تلقت الرباط تباعا منذ الساعات الأولى لزلزال الحوز الذي قتل وأصيب فيه المئات، عروض مساعدة من مختلف دول العالم من تلك التي ترتبط بصالح مباشرة مع المملكة أو من غيرها التي لا مصالح لديها هناك، إلا أنها ترى في المغرب دولة سلم وأمن وتعايش وعامل استقرار إقليمي ودولي في منطقة مضطربة.
ويأتي ذلك بعد أن أبدت مختلف دول العالم وزعمائه أمس السبت تضامنا واسعا مع المغرب ملكا وشعبا وحكومة، فيما توالت برقيات التعازي والتضامن على العاهل المغربي الملك محمد السادس.
ومن فرنسا إلى الولايات المتحدة مرورا بإسرائيل، عرضت دول العالم مساعداتها للمغرب المتضرر من الزلزال المدمر الذي خلف ما لا يقل عن ألفي قتيل.
وأعلن نائب مستشار الأمن القومي الأميركي جون فاينر أن بلاده "أبلغت الحكومة المغربية بوضوح أنها مستعدة لتقديم مساعدة كبيرة"، مضيفا "لدينا فرق بحث وإنقاذ جاهزة للانتشار ومستعدون أيضا للإفراج عن أموال في الوقت المناسب لمساعدة الشعب المغربي على النهوض ومواجهة هذه المأساة المروعة".
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن من ضمن زعماء العالم الذين أبدوا تضامنهم مع المغرب منذ اليوم الأول للزلزال، مؤكدا أن بلاده جاهزة لتقديم المساعدات التي تحتاجها المملكة في مواجهة هذه المحنة وواصفا العاهل المغربي الملك محمد السادس بـ"الصديق".
وأعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تحدث عن "مأساة أثرت علينا جميعا"، أن باريس "حشدت كافة الفرق الفنية والأمنية لتتمكن من التدخل عندما ترى السلطات المغربية ذلك مفيدا".
وأشار إلى أن السلطات المغربية "تعرف بالتحديد ما يمكننا توفيره وطبيعته وتوقيت ذلك"، مؤكدا أنه "في اللحظة التي يتم طلب هذه المساعدة، سيتمّ إرسالها ونحن مستعدون لذلك".
وأكد أنه يعود للسلطات المغربية "أن تقرر بناء على تقييمها الميداني" لكي تعود المساعدة الفرنسية بالفائدة.
وتمر العلاقات المغربية الفرنسية بحالة من الفتور على خلفية التردد الفرنسي في الاعتراف بمغربية الصحراء وبسبب حملة فرنسية مغرضة معادية لمصالح المملكة في الاتحاد الأوروبي تقف وراءها دوائر رسمية تعمل على التشويش على تطوير علاقات الشراكة مع الرباط وهي لوبيات معظمها موال للجزائر.
ووصل فريق من عناصر الإطفاء المتطوعين الفرنسيين من منطقة ليون (وسط شرق) إلى المغرب الأحد وسيشارك في عمليات الإنقاذ على بعد حوالي خمسين كيلومترا من مراكش. وترافق الفريق كلاب مدربة ويحمل نحو 300 كيلوغرام من المعدات.
من جهتها أعلنت منظمة الإغاثة الشعبية الفرنسية أن العديد من مسؤوليها سيتوجهون إلى المغرب الاثنين في "مهمة تضامن مع تخصيص مبلغ بقيمة 100 ألف يورو للضحايا وتوجيه نداء للتبرعات".
والأحد أعلنت إسبانيا التي باتت ترتبط بعلاقات وثيقة مع المغرب على اثر اعتراف الحكومة الاشتراكية بمغربية الصحراء وبمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حلا واقعيا ومنطقيا لإنهاء النزاع المفتعل في الصحراء. الذي اقترحته الرباط، إرسال فريق من 56 مسعفا إلى الرباط لدعم السلطات المحلية في عمليات البحث والإنقاذ.
