جري حاليا في مقر سفارة الجمهورية الجزائرية في المغرب أشغال ترميم، تشمل إصلاحات في الواجهة وإعادة طلاء الجدران وتنظيف الفضاءات الداخلية، ما جعل مراقبين محليين يتساءلون إن كان ذلك مؤشرا على قرب استئناف العلاقات بين البلدين، المقطوعة منذ 2021.
وأفاد موقع “الصحيفة” المغربي أن الأشغال تجري بوتيرة متسارعة، ورصدت حركة غير اعتيادية بمقر السفارة الجزائرية في العاصمة المغربية الرباط، “في مشهد يوحي بإعادة الروح لبناية دبلوماسية تحولت منذ سنوات إلى مقر مهجور عقب تسريح موظفي التمثيلية الجزائرية”.
ورغم غياب أي بلاغ رسمي من وزارة الخارجية الجزائرية بشأن طبيعة هذه الأشغال، فإن تحركا من هذا النوع ـ حسب استنتاج المصدر المذكور ـ “لا يمكن فصله عن سياقات سياسية دقيقة، خصوصا أن الجزائر ظلت منذ قرار قطع العلاقات سنة 2021، ترفض حتى مجرد إجراء إصلاحات جزئية على المبنى، ما يُعيد طرح السؤال حول ما إذا كانت الجزائر تُمهّد فعليًا لإعادة بعث قنوات التواصل الدبلوماسي مع الرباط، أم أن المسألة لا تتعدى “صيانة روتينية” لممتلكات الدولة المجاورة”.
وعزز الموقع المذكور تكهناته اعتمادًا على ما أسماه “إشارات رمزية ودبلوماسية متعددة”، منها استقبال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، للكاتب الجزائري رشيد بوجدرة، المعروف بدعمه للموقف المغربي في قضية الصحراء الغربية.
كما يتزامن هذا التحرك مع تصاعد دعم عدد من العواصم الأوروبية الوازنة لمبادرة “الحكم الذاتي” المغربية، ما جعل “الصحيفة” تتوقع “تليين الموقف الجزائري تجاه الرباط تحت ضغط المتغيرات الدولية، لا سيما بعد زيارة مبعوث الرئيس الأمريكي إلى شمال إفريقيا والشرق الأوسط، مسعد بولس، للجزائر ولقائه بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون”.
ومنذ قرار غلق سفارتها في الرباط، أبقت الجزائر على تمثيل قنصلي محدود يقتصر على قنصليتها العامة في مدينة الدار البيضاء.
وتأتي عملية ترميم السفارة الجزائرية في الرباط وما رافقها من مؤشرات تبدو إيجابية مع ما ورد في خطاب العاهل المغربي محمد السادس، بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد العرش، حيث قال “إن التزامنا الراسخ باليد الممدودة لأشقائنا في الجزائر، نابع من إيماننا بوحدة شعوبنا، وقدرتنا سويا، على تجاوز هذا الوضع المؤسف، كما نؤكد تمسكنا بالاتحاد المغاربي، واثقين بأنه لن يكون بدون انخراط المغرب والجزائر، مع باقي الدول الشقيقة”.
تعليقات الزوار
لا تعليقات