضافتهم وحمايتهم، علما أن القاهرة تستضيف الآن زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، ووجهت مصر تحذيرا شديد اللهجة عبر الإدارة الأمريكية للكيان، بأن أي استهداف لأي جهة أو طرف على الأراضي المصرية ستكون له عواقب وخيمة”.
فيما ربط البعض المزاعم المتعلقة باستضافة قيادات حماس بزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ولقائه بالرئيس قيس سعيد ووزير الخارجية محمد علي النفطي، فيما لم تعلق السلطات التونسية حتى الآن على الشائعات المذكورة.
ودون الإعلامي زياد الهاني: “لست متأكدا من مدى صحة الخبر الذي روجته القناة العبرية. وننتظر من سلطات بلادنا تأكيد الخبر أو نفيه. لكن في كل الأحوال، فإن استقبال قادة المقاومة في تونس بعد منازلتهم التاريخية والبطولية مع العدو الصهيوني في قطاع غزة، شرف لبلادنا”.
واستدرك بالقول: “لكن تقع علينا مسؤولية توفير الإمكانيات اللازمة لحماية أرواحهم لأن العدو الذي يقاتلونه غدّار لا عهد ولا ذمة ولا ميثاق ولا أخلاق له. ولنا في جريمته الأخيرة واعتدائه على قطر بالتواطؤ مع حليفه الأمريكي الغدار عديم الذمة والميثاق مثله، عبرة ودليل. إلا إذا استقبلتهم تونس كمحطة أولى قبل تحويلهم إلى الجزائر الأقدر منا بما لها من إمكانيات عسكرية ضخمة ومتطورة على حمايتهم وضمان سلامتهم”.
ويأتي ذلك بعد أيام من تعرض سفينتين من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار على غزة إلى هجومين بمسيرتين يتوقع أنهما تابعتان لقوات الاحتلال، في ميناء سيدي بوسعيد (الضاحية الشمالية للعاصمة التونسية).
تعليقات الزوار
لا تعليقات