وأعلنت وزارة الدفاع الإسبانية إقلاع طائرة عسكرية من طراز أ400 من قاعدة سرقسطة (شمال شرق) متجهة إلى مراكش مع فريق مسعفين "للمساعدة في عمليات البحث ومساعدة الناجين من الزلزال".
وينتمي هؤلاء إلى وحدة الطوارئ العسكرية الموكلة المساعدة في جهود البحث والإنقاذ. وهذه الوحدة هي فصيل من القوات المسلحة تمّ تشكيله بهدف التدخل السريع في الظروف الطارئة مثل حرائق الغابات والفيضانات والزلازل.
وعرضت سويسرا توفير ملاجئ مؤقتة ومعدات لمعالجة المياه وتوزيعها ومرافق صرف صحي ومستلزمات نظافة. وسيقوم خبراء من هيئة المساعدات الإنسانية السويسرية بتسليم هذه المعدات. وأشارت وزارة الخارجية السويسرية إلى أنها لم تتلق حتى الآن ردا على هذا الاقتراح.
وأعلنت وزارة الدفاع البلجيكية السبت تفعيل خدمة تنسيق المساعدات الطارئة بالخارج للاستجابة لطلبات المساعدة التي ستقدمها السلطات المغربية (المستشفيات الميدانية والمتنقلة المزودة بمعدات الاستجابة للطوارئ والفرق الطبية). ولم يتم الإعلان عن أي طلب بهذا المعنى حتى الآن.
وأعلنت منطقة فلاندرز الأكثر اكتظاظا في بلجيكا، حيث تعيش جالية مغربية كبيرة، أنها ستخصص مساعدات طارئة بقيمة 200 ألف أورو من خلال الصليب الأحمر. وتعهدت منطقة والونيا الناطقة بالفرنسية في جنوب البلاد من جانبها بتقديم "مساعدة فورية بقيمة 500 ألف يورو لضحايا هذه الكارثة".
كما عرضت إيطاليا مساعدة هيئة الدفاع المدني وفرق الإطفاء، بينما أرسلت الكنيسة الكاثوليكية الإيطالية 300 ألف يورو عبر كاريتاس إيطاليا. وشدد الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا السبت على "استعداد إيطاليا للمساهمة في عمليات الإنقاذ المعقدة".
واقترحت تركيا إرسال 265 من عناصر الإنقاذ وألف خيمة، بينما قال رئيس الوزراء البولندي ماتيوس مورافيتسكي إن بلاده "مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية، بما في ذلك فريق إنقاذ" مؤكدا أن "حجم المأساة في المغرب هائل".
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "دولة إسرائيل ستقدم كل المساعدة الممكنة للمغرب بما في ذلك فريق بحث وإنقاذ إذا طلب ذلك".
وقال رئيس الوزراء العراقي العراقي محمد شياع السوداني إنه "مستعد لتقديم أي شكل من أشكال المساعدة" بينما أمر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حكومته "بتقديم كل المساعدة اللازمة للمغرب".
وفي نهاية قمة مجموعة العشرين في نيودلهي، وقّع ماكرون ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس جزر القمر غزالي عثماني الذي ترأس بلاده حاليا الاتحاد الإفريقي، إضافة إلى مسؤولين في صندوق النقد الدولي والمفوضية الأوروبية، إعلانا مشتركا يتعهدون بموجبه بـ"توفير كل مساعدة ضرورية للحاجات الطارئة على المدى القريب وجهود إعادة الإعمار".
وصرف الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، ومقره جنيف، مليون فرنك سويسري (1.1 مليون دولار) من صندوق الاستجابة لحالات الطوارئ للكوارث التابع له لدعم عمل الهلال الأحمر المغربي الميداني.
ونبهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت إلى أهمية حاجات المغرب المستقبلية، مع "24 إلى 48 ساعة حرجة" وحاجات "لأشهر أو حتى سنوات".
تعليقات الزوار
لا تعليقات