نفت الحكومة الجزائرية، اليوم السبت، أن تكون أصدرت قرارات تستهدف تدريس اللغة الفرنسية في البلاد، بعد نشر وسائل إعلام فرنسية سلسلة مقالات حول ما وصفته حملة ضدها في مؤسسات تعليمية خاصة.
وجاء ذلك على لسان وزيري التربية الجزائري عبد الحكيم بلعابد والإتصال محمد لعقاب، في تصريحات لهما على هامش ندوة تقييمية حول سياسة التوظيف بالبلاد عقدت بالعاصمة.
وخلال الأيام الماضية، نشرت عدة وسائل إعلام فرنسية سلسلة مقالات تزعم وجود حملة ضد تعليم اللغة الفرنسية عبر المدارس الخاصة بالجزائر، بعد قرار من وزارة التعليم بمنع المناهج التعليمية بهذه اللغة الأجنبية.
وفي أول تعليق على القضية قال وزير التربية “نتأسف لهذه التصريحات، لأن مجموعة قليلة من المؤسسات الخاصة انخرطت في برنامج بيداغوجي أجنبي غير مرخص به ولما اطلعت الوزارة على هذه التجاوزات طلبت أصحاب هذه المؤسسات بالرجوع الى القانون وهو ما تم بالفعل”.
وشدد على أن “البرنامج التعليمي هو ثقافة وتاريخ وهوية وقيم مجتمع”، في إشارة إلى منع تدريس مناهج أجنبية في البلاد.
وأضاف “القضية أُعطيت أبعادا أخرى وقراءات خاطئة وكأننا نستهدف لغة أو مادة ولكن نحن نطبق القانون، والمقصود هو جعل هذه المؤسسات تعمل في إطار القانون.. لم نستهدف برنامجا أو لغة أجنبية ونحن نعمل على ترقية تدريس مختلف اللغات في بلادنا”.
من جهته قال محمد لعقاب وزير الاتصال (الاعلام) للصحفيين، خلال نفس المناسبة، إن الغاء البرامج المزدوجة في المدارس الخاصة هو إلغاء لبرامج أجنبية في مدارسنا، وهناك مدارس استغلت تراجع هيبة الدولة في السنوات الماضية لتدريس برامج أجنبية، لكن الدولة استرجعت اليوم هيبتها وألزمتها بتطبيق القانون.
وتحصي الجزائر 680 مدرسة تعليم خاصة تنشط إلى جانب عشرات الآلاف من المدارس الحكومية وكلها تخضع لنفس القانون الذي ينظم قطاع التعليم في البلاد ويفرض برنامجا تعليميا باللغة العربية وهي اللغة الرسمية الأولى في البلاد.
وظل وضع اللغة الفرنسية في الجزائر موضوعا جدليا في هذه المستعمرة الفرنسية السابقة، وسبق لوسائل إعلام فرنسية أن هاجمت العام الماضي إقرار تدريس الإنجليزية لأول مرة في المرحلة الابتدائية، إلى جانب اعتمادها لغة تدريس بالجامعات هذا العام في سابقة لم تحدث منذ استقلال البلاد عام 1962.
وسئل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون سابقا عن هذا الجدل فرد بأن: “الفرنسية هي غنيمة حرب ولكن الإنجليزية هي لغة التطور والعلم حاليا”.
وتقول تقارير للمنظمة العالمية للفرانكوفونية، إن ثلث سكان الجزائر (15 من بين 45 مليون نسمة) يتقنون الفرنسية وهي أرقام شكك فيها مراقبون محليون في ظل غياب إحصاءات رسمية بشأن ذلك في الجزائر.
الحكومة الجزائرية تنفي استهداف اللغة الفرنسية في قطاع التعليم

تعليقات الزوار
لا تعليقات