أخبار عاجلة

جيلالي سفيان يدعو تبون لعدم الترشح للهردة الثانية

في موقف مفاجئ، دعا جيلالي سفيان، رئيس حزب جيل جديد في الجزائر، الرئيسَ عبد المجيد تبون لعدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، منتقدا بشدة حصيلته في مجال الحريات وتنشيط الاقتصاد، مع الاعتراف له بأنه قاد البلاد نحو الخروج من حالة شبه الانهيار الذي حدث في نهاية سنوات بوتفليقة وتسيير فترة وباء كوفيد.

ويأتي الطابع الفجائي بخصوص ما أدلى به جيلالي سفيان في حواره مع موقع “كل شيء عن الجزائر”، من كونه امتاز بموقف المدافع في الكثير من المرات عن الرئيس تبون في فترة ما بعد الحراك الشعبي، متخليا عن خطاب المعارضة الراديكالية الذي امتاز به في فترة الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.

وردا على سؤال حول اعتقاده إذا ما كان الرئيس تبون سيترشح لولاية ثانية، أجاب جيلالي سفيان بالقول: “آخر مرة رأيته فيها كانت في مايو 2022، لذا ليس لدي معلومات محدثة. ومع ذلك، من خلال آخر ظهور تلفزيوني له، بدا لي مصمما على البقاء في المناصب”. وأضاف: “بناء على تقرير وكالة الأنباء الجزائرية، يبدو أنه مصمم على تحقيق ما تبقى من برنامجه. هنا حيث يجب أن يبدأ النقاش الحقيقي. هل ستكون الجزائر أفضل مع هذه السياسة؟ في رأيي، يحتاج بلدنا إلى تغيير شامل في الأفكار”.

ووفق جيلالي سفيان “يجب أن نخرج بحزم من روح توزيع الريع. يجب أن نجعل البلد يعمل. الهيكل السياسي والإداري متصلب. لذا نحتاج إلى إصلاحات عميقة تكون ضرورية بقدر ما يظل البلد نسبيا مستقرا في الوقت الحالي”. ومع ذلك، يتابع: “يجب أن نوضح بخصوص هذا الأمر أن الاستقرار ليس الجمود، بل هو الديناميكية الصحية. لا يوجد شيء أكثر استقرارا ودواما مثل الموت. بينما الحياة هي العمل، والإبداع، والتطور، والتجديد. لنكون ثابتين، يجب أن نكون نشطين. إذا توقفت عن ركوب الدراجة، ستسقط مع دراجتك”.

وفي انتقاد مباشر لسياسة الرئيس تبون، قال جيلالي سفيان مستعيدا نبرته المعارضة: “العودة إلى سبعينات القرن الماضي، والاعتقاد بأن الولاة سيقومون بالتنمية، وأن الإدارة القوية ستقضي على الفساد، وأن صمت الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام سيسمح بتحريك الجزائريين لصالح السلطة، هو وهم. نفس الأسباب تؤدي إلى نفس النتائج”.

واسترسل قائلا: “السلطات الهائلة التي تمتلكها الإدارة في الاقتصاد لن تؤدي إلا إلى توتر في السوق، ونقص في السلع، ومضاربة، وفساد، واستغلال، وهروب لرؤوس الأموال، وتشتت عام”. وبحسب رئيس حزب جيل جديد، “لا يمكن أن تنشط الاقتصاد فحسب بحملات التفتيش ضد التجار، أو العقوبات الجنائية ضد المضاربين، أو اشتراط الموافقات والاستثناءات لأي عمل تجاري أو استثمار”.

وفي تقييمه لحال الاقتصاد وتأثيره على المجتمع، قال المتحدث إن “الأموال اليوم مجمدة، ويتم نقلها بشكل كبير إلى الخارج. بنوكنا لا تزال قديمة، والعملة الصعبة تُشترى في الشوارع تحت شرفات محكمة الجزائر (يقصد السوق الموازي للعملة في الجزائر العاصمة). وأضاف: “الأجيال الجديدة تهرب من البلاد ولم يتم تشكيل أي نخبة جادة. الرداءة تسود. ما نوع الجزائر التي سنبنيها بهذا الشكل؟”.

وعلى قدر ما كانت سياسة الرئيس، وفق جيلالي سفيان قد تناسبت في المرحلة الأولى مع احتياجات البلاد، فإن الظروف قد تغيرت الآن، ولا تسمح بنفس النهج. وتابع متسائلا: “هل يستطيع الرئيس أن يضع سياسة جديدة جريئة، مختلفة بالضرورة عن تلك التي اتبعها حتى الآن إذا تم تجديده لولاية ثانية؟ هل لديه الرغبة والطاقة والكفاءات والهندسة السياسية لذلك؟ الشك مسموح به”.

وأضاف: “بصراحة، أعتقد أنه قد قام بأفضل ما لديه خلال هذه الولاية الأولى وسيكون الجزائريون شاكرين له. لكن هناك احتمال كبير أن تتحول الولاية الثانية إلى فشل مؤلم سيكون على حد سواء مؤلما بالنسبة له وللبلاد. أدرك تبعات اتخاذ موقفي، لكن أعتقد أنه سيكون له الكثير للربح من التنازل عن الولاية الثانية”.

وفيما يشبه النداء للرئيس، ختم جيلالي سفيان قائلا: “لديه الوقت للتفكير والاستماع إلى الذين يتحدثون بصراحة وعدم الانجرار خلف المتزلفين. يمكنه أن ينجز عملية الانتقال بنجاح من خلال رعاية انتخابات رئاسية فيها منافسة. سيضع اسمه في تاريخ الجزائر. يجب أن يتأمل التحديات التي تنتظر البلاد وأن يستجوب ضميره حول أفضل خدمة يمكنه تقديمها للبلاد”.

ومع أن الرئيس تبون لم يعلن عن موقفه بعد من الترشح، إلا أن ثمة إشارات في تصريحاته تفيد بوجود رغبة في المواصلة. ويلقى الرئيس دعما واضحا من قيادة الجيش وفق ما يظهر في خطابات رئيس الاركان السعيد شنقريحة الذي دعا قبل أيام “كافة الوطنيين المخلصين للالتفاف حول المشروع النهضوي للجزائر الجديدة”، وفق ما أورده بيان لوزارة الدفاع الجزائرية.

وقبل ذلك، تحدثت افتتاحية مجلة الجيش في الجزائر، وهي لسان حال المؤسسة العسكرية، بنفس لغة الإشادة بحصيلة الرئيس تبون، وقالت إن ما تحقق في ظرف أربع سنوات من حكمه يبعث على الأمل ويدعو للاستمرار بخطى ثابتة وواثقة على النهج ذاته.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

غزاوي

مجرد تساؤل.

مجرد تساؤل. أروني بضاعتكم !!!؟؟؟ جاء في المقال ما نصه: "مع الاعتراف له بأنه قاد البلاد نحو الخروج من حالة شبه الانهيار الذي حدث في نهاية سنوات بوتفليقة وتسيير فترة وباء كوفيد." انتهى الاقتباس هذا وحده مبرر لإعادة ترشحه، والجزائريون الذين أصبحوا ينادونه بـ "عمي تبون" ليس اعتباطا، بل لحقيقة "الجزائر الجديدة" التي أصبحوا يعيشونها. الجزائر كادت أن تنهار رغم احتياطي صرف بـ 200 مليار دولار وبلوغ البترول 140 دولار للبرميل. أغلب المعارضين في الجزائر، مرعوبين من الانتخابات لأنه معارضو صالونات فقط بعيدة عن الشعب يساومون النظام للفوز ببعض الامتيازات والمناصب، فلا تكاد تجد فيهم من يستطيع أن يجمع 100 مواطن في قاعة واحدة. وأغلبهم عاجز حتى على جمع التوقيعات للترشح. سي سفيان جيلالي، إن أراد إزاحة تبون ما عليه إلا أن يترشح ويعرض بضاعته على الشعب. فكرة سي سفيان تسمى "النضال بالتمنيات"