أخبار عاجلة

الموريتانيون مستمرون في الاحتجاج على ما تتعرض له غزة من تقتيل وتجويع

تتواصل في موريتانيا الفعاليات الشعبية والإغاثية نصرةً للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يواجه منذ أشهر حرب إبـادة وحصارًا خانقًا وتواطؤًا دوليًا مريبًا وصمتًا رسميًا عربيًا مؤلمًا.
ففي العاصمة نواكشوط، تابع نشطاء المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة، وأنصار القضية في الرباط الوطني الموريتاني لنصرة الشعب الفلسطيني، طيلة عطلة الأسبوع وقفاتهم الاحتجاجية.
وعُرضت خلال هذه الوقفات صور مأساوية لما يتعرض له المدنيون في غزة من قتل وتجويع، كما وجّه الخطباء انتقادات حادة لصمت المجتمع الدولي وتخاذل الحكومات العربية.
وتناوب على منصة المهرجانات الاحتجاجية عدد من الأئمة والخطباء والسياسيين والنشطاء، فألهبوا مشاعر الحاضرين بكلماتهم المنددة والمستنهضة.
وأكد الخطباء «أن ما يعيشه الشعب الفلسطيني في غزة اليوم هو أكبر كارثة إنسانية يشهدها العصر الحديث، حيث يواجه المدنيون حصارًا خانقًا ومجاعة ممنهجة وحرمانًا من أبسط مقومات الحياة، في ظل القصف المتواصل على المستشفيات والمدارس والمخيمات».
واعتبر المتحدثون «أن ما يجري هو عملية إبادة جماعية مكتملة الأركان، ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لكونها تستهدف الأطفال والنساء والشيوخ بشكل متعمد».
وشدد الأئمة على «أن صمت المجتمع الدولي «المتشدق بحقوق الإنسان» ليس سوى تواطؤ مكشوف مع آلة القتل الصهيونية»، مؤكدين «أن مجلس الأمن وهيئات الأمم المتحدة فقدت ما تبقى من مصداقيتها، حين عجزت عن وقف نزيف الدم أو حتى التنديد الصريح بجرائم الاحتلال».
كما وجه المتدخلون انتقادات لاذعة «لحكومات عربية وصفوها بأنها «تخلت عن فلسطين وارتضت لنفسها دور الشاهد الصامت أو الوسيط المتواطئ»، مطالبين «بقطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفراء الدول الداعمة لها».
وفي المقابل، ثمن بعض المتحدثين ما وصفوه بالتحول المتزايد في الرأي العام العالمي، لاسيما داخل المجتمعات الغربية، حيث بدأت الجامعات والنقابات ووسائل الإعلام الحرة ترفع صوتها ضد الجرائم الإسرائيلية، وتفضح زيف الدعاية الصهيونية.
وأكدوا أن هذا الوعي العالمي المتنامي يشكل رافعة قوية يجب استثمارها، لإظهار حقيقة الاحتلال بوصفه مشروعًا عنصريًا استيطانيًا يهدد السلم الدولي بأسره.
واختُتمت الكلمات بالدعاء للشهداء والجرحى والمعتقلين، وبالتأكيد على أن الشعب الموريتاني سيظل جزءًا من معركة الصمود والمقاومة، حاضرًا في ميادين الاحتجاج وفي قوافل الإغاثة حتى يتحقق النصر ويُرفع الحصار عن غزة.

