استقبل ناصر بوريطة، الرئيس الجنوب إفريقي السابق جاكوب زوما، بصفته زعيمًا لحزب uMkhonto we Sizwe (رمح الأمة)، المعروف اختصارًا بـMK Party، وهو حزب سياسي جديد أسسه أواخر 2023 بعد انشقاقه عن حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الحاكم (ANC).
ويعد زوما من أبرز الشخصيات السياسية في جنوب إفريقيا، وقد شغل منصب رئيس البلاد بين سنتي 2009 و2018، قبل أن يدخل في صراع داخلي مع قيادة حزبه التاريخي، خاصة مع الرئيس الحالي سيريل رامافوزا.
وأسفر هذا الصراع عن واحدة من أكبر الانشقاقات السياسية في تاريخ البلاد الحديث، حيث أسس زوما حزب MK، مستعيدًا اسم الجناح العسكري السابق لحزب ANC، الذي لعب دورًا مركزيًا في مقاومة نظام الفصل العنصري.
وتمكن حزب MK الجديد من استقطاب عدد كبير من أنصار زوما، خاصة في إقليم كوازولو ناتال، ما جعله قوة سياسية مؤثرة، خصوصًا بعد أن تم طرده رسميًا من حزب المؤتمر الوطني في يونيو 2025، بتهمة “الإضرار بوحدة الحزب”.
ويُشكل الدعم الرسمي الذي أعلنه حزب MK لمغربية الصحراء تطورًا لافتًا في موقف جزء من النخبة السياسية في جنوب إفريقيا، التي ظلت تاريخيًا من أشد الداعمين لجبهة البوليساريو.
وفي السياق ذاته ، تُعد العلاقات بين المغرب وجنوب إفريقيا من أكثر العلاقات تعقيدًا داخل القارة الإفريقية، حيث ظلت بريتوريا تُعد من أبرز الداعمين لجبهة البوليساريو منذ اعترافها بـ”الجمهورية الوهمية” سنة 2004، إبان حكم الرئيس تابو مبيكي.
ومنذ ذلك الحين، اتسمت العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبريتوريا بالبرود والتوتر، على الرغم من محاولات محدودة للتقارب خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا بعد اللقاء الذي جمع الملك محمد السادس بالرئيس السابق جاكوب زوما على هامش قمة الاتحاد الإفريقي في أبيدجان سنة 2017، والذي وُصف حينها بـ”الخطوة الانفتاحية”.
هذا، غير أن التوجه الرسمي لجنوب إفريقيا ظل بعيدا عن الحياد في ملف الصحراء المغربية، حيث لطالما عبرت حكومة بريتوريا عن دعمها لجبهة البوليساريو، في مواقف تباينت مع رؤية جزء متزايد من النخب السياسية والاقتصادية في البلاد.
إلى ذلك فإن زيارة زوما إلى الرباط في هذا التوقيت تحديدا، واصطفاف حزبه الجديد إلى جانب الموقف المغربي من قضية الصحراء، يفتحان المجال أمام تحول محتمل في خريطة التحالفات داخل جنوب إفريقيا، ويعكسان في الآن ذاته نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب أصوات جديدة في معركة الشرعية الإقليمية.
تعليقات الزوار
لا تعليقات