أخبار عاجلة

تبون يعود من البرتغال خاوي الوفاض وتبهديلة بسبب الصحراء

 عاد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون من زيارته للبرتغال بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها، في ما يتعلق بمحاولته استمالة لشبونة لموقفها من قضية نزاع الصحراء، فيما تشير تصريحاته أثناء وعقب لقائه بنظيره البرتغالي كان قد ادعى فيها وجود توافق في الرؤى حول القضية، إلى تسويق أوهام سياسية.

وشددت البرتغال على أن موقفها من ملف النزاع في الصحراء المغربية ودعمها لمقترح الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية لم يتغير، في الوقت الذي نجحت فيه الدبلوماسية المغربية في تحصين المكاسب التي حققتها من خلال استقطاب المزيد من الدعم للمواقف الرسمية ولواحدة من القضايا التي تعتبر من الثوابت الوطنية.

وعززت الرباط علاقاتها مع البرتغال في الفترة الأخيرة عبر التقدم بملف مشترك مع كل من لشبونة ومدريد لتنظيم مونديال 2030، وهو الترشح الذي اعتبره العاهل المغربي الملك محمد السادس سابقة في تاريخ كرة القدم.

ويرتبط المغرب بعلاقات وثيقة مع كل من اسبانيا والبرتغال، ما يجعل الثلاثي يتحرك تقريبا على مسار واحد في مجمل القضايا المشتركة ولا يوجد أي مؤشرا على اختلاف حول قضية تسوية النزاع في الصحراء المغربية وفق الطرح المغربي.

وقد نفى الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا وجود تغير في موقف بلاده من قضية الصحراء المغربية، على نقيض ما ورد في تصريحات تبون حول "توافق في الرؤى حل ملف الصحراء".

وجدد دي سوزا أن موقف بلاده على حاله وفقا لما تم التأكيد عليه في اجتماع القمة الثنائية بين الرباط ولشبونة في 12 مايو/ايار  والذي وقع فيه البلدان حزمة اتفاقيات اقتصادية أعطت دفعة قوية للتعاون الثنائي في العديد من المجالات.

ولم تكن زيارة تبون غير المعلنة للبرتغال ضمن السياقات الطبيعية لأي مسار في العلاقات بين الدول، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال محاولة التشويش على العلاقات المغربية البرتغالية ومحاولة استقطاب لشبونة لصف الجزائر في موقفها الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية.

واستهدفت الزيارة على الأرجح أيضا ضرب مخرجات قمة الدورة 14 للاجتماع المغربي البرتغالي رفيع المستوى (قمة الرباط-لشبونة)، فتحرك تبون أثبت مرة أخرى أن الدبلوماسية الجزائرية يحركها عداء لا يهدأ للمملكة المغربية، في علامة يعتبرها محللون دليل على حالة هوس وهستيريا تهيمن على السياسة الخارجية للجارة الشرقية للمغرب.     

واللافت أن زيارة تبون للبرتغال جاءت على وقع تدهور العلاقات مع اسبانيا على خلفية تبدل الموقف الاسباني لجهة دعم مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء أساسا وحيدا وواقعيا والأكثر قابلية للتطبيق لإنهاء النزاع المفتعل.

وتتعامل دول أوروبية مع النظام الجزائري بحذر وتنظر بريبة كبيرة للتقارب الجزائري الروسي الذي فتح الأبواب لموسكو في مناطق تعتبر تقليديا فضاء جيوسياسي حيوي بالنسبة للمصالح الغربية في المنطقة.

كما يثير استخدام الجزائر لورقة الغاز لابتزاز الشركاء الأوروبيين غضبا في الأوساط الأوروبية التي تستحضر في النقاشات في الكواليس، الطريقة التي تعاملت بها السلطة الجزائرية مع اسبانيا، إذ أنهت المعاملة التفضيلية في العقود المبرمة في مجال الطاقة في العام الماضي إضافة إلى التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع مدريد ما يترتب عليه تداعيات اقتصادية وسياسية.

وخلافا للبروتوكولات المعمول بها في استقبال رؤساء الدول، لم يلق الرئيس الجزائري حين نزوله من الطائرة في لشبونة، استقبالا رسميا بحجم زيارة دولة، إذ استقبله وفد دبلوماسي لم يكن من بيه وزير الخارجية.

وكان يفترض أن يستقبله الرئيس البرتغالي وأدناه وزير خارجيته، في خطوة تعكس برودا على ما يبدو أو هي رسالة سبقت مباحثاته مع كبار المسؤولين وهي المباحثات التي طغى عليها طابع المجاملات الدبلوماسية.

اضف تعليق

شارك

تعليقات الزوار

لا تعليقات