أخبار عاجلة

دول أوروبية تبدي انزعاجها من فتح تبون أبواب الجزائر لنفوذ الايراني

ناقش خبراء وأعضاء في البرلمان الأوروبي تداعيات التقارب الإيراني الجزائري على أمن المنطقة المغاربية التي تعتبر فضاء جيوسياسيا حيويا للمصالح الأوروبية محذرين من المخاطر التي يطرحها هذا التقارب والذي يأتي في سياق مضطرب بفعل حرب تدور رحاها في شرق أوروبا بين روسيا وأوكرانيا.

ويأتي التركيز على تداعيات التقارب الإيراني الجزائري أيضا في سياق تقارب ملحوظ ومثير للقلق بين الجزائر وروسيا التي أوجد لها النظام الجزائري منافذ واسعة لتعزيز نفوذها في إفريقيا.

وبحسب تقرير موجز نشرته وكالة أنباء المغرب العربي (و.م.ع) فإن خبراء دوليون ونواب أوروبيون حذروا مؤخرا من تداعيات التعاون الجيوسياسي بين الجزائر وإيران، بينما يستبطن هذا التحذير ملامح غضب غربي من الانفتاح الجزائري على طهران المتهمة بزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط وقد تنتقل تهديداتها لتشمل أمن المنطقة المغاربية وهي بوابة افريقيا وأوروبا في الوقت ذاته.

ولا تخفي إيران كما روسيا، سعيها للتمدد في فضاءات جيوسياسية لخصومها الغربيين وتعزيز تعاونها مع الجزائر يصب في هذا الاتجاه ويؤكد مساعيها للتواجد في مناطق إستراتيجية للمصالح الغربية.

وبحسب المصدر ذاته أكد الخبراء والنواب الأوروبيون في مداخلات خلال منتدى نظم بالعاصمة الاسبانية مدريد بمبادرة من معهد كورديناداس الاسباني للحكامة والاقتصاد التطبيقي، على ضرورة اتخاذ التدابير المناسبة لمواجهة التحرك الإيراني والتهديد المحتمل لأمن المنطقة المغاربية، مشيرين إلى أن التعاون الجيوسياسي الإيراني الجزائري يشكل تهديدا مباشر بالنسبة لاسبانيا والاتحاد الأوروبي.

وركز المتدخول وفي مقدمتهم فرناندو فرنانديز أغيري العقيد الاحتياط في الجيش الإسباني وفرناندو غارسيا بلازكيز نائب مدير معهد الجنرال غوتيريز ميلادو وألفارو فرنانديز دي أراوز غوميز دي أكيبو الخبير في الأمن السيبراني، على أهمية المواجهة الاستباقية للتمدد الإيراني في المنطقة من بوابة التعاون مع الجزائر.

ولفتوا إلى أهمية تبني إجراءات فورية في مواجهة هذه المخاطر التي تهدد أمن فضاء جيوسياسي حيوي بالنسبة للمصالح الأوروبية مع تنامي التحالف بين غيران والجزائر.

وقال هؤلاء إن "استقرار وأمن إسبانيا والاتحاد الأوروبي والعالم الحر على المحك ومن الأهمية بمكان اتخاذ إجراءات منسقة وقوية لمواجهة هذه التحديات".

وقال أنطونيو لوبيز إستوريز عضو البرلمان الأوروبي عن الحزب الشعبي، إن "تغلغل إيران بمنطقة الساحل والصحراء بما في ذلك تزويد انفصاليي جبهة البوليساريو بطائرات مسيرة، يشكل تهديدا حقيقيا يتعين على الاتحاد الأوروبي مواجهته".

ويعيد تصريح النائب الأوروبي إلى الأذهان الدور التخريبي الذي لعبته إيران عبر سفارتها في الجزائر وكذلك دور حزب الله في تسليح وتدريب مسلحي البوليساريو.

والعلاقات بين المغرب وإيران تأرجحت بين خلاف متصاعد برز في 2009 إلى القطيعة الدبلوماسية في العام 2018، فبداية تراشق البلدان حين عبرت الرباط عن تضامها مع البحرين على خلفية الأنشطة الإيرانية المزعزعة لأمن المنامة.

 ثم انتقلت بعد تسع سنوات إلى قطيعة على خلفية دعم غير معلن من قبل طهران لجبهة البوليساريو الانفصالية وحين كشفت السلطات المغربية دور حزب الله اللبناني المدعوم من إيران في تدريب مسلحي الجبهة الانفصالية.

وإلى جانب الأنشطة المزعزعة لأمن المنطقة حاولت طهران التأثير على تماسك وترابط النسيج الاجتماعي والديني في المنطقة من خلال جهود لنشر التشيع وهو أمر تصدى له المغرب مبكرا.

وإلى جانب دعوة النائب الأوروبي عن الحزب الشعبي، شدد زميله الإيطالي فابيو ماسيمو كاستالدو على ضرورة "إعادة التفكير جذريا في مقاربة الشراكة مع بلدان المغرب العربي وتجنب ازدواجية المعايير في العلاقات"، مشددا على أهمية "مواصلة تشجيع ودعم الإصلاحات الديمقراطية في البلدان الشريكة لاسيما المغرب"، محذرا من "وضعية حقوق الإنسان المقلقة" في الجزائر.

وكان عضو البرلمان الأوروبي يلمح على ما يبدو للحملة الشرسة التي تشنها لوبيات معادية لمصالح المملكة في الاتحاد الأوروبي وهي الحملة التي حذرت الرباط من أنها تستهدف التشويش على علاقات الشراكة.

ولا يبدو التقارب الإيراني الجزائري لوحده مصدرا للقلق الغربي، إذ سبق أن أبدت عواصم غربية بشكل معلن أو في الكواليس انزعاجها من فتح الجزائر أبوابها للتمدد الروسي من خلال تعزيز علاقات التعاون العسكري وإجراء مناورات على مقربة من الحدود المغربية.

وتعالت أصوات غربية وازنة في الأشهر الماضية منادية بإعادة تقييم العلاقات مع الجزائر، فيما بدا الموقف الأوروبي ضعيفا بفعل حاجة دول الاتحاد الأوروبي للغاز الجزائري بديلا عن الغاز الروسي.

واستثمرت الجزائر هذه الورقة لابتزاز الشركاء الأوروبيين واحتواء المواقف الأوروبية الغاضبة من التقارب مع روسيا. كما انتقدت مصادر سياسية تغاضي أوروبا عن انتهاك حقوق الإنسان في الجزائر وعزت ذلك إلى تركيز الاهتمام الأوروبي على المصالح وفي صدارتها إمدادات الغاز.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

غزاوي

مجرد تساؤل.

مجرد تساؤل. كيف تنزعج الدول الأوربية وهي منبطح لإيران وتتفاوض معه في السر والعلن !!!؟؟؟