وعلى خط الإسناد الميداني، يواصل الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني تنفيذ سلسلة من المشاريع الإغاثية داخل القطاع، شملت توزيع الخبز على آلاف الأسر النازحة، وتنفيذ مشروع الوجبات الجاهزة، الذي يستفيد منه يوميًا أكثر من 13 ألف نازح، وحفر بئر في دير البلح توفر الماء الصالح للشرب لقرابة 3 آلاف نازح، وبناء مطبخ في خان يونس لإعداد أكثر من 10 آلاف وجبة يوميًا، إضافة لإطلاق مشاريع مدرّة للدخل لفائدة ألفي أسرة نازحة، بينها الزراعة المنزلية».
وشملت الحملات الإغاثية الموريتانية كذلك تنفيذ مشروع السقاية الممول من موظفي جامع عبد الله بن ياسين، وكفالة 50 يتيماً من أبناء الشهداء العاملين في الكادر الطبي بغزة، بتمويل من نقابة الأطباء الأخصائيين.
كما شهدت الساحة الموريتانية مبادرات دعم متنوعة، بينها تبرع العلامة الشيخ إبراهيم محمد فضل الله بمهر كريمته لصالح غزة، ودعم سخي من مبادرة نساء أولاد بولفالي، ومبادرة مسومة التي تبرعت بـ 185 مليون أوقية قديمة، إضافة لمساهمات تعليمية من طلاب مركز الصفوة الذين جمعوا أكثر من مليون أوقية قديمة في حملتهم الأولى المنفذة تحت عنوان «إسناد».
وأعلن المنتدى الإسلامي الموريتاني عن تنفيذه لمشاريع إغاثية بتمويل من مبادرات طلابية وشعبية متعددة، تضمنت توزيع وجبات ساخنة وتسيير قوافل مياه الشرب في شمال غزة.
وفي سياق التعبئة المستمرة، دعا النائب المرتضى اطفيل، رئيس تنسيقية دعم فلسطين، خلال يوم مفتوح للتبرع، إلى تكثيف المشاركة الموريتانية في أسطول كسر الحصار، مؤكداً أن دعم غزة واجب ديني وأخلاقي وإنساني.
وتواصلت أمس في موريتانيا فعاليات اليوم الإعلامي المفتوح لدعم المشاركة الموريتانية في أسطول الصمود المغاربي، وهي مبادرة تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وتنظمها «منسقية الصمود الموريتانية» التي تأسست خصيصًا لتأطير الجهود الشعبية والرسمية وتعبئتها لإنجاح مشاركة موريتانيا في هذا الأسطول التضامني.
ويُبث اليوم الإعلامي بشكل مباشر على شاشة قناة الساحل، حيث توالى على المنصة عدد من الصحافيين والنواب والدعاة والحقوقيين، إلى جانب شخصيات بارزة من مختلف الأطياف السياسية والفكرية، مؤكدين جميعًا أن القضية الفلسطينية تمثل وجدان الموريتانيين، وأن دعم هذا الأسطول هو شكل عملي من أشكال نصرة غزة في مواجهة الحصار. وشدّد المتدخلون على أن هذه الحملة ليست مجرد نشاط رمزي، بل خطوة عملية لإيصال رسالة واضحة إلى العالم مفادها أن «قلوب وأيادي الموريتانيين مع غزة»، وأن كل مساهمة، مهما كانت بسيطة، تتحول إلى دواء يعبر الحصار، أو رغيف خبز يصل إلى بيت مهدّم، أو ابتسامة تُرسم على وجه طفل فلسطيني.
ويرى القائمون على المبادرة أن المشاركة الموريتانية في الأسطول تشكّل امتدادًا لتاريخ طويل من التضامن الشعبي مع قضايا الأمة، وتجسيدًا لصورة موريتانيا كأرضٍ للمروءة والنخوة، معتبرين أن «كل أوقية يتبرع بها المواطن اليوم قد تسبق ألف سفينة في صناعة الأمل، وتسهم في وصول رسالة الحرية من نواكشوط إلى شواطئ فلسطين».
وهكذا يواصل الموريتانيون، بمختلف أطيافهم وهيئاتهم الشعبية، التعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مواجهة آلة القتل والتجويع، من خلال الاحتجاجات الميدانية والعمل الإغاثي المباشر، والمشاركة المنتظرة في قوافل الصمود لكسر الحصار.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات