دعت إيران الدول الاسلامية والعربية إلى التعاون لوقف ما أسمتها "جرائم" إسرائيل ضد غزة، فيما تسعى الجمهورية الإسلامية إلى الحشد ضد عدوها اللدود بتأجيج مشاعر العداء تجاه الدولة العبرية، في وقت حذرت فيه الولايات المتحدة طهران من السعي إلى توسيع نطاق الحرب التي أودت بحياة آلاف الفلسطينيين والإسرائيليين.
وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه "يجب على كافة الدول الإسلامية والعربية وجميع أحرار العالم وقف جرائم الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني من خلال التعاون الجاد" وفق ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية ''إرنا'' عن بيان رئاسي.
وأكد رئيسي أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحاول على هذا الأساس تحقيق هذا التعاون والتناغم على وجه السرعة عبر الاتصال مع رؤساء وقادة الدول الإسلامية".
وتحدث الرئيس الإيراني الأربعاء مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس السوري بشار الأسد. كما أوفد وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان إلى العراق الخميس وإلى لبنان الجمعة، بحسب وسائل إعلام إيرانية ولبنانية.
وعرضت طهران استضافة اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي من أجل تنسيق مواقف أعضائها البالغ عددهم 57 دولة.
ولم يتم الإعلان عن أي قرار بشأن هذا الاقتراح أو بشأن مبادرات ملموسة أخرى لدعم الفلسطينيين.
وتضفي الجمهورية الإسلامية تقليديا بعدا دينيا للدفاع عن القضية الفلسطينية التي أصبحت إحدى ركائز دبلوماسيتها منذ ثورة 1979، فيما تتوجه الأنظار إليها بسبب دعمها حركة حماس منذ أمد.
واتهم الرئيس الإيراني اليوم الخميس إسرائيل "بإسقاط القنابل على الشعب الأعزل" في غزة "لأنها لا تستطيع هزيمة المقاتلين الفلسطينيين".
وأضاف خلال كلمة ألقاها في شيراز (جنوب) أن "تصرفات النظام الصهيوني هذه ليست علامة انتصار، بل علامة هزيمة".
وخلال الاتصال الهاتفي مع الأسد أشار رئيسي إلى أن "الصهاينة اليوم فرضوا حصارا كاملا على قطاع غزة ولا يسمحون بوصول الادوية لاهالي القطاع ويحرمونهم من الماء والكهرباء في انتهاك لجميع المعاهدات الدولية"، متحدثا عن "إبادة أبناء الشعب الفلسطيني".
ونشرت الصحف الإيرانية الرسمية اليوم الخميس على صفحاتها الأولى صورا للدمار الذي سببه القصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي خلف أكثر من 1350 قتيلا. ولم تشر إلى ظروف مقتل أكثر من 1200 شخص في هجمات حماس في إسرائيل، بحسب السلطات الإسرائيلية التي قالت إن أغلب الضحايا من المدنيين.
وبعد ترحيبها بـ"نجاح" الهجوم الذي شنّه حماس السبت على إسرائيل، وهو الأكثر دموية منذ قيام الدولة العبرية قبل 75 عاما، تسعى طهران إلى حشد تعبئة دولية ضد القصف الإسرائيلي الانتقامي على غزة، فيما حذّرت دول غربية إيران منذ السبت من توسيع نطاق النزاع مع إسرائيل.
وصرّح الرئيس الأميركي جو بايدن الأربعاء "لقد أرسلت رسالة واضحة للإيرانيين مفادها: احذروا" في وقت تتخشى فيه واشنطن خصوصا فتح جبهة ثانية في شمال إسرائيل على الحدود مع لبنان، إذا قرر حزب الله حليف حماس والمدعوم من إيران، التدخل في النزاع.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، خلال مكالمته مع رئيسي، إن الرياض تتواصل "مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري".
وهذا الهدف يسعى إلى تحقيقه أيضا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي عرض الوساطة في النزاع وكذلك دول مثل مصر الحدودية مع قطاع غزة.
والثلاثاء نفى المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي ضلوع بلاده في هجوم حماس رغم تأكيده مجددا دعم الحركة الفلسطينية.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الخميس "لا نملك دليلا ملموسا حتى الآن على أن إيران قدّمت دعما ملموسا وعملياتيا لهذا الهجوم".
وأضاف "لكن من الواضح بالنسبة إلينا جميعا أنه من دون الدعم الإيراني على مدى السنوات الأخيرة الماضية، ما كانت حماس تمكّنت من شن هذه الهجمات غير المسبوقة على الأراضي الإسرائيلية".
تعليقات الزوار
لا تعليقات