أخبار عاجلة

تقارير تُشكك في فعالية تحديث الجزائر لخردة دبابات T-62 في عصر "الدرونز"

أثار ظهور صور جديدة لدبابات "T-62" جزائرية تم تحديثها ببرج قتالي روسي من نوع "بيريجوك" (Berezhok)، موجة من الجدل بشأن جدوى هذا التحديث، في وقت تشهد فيه الحروب الحديثة تغيرات جذرية بفعل توسع استخدام الطائرات المسيّرة "الدرونز" من طراز "FPV" التي تهاجم الدبابات والمدرعات.

ووفق ما أورده موقع "ديفنس إكسبريس" المتخصص في الشؤون العسكرية، فإن لقطات حديثة تم تداولها نشرتها وزارة الدفاع الجزائرية، تُظهر ما يُعرف بـ"BMPT-62"، وهي مركبات مدرعة هجينة تم تطويرها محليا انطلاقا من دبابات "T-62" السوفياتية القديمة، عبر تزويدها ببرج قتالي روسي الصنع يُستخدم عادة في العربات الحديثة.

وحسب المصدر نفسه، نقلا عن وسائل إعلام روسية فإن هذه الخطوة تشير إلى توجه جزائري لـ"تحديث رخيص" لمخزون الدبابات المتقادمة بدلا من اقتناء مركبات جديدة باهظة التكلفة، إذ كانت الجزائر قد درست سابقا اقتناء مركبات BMPT الروسية المعروفة بـ"الترميناتور"، قبل أن تختار تطوير نسختها الخاصة محليا.

ولفت ذات المصدر، إلى أن هذه الدبابات كانت قد ظهرت للمرة الأولى في عرض عسكري صيف سنة 2022، حيث ظهر منها آنذاك نحو 12 مركبة، بينما تُظهر الصور الأخيرة الصادرة عن وزارة الدفاع الجزائرية ارتفاع العدد إلى ما لا يقل عن 16 مركبة حتى سنة 2024.

وأشار موقع "ديفنس إكسبريس" إلى أن محللين عسكريين يعتبرون أن هذا النوع من التحديثات قد لا يتماشى مع متطلبات ساحات القتال الحديثة، التي باتت تعتمد بشكل متزايد على الطائرات بدون طيار والذكاء الاصطناعي والمراقبة الدقيقة، ما يطرح تساؤلات حول فعالية الاعتماد على منصات مدرعة تعود إلى الحقبة السوفياتية.

وأضاف المصدر الإعلامي نفسه في هذا السياق، أنه لا يزال العدد الحقيقي لدبابات T-62 التي خضعت لهذا التحديث  في الجزائر غير معروف، إلا أن بعض التقديرات تشير إلى أن الجيش الجزائري يمتلك نحو 290 وحدة من هذه الدبابات، ما يفتح المجال أمام تحديثات أوسع مستقبلا في حال أثبتت النسخ المعدّلة كفاءتها العملياتية.

وبينما أشادت بعض المصادر الروسية بما وصفته بـ"النهج العملي" الذي اختارته الجزائر، حسب "ديفنس إكسبريس" إلى أن خبراء عسكريين يرون أن هذه الخطوة تعكس حاجة الجزائر إلى حلول مرحلية في ظل توازنات إقليمية دقيقة، لكنها تبقى غير كافية أمام تطور تكتيكات الحرب الحديثة.

ويأتي ذلك في وقت تُعيد فيه دول عدة في المنطقة النظر في استراتيجياتها العسكرية، وتسعى إلى تطوير منظومات دفاعية أكثر تكاملا في مواجهة التهديدات غير التقليدية، ما يجعل تحديث المنصات القديمة رهينا بمدى قدرتها على مواكبة الواقع الميداني الجديد.

ويُعتبر المغرب من بين أبرز الدول في المنطقة التي بدأت منذ حوالي عقد من الزمن عملية تحديث واسعة لترسانته العسكرية، عبر التركيز على الأسلحة المتطورة تكنولوجيا والتي تساير تطورات حروب الجيل الجديد.

اضف تليق

Leave this empty:

